بقلم/السيد شحاتة نائب رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام على الديسك والموقع لجريدة الأضواء
شهر رمضان هو شهر ميلاد الأمة حين أضاء وحي السماء ظلمات الأرض وبدد نور الهداية ظلمات الشرك
فرمضان لابد وأن يكون فرقانا في حياة المسلم إنتصرت فيه الأمة علي عدوهم فكيف لاتنتصر علي نفسك
فالمتأمل في أحداث رمضان عبر التاريخ الإسلامي سيجد أمورا عديدة وعجيبة هي ليست مصادفة ولكنها أقدار الله نجد فيه المسلمون ينتقلون من مرحلة لأخري من ضعف لقوة ومن ذلك لعزة
فكان أول خروج للمسلمين لقتال أهل الكفر كان في رمضان في السنة الأولى من الهجرة وكانت سرية قائدها حمزة بن عبدالمطلب أسد الله ورسوله ولم يكن فيها قتال حيث حيل بين الطرفين وتمر الأيام سريعا في العام الثاني فكانت غزوة بدر الكبرى وهي أول صدام حقيقي بين أهل الإيمان وأهل الشرك
ولعلنا نسأل أنفسنا لماذا كانت هذه الغزوة في رمضان فقد إعتبر هذا رسما لسياسة أمة محمد عليه الصلاه والسلام تستطيع فيه أن تبني نفسها فبعد بدر أصبح للمسلمين دولة ولها شوكة قوية ومكانة عاليه
ففي غزوة بدر وضعت قواعد الدولة الوليدة وعرف المسلمون أن النصر من الله ليس بالعتاد والعدة (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) فأراد الله لهم التمكين فما دام حليفك الله فالنصر قادم لا محالة
وتتوالى الإنتصارات عندما خرج الرسول قاصداً فتح مكة وتم فتحها في رمضان في السنة الثامنه وهنا فرق بين خروج الرسول في بدر فكان علي غير إختيار من المؤمنين حيث موعد قافلة ابي سفيان بينما فتح مكة كان التخطيط والتدبير من الرسول الكريم فشهر رمضان شهر الجهاد لاتعطل فيه القتال ولاننسي غزوة تبوك فكانت في رمضان
شهر رمضان شهر إعزاز للإسلام وتمكين للدين حيث تتوالي في رمضان علي سنوات عديدة فتوحات إسلاميه ونشر للدعوة فكانت موقعة البويب أو الجسر قائد المسلمين المثني بن حارثة قاهر الفرس ثم فتح جزيرة رودس في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان
وأيضا معركة عمورية نتيجة صرخة امرأة مسلمة وامعتصماه
وفتح الأندلس بقيادة موسي بن نصير وطارق بن زياد واستمر حكم المسلمين لها 800عام وموقعة حطين بقيادة صلاح الدين الايوبي وموقعة عين جالوت بقيادة سيف الدين قطز وأخيرا حرب رمضان المجيدة السادس من اكتوبر لعام 1973 فلا يوجد عدو حاربناه في رمضان إلا وكان النصر حليفنا هذا رمضان شهر انتصار الأمة وميلادها فهل نجعل رمضاننا شهرا لإنتصارنا لديننا وقيمنا
