مقال

الدكروري يكتب عن عظم الجزاء من عظم البلاء

جريدة الاضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 29 مارس 2024

الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وتعالي وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن من إيمان العبد بربه أن يستشعر أن للآلام نهاية، وأن لكل داء دواء يستطب به، وأن الآهات المتناوبة من وإلى صدرة، سيجعل الله بدلا عنها نسمات فرح وبهجة وسرور، ومن إيمان العبد بربه يقينه التام بأن الله جل وعلا من قضى وقدر الأقدار، وأجل الآجال، وسبب الأسباب. 

وأنه جل وعلا لم يعط أحدا من عباده خيرا إلا بفضله، ولم يصب أحدا من عباده بسوء إلا بعدله، وأن كل شيء قدره بحكمته، وأنه سبحانه لا يريد بعبده إلا خيرا، وعن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ” رواه مسلم، وإن من إيمان العبد بربه أيضا ان يعلم أن ما تعرض له من ابتلاء ومصاب هو تكفير له من الذنوب وتطهير له من الخطايا، وذلك والله فرج له من نوع آخر، فكم من عبد غارق في الذنوب والشهوات، وأسير للآثام والسيئات، حتى أصابه ذلك البلاء، وأحاطه شيء من الابتلاء. 

فصبر وصدق فكان له ذلك البلاء مصفيا له ذنوبه الجمة وخطاياه الملمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة ” رواه الترمذى، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” إن عظم الجزاء من عظم البلاء وإن الله عز وجل إذ احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ” فانتظر الفرج أيها المكلوم بإيمان وعمل خالص وحسن ظن بربك جل وعلا، ولا تخرم وثيقة الايمان بسخط متكرر، أو جزع متتالي، أو اعتراض لا يجدي، فانتظر الفرج أيها المحزون بقلب آمن ومطمئن، وبلسان ذاكر شاكر، وبجوارح عاملة باذلة وبإقامة للعبادات وللطاعات، 

وتوبة من المعاصي والمنكرات، وبتذلل لله وخضوع وابتهال إليه وخشوع، فانتظر الفرج لأن انتظارك عباده، وصبرك طاعة، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والربا والزنا، والزلازل والمحن وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة وعن بلاد المسلمين، بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من الآيات والبيان، أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى