مقال

الدكروري يكتب عن موجبات الثبات على الحق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن موجبات الثبات على الحق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 1 إبريل 2024

الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المتفضل على خلقه بجزيل النوال، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الداعي إلى الحق، والمنقذ بإذن ربه من الضلال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد إن من موجبات الثبات على الحق والهدى مجالسة أهل الإيمان والتقوى، وكما إن من أسباب الثبات على الدين هو ما قرره علماء الأئمة المهتدون بهدى الكتاب والسنة من وجوب هجر أهل البدع ومقاطعتهم فإن مجالستهم تمرض القلوب، فيا أيها الشاب المسلم، إن في شبابك حيوية وقوة شبابية، ترى نفسك وأنت ممتع بسمعك وبصرك وسائر قوتك.

يمر بك ذو الشيبة من المسلمين فما ترعى له حقه، لا تسلم عليه أحيانا، ولا تقدر له قدره، وربما ضايقته في الطريق، وربما سخرت منه، وربما استهزأت به، وربما عبته، وربما قلت عليه كذا وكذا، ولئن كنت ممتعا الآن بقوتك، فتذكر بعد سنين وقد ضعفت تلك القوة، وعُدت إلى ضعفك القديم، ولئن كان هذا المار بك شيبة قد أمضى سنين عديدة، فاعلم أنك بمضي السنين ستكون حالك مثل حاله، إذن فأكرم ذا الشيبة، واعرف له قيمته ومكانته، وإياك أن تستطيل عليه بلسانك احتقارا له وسخرية به، وإياك أن تترفع عليه لكونك ذا علم وفقه وثقافة، فترى ذا الشيبة أقل شأنا من ذلك بل تزدريه وتحتقره لعلمك وحيويتك، ولكبره وقد يكون لجهله، وإياك أن يغرك جاهك، أو يخدعك منصبك، أو يغرك كثرة مالك، فارفق بمن هو أكبر منك سنا.

ليدل على الأدب الرفيع في نفسك، وإن المزرعة الأولى لبناء القيم الإسلامية هى أسرة يقودها أبوان صالحان، فيتعلم الولد في البيت والمدرسة القيم الإسلامية ويمتثلها، فيمارس الفضيلة وينأى بنفسه عن الرذيلة، وإن عملية بناء القيم عملية دائمة مستمرة لا تتوقف، وهي أساس التربية في البيت والمدرسة والأسواق وكافة نواحى الحياة، وكما يجب التحذير من المفاهيم التربوية المستوردة التي تتعارض مع قيم الإسلام ولا سيما في ظل العولمة، وكذلك إزالة كل ما يخدش الحياء ويحطم القيم، وكما نطالب المجتمع بكل أفراده وجميع مؤسساته العامة والخاصة أن يتعاونوا في نشر القيم وتثبيتها في النفوس، ثم متابعتها حتى تصبح جزءا أصيلا في سلوك الناس وتعاملهم، وكذلك فإن غرس القيم بالقدوة والسلوك أكبر أثرا وأعظم استجابة وأسرع قبولا.

ومن أجل ذلك قدم رب العزة وحيه، وجعل الدعوة على أيدي الرسل ليكونوا قدوة لأممهم، فقال سبحانه وتعالى فى سورة النساء ” رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل” فالحمد لله الذي خلق الخلق إظهارا لقدرته، وجعل الثواب اظهارا لإحسانه، والعفو عنوانا لرحمته، والحمد الله الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان، وجعل له السمع والبصر والجنان سبحانه أمر بالعدل والإحسان ونهى عن الظلم والطغيان، أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى