مقال

جناية تفوق كل الجنايات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن جناية تفوق كل الجنايات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 2 إبريل 2024

الحمد لله أحمده الحمد كله، وأشكره الشكر كله، اللهم لك الحمد خيرا مما نقول، وفوق ما نقول، ومثلما نقول، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت، أشهد أن لا إله إلا الله شهادة أدخرها ليوم العرض على الله، شهادة مبرأة من الشكوك والشرك، شهادة من أنار بالتوحيد قلبه، وأرضى بالشهادة ربه، وشرح بها لبه، وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله وسلم على كاشف الغمة، وهادي الأمة، ما تألقت عين لنظر، وما اتصلت أذن بخبر، وما هتف حمام على شجر، وعلى آله بدور الدجى، وليوث الردى، وغيوث الندى، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن الخمور والمخدرات هي الآفة الخطيرة القاتلة التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة.

في كافة المجتمعات بشكل لم يسبق له مثيل، حتى أصبحت خطرا يهدد هذه المجتمعات وتنذر بالانهيار، فالخمر والمخدرات وما كان في معناهما حرام قليلة وكثيرة، حتى وان لم يذهب العقل إلا بالكثير منه فقليله حرام، فعن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما أسكر كثيرة فقليله حرام” رواه أبو داود، وعليه فكل ما كان مسكرا فهو حرام مهما تغيرت الاسماء ومهما تغير شكله ولونه ما بقيت فيه العلة وهى الإسكار، ويجب أن نعلم جيدا أن من أعظم الجنايات خطرا، وأكبرها ضررا، وأعظمها أثرا في مسيرة الإنسان، في شخصه ونفسه، وفي من حوله، وفي مجتمعه، أن يغيّب العقل، وأن يعبث به، وأن يزول ذلك الميزان الذي يعرف به الإنسان الخير من الشر، ويميز به الحق من الهدى.

ويميز به ما ينفع مما يضر، وإن الجناية على العقل جناية تفوق كل الجنايات، وهي مصدر لكل بلاء، وهي مصدر كل آفة، فبها تفسد حياة الناس، وبها يفسد دينهم، وبها تفسد مصالحهم، وبها تضطرب حياتهم، وبها ينالون كل ضرر، ويدركون كل شر، وبها يهلك معاشهم ومعادهم، فمن مظاهر التقصير في تربية الأولاد هو الانشغال عن الأولاد بمشاغل الدنيا و تهوين الوالدين المعصية على الأولاد، وتجرئتهم على مواقعة الخطايا والسيئات، وذلك بموافقة الوالدين لهذه الخطايا ومجاهرتهم بها، فإن من الآباء من يكون قد ابتلي ببعض الذنوب، فتجده لا يتورع عن الوقوع فيها أمام أولاده ويجب أن نعلم أن من أعظم الخيانة للأولاد تيسير سُبل المعصية وأسبابها لهم، بالإهمال في تربيتهم على حسن استعمال الأجهزة.

التي يصلون من خلالها إلى كثير من الشر والفساد إذا لم يحسنوا استعمالها، فليتقى الله هؤلاء، ممن أشقى أولاده، وفوّت عليهم الخير والاستقامة، فويل له ويل له ويل له، وضع في كل غرفة شيطانا، يصد عن سبيل الله، ويبغيها عوجا، فأي خيانة أعظم من هذه الخيانة، أيظن من سعى في إفساد أولاده أنه ناج من قوله صلى الله عليه وسلم ” ما مِن عبد يسترعيه الله رعية، فيموت وهو غاش لها إلا لم يجد رائحة الجنة ” فاللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين، واغفر لنا ولهم أجمعين، اللهم انزع حب المعاصى من قلوبنا يا رب العالمين، ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى