دين ودنيامقال

شهررمضان المبارك (ليست المساجد بعدد المصلين )

جريدة الأضواء

كتبت// د.مرفت عبدالقادر احمد

(ليست بكثرة الحج والعمره)
طوفوا حول بيوت الفقراء فوراء كل باب مغلق آلاف من الاوجاع والٱهات والألام والجراح والمرضى والمكسورين والجائعين المهمومين ورمضان كريم

ففي أحد الأيام ، أعجب المصلون بكثرتهم في أحد المساجد ، وكان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله موجودا ..

فقالوا له : تخيل يا إمام كم عدد المصلين ..؟ فقال : لا أحد .. ومن هول المفاجأة لجوابه ،

قالوا له : هل أنت أعمى ..؟! ، وكان ردهم فيه قلة أدب ،

وقلة احترام ..! لكنه أجابهم :

الأعمى .. من يغمض عينيه عن أرملة أوجع رأسها حمل ثقيل ..

الأعمى .. من توجه إلى القبلة ، وأدار ظهره للأيتام والفقراء ..

الأعمى .. من سجد لله ، وتكبر على عباده ..

الأعمى .. من كان في صف المصلين الأول .. ولكنه غاب عن صفوف الجياع ، وقول الحق ..

الأعمى .. من تصدق يوما ، وهو قادر أن يتصدق دوما…

..الأعمى .. من صام عن الطعام ، ولم يصم عن الحرام ..

الأعمى .. من طاف بالبيت الحرام ، ونسي أن يطوف حول فقراء يموتون كل يوم من شدة العوز ..

الأعمى .. من رفع الأذان ، ولم يرفع أبويه ..

الأعمى .. من صلى وصام ، ثم غش في بيعه وشرائه ..

الأعمى .. من قام بين يدي الله ، وقلبه يحمل حقدا ، وكرها ، وبغضا ، واحتقارا ، لإخوانه المسلمين ..

الأعمى .. من كان هناك انفصام بين عبادته وأخلاقه ومعاملاته ..

الأعمى .. من صلى وسجد وصام ، وهو يناصر الظلمة ..

الأعمى .. من صلى وصام ، ويداه ملطختان بدماء المسلمين .

الأعمى .. من صلى ، ولم ينتفع بصلاته ..

الأعمى .. من أخذ من الدين بعضه ، وترك بعضه ..《 فمن كان في هذه أعمى ..

فهو في الآخرة أعمى ، وأضل سبيلا ولبلاغة الرد ..

ساد الصمت الجميع ، فلا يخلو أحد من نقص ، أو ذنب..

ونكررها ، كي لا ننسى ، ولأنها تحكي الحال وقتها ، والآن أشد ..

ونحن نحسب أننا نحسن صنعا ..

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال  وكل عام وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى