(ليست بكثرة الحج والعمره)
طوفوا حول بيوت الفقراء فوراء كل باب مغلق آلاف من الاوجاع والٱهات والألام والجراح والمرضى والمكسورين والجائعين المهمومين ورمضان كريم
ففي أحد الأيام ، أعجب المصلون بكثرتهم في أحد المساجد ، وكان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله موجودا ..
فقالوا له : تخيل يا إمام كم عدد المصلين ..؟ فقال : لا أحد .. ومن هول المفاجأة لجوابه ،
قالوا له : هل أنت أعمى ..؟! ، وكان ردهم فيه قلة أدب ،
وقلة احترام ..! لكنه أجابهم :
الأعمى .. من يغمض عينيه عن أرملة أوجع رأسها حمل ثقيل ..
الأعمى .. من توجه إلى القبلة ، وأدار ظهره للأيتام والفقراء ..
الأعمى .. من سجد لله ، وتكبر على عباده ..
الأعمى .. من كان في صف المصلين الأول .. ولكنه غاب عن صفوف الجياع ، وقول الحق ..
الأعمى .. من تصدق يوما ، وهو قادر أن يتصدق دوما…
..الأعمى .. من صام عن الطعام ، ولم يصم عن الحرام ..
الأعمى .. من طاف بالبيت الحرام ، ونسي أن يطوف حول فقراء يموتون كل يوم من شدة العوز ..
الأعمى .. من رفع الأذان ، ولم يرفع أبويه ..
الأعمى .. من صلى وصام ، ثم غش في بيعه وشرائه ..
الأعمى .. من قام بين يدي الله ، وقلبه يحمل حقدا ، وكرها ، وبغضا ، واحتقارا ، لإخوانه المسلمين ..
الأعمى .. من كان هناك انفصام بين عبادته وأخلاقه ومعاملاته ..
الأعمى .. من صلى وسجد وصام ، وهو يناصر الظلمة ..
الأعمى .. من صلى وصام ، ويداه ملطختان بدماء المسلمين .
الأعمى .. من صلى ، ولم ينتفع بصلاته ..
الأعمى .. من أخذ من الدين بعضه ، وترك بعضه ..《 فمن كان في هذه أعمى ..