مقال

الدكروري يكتب عن فمن ينقلب على عقبيه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فمن ينقلب على عقبيه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 5 إبريل 2024

الحمد لله العظيم في قدره، العزيز في قهره، العليم بحال العبد في سرّه وجهره، يسمع أنين المظلوم عند ضعف صبره، ويجود عليه بإعانته ونصره، أحمده على القدر خيره وشره، وأشكره على القضاء حلوه ومره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الآيات الباهرة، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما جاد السّحاب بقطره، وطلّ الربيع بزهره، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد يقول الله سبحانه وتعالى “فمن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا” إنما هو المتضرر هو أنت أيها العبد المؤمن فكيف ترضى بعد الغنيمة فى مواسم الخير أن تعود خاوى الوفاق وان تتحمل الديون من جديد، فإن هذا التاجر الذى يصنع هذا الصنيع لا شك انه أحمق.

وأنه يجني على نفسه جناية عظمى وأنه يكون عند الناس غير مرضي عنه ولا مقبول عمله، ثم انظروا ما ساق الله لنا فى هذا الشهر الكريم، انظروا ما كنا عليه بحمد الله عز وجل، مما ينطبق بإذنه سبحانه وتعالى، وصف وشهادة الحق في قوله ” إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين” فإن هذه الشهادة كنا ننالها بحمد الله ونحن نأتي إلى المساجد، ونحن نتسابق إليها مع آذان المؤذن وقبل دخول الوقت ونحن نمكث فيها نظل فيها أوقاتا طويلة ويعتكف المعتكفون ويتهجد المتهجدون ويتطوع المتطوعون، فكيف بنا بعد ذلك نتخلى عن هذا الخير وقد يصدق في بعضنا قول الله تعالى ” فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا”

فما بالنا وقد أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام بالمثوبة والأجر في هذا العمل العظيم والركن الركين، والأساس المتين في هذا الدين، ثم بعد ذلك نفرط هذا التفريط وكنا في هذا الشهر ممن يخاطبون، فيقول الله تعالى “الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون” فهل ننتكس بعد ذلك ونرتكس ويكون حالنا كمن قال الله تعالى في شأنهم عن المنافقين “ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون، فأعقبهم نفاقا فى قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون” فلا ينبغي لنا أن ننزل عن مرتبة المنفقين المسارعين في البذل والإنفاق حتى نصل بعد ذلك.

وفى نهاية الشهر إلى الوصف الذميم الذي ذكر النبي عليه الصلاة والسلام كما رواه احمد “أن المؤمن يطبع على الخلال كلها إلا الكذب والخيانة” وقد ذم النبي عليه الصلاة والسلام البخل والشح فينبغى لنا أن نبرأ من هذا الداء العضال وقد تبرأنا منه طيلة الشهر فلا ينبغي لنا أن نعود كما قال تعالى “الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا” بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى