مقال

الدكروري يكتب عن هجر القرآن بعد رمضان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن هجر القرآن بعد رمضان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 5 إبريل 2024

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد في نهاية شهر رمضان المبارك نقول كيف بنا وقد كان لنا عظيم الصلة بكتاب الله عز وجل وكنا مقبلين على تلاوته نرطب به ألسنتنا، ونمتع به أسماعنا، ونحيي به قلوبنا، ونتذكر به أوامر ربنا، ويحق فينا بإذنه قوله تعالى “إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور” وكنا ممن يصدق فيهم وصفه سبحانه وتعالى “وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا”

فكيف بنا بعد ذلك نرتد للقرآن هاجرين وعن آياته منقطعين وعن أوامره غافلين وقد يصدق في بعض منا قوله تعالى “وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم” وقبل هذه الآية ما يدل على كيفية استبدال الناس بالقرآن بغيره، من الغناء ومن اللهو والعبث ومزامير الشيطان، فقال تعالى” ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله” هكذا هى مفارقة عجيبة ليس بينها في الزمن إلا يوم واحد أو ليلة واحد يكون فيها الناس على الخير مقبلين وبعد ذلك مباشرة يكونون عنه نافرين، يكونون في طاعة الله عز وجل ورحمته ورضوانه ثم ينسلخون ويفرون إلى معصيته وسخطه وعقابه واستحقاق نيرانه، إنها وصية يذكرنا بها رمضان فى آخر أيامه “ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين”

واحذر أن تكون مثل بلعم بن باعوراء، فكان لنبى الله موسى عليه السلام صاحب من المقربين إليه، يسمى بلعم بن باعوراء، وهو عالم من علماء بني إسرائيل، وكان مجاب الدعوة لا يسأل الله شئيا إلا أعطاه إياه، بلغ من ثقة موسى فيه أنه قال له يا بلعم، اذهب إلى أهل مدين، فبلغهم رسالات الله، فلما ذهب بلعم ووقف بينهم خطيبا ومرشدا، قال له أهل مدين كم يعطيك موسى من الأجر على تبليغ هذا الكلام؟ فقال بلعم إنما أبلغه ابتغاء مرضاة الله، لا أتقاضى على ذلك أجرا، فساوموه وجعلوا له مقدارا من الذهب والفضة، وعندئذ فكر الرجل قليلا، وبعد ذلك عاد إليهم، وترك نبى الله موسى، وانقلب على عقبيه، وانتظره نبى الله موسى ليعود إليه، ولكنه لم يعد إلى موسى، فقد أكلته الدنيا، وباع آخرته بدنياه.

وعندئذ قص الله تعالى قصته على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحذرنا من أن نكون مثله، فبعد أن ذاق حلاوة الإيمان، وآتاه الله آياته، انقلب على عقبيه، واشترى الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة، وانسلخ من آيات الله، كما تنسلخ الحية من جلدها، وعن علقمة قال قلت لعائشة رضى الله عنها “هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختص شيئا من الأيام؟ قالت لا، بل كان عمله ديمة” رواه البخارى ومسلم، فاللهم اصلح ولاة أمور المسلمين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين اللهم يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم أصلح ولاة أمور المسلمين اللهم من كان من ولاة أمور المسلمين غير مستقيم على دينك ولا ناصح لعبادك فاهده إلى الحق أو أبدله بخير منه يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى