مقال

الدكروري يكتب عن جاء الإسلام بالعدل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن جاء الإسلام بالعدل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 8 إبريل 2024

الحمد لله الذي هدانا للإسلام ووفقنا لإدراك شهر الصيام والقيام، أحمده سبحانه وله الحمد في البدء والختام والصلاة والسلام على خير من صلى وصام وعلى آله وصحبه الكرام أما بعد لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حضر القتال، صف أصحابه، ورتبهم في مواقفهم، بحيث لا يحصل اتكال بعضهم على بعض، بل تكون كل طائفة منهم مهتمة بمركزها وقائمة بوظيفتها، منضبطة في عملها، وبهذه الطريقة تتم الأعمال، ويحصل الكمال، ويقع النصر بإذن الله تعالي، فهل وصلنا الى الزمان الذى ضاع فيه العدل الذى أمرنا به الله عز وجل؟ وهل وصل بنا الحال الذى نادى به رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم فى أحاديثه الشريفه عندما وضح لنا فيما معنا أنه سيأتى على الناس سنوات خداعات يخون فيها الأمين ويصدق فيها الكاذب.

ولكن أين العدل الذى جاء به الإسلام على لسان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، والعدل أيها المسلمون يجب أن يكون مطلقا وشاملا لجميع الأحوال التي يتعرض لها الفرد في المجتمع حاكما ومحكوما، غنيا أو فقيرا، قويا كان أو ضعيفا، رجلا كان أو امرأة، فالكل خلق الله والدين أمر الله أنزله ليصلح شأنهم، والله عز وجل وصف نفسه بأنه الحق، ووصف نفسه بأنه العدل، وإن للحق وللعدل شرطان يتوقف عليها صلاح الأمة، وبدونها ترد الى أسفل السافلين، فالذي يأكل حق الناس، أو ينكر عليهم حقهم مسيء الى العباد، مستوجب لغضب الحق سبحانه، وهو خارج عن شريعة العدل الذي قدسه الله حين وصف نفسه بأنه الحكم العدل، ومن هنا نفهم كيف ترتبط قضية الحق والعدل بذات الله، وبجوهر العقيدة قبل أن تكون قضية المجتمع أو مشكلة الحياة.

وسلوك المؤمن بربه هو الإحساس الدائم بوجود الله تعالي مع كل خطوة وهمسة يهمسها، فلا تزن الدنيا في نفسه مثقال ذرة، وحين تمتلئ النفس بمحبة الله وبالخوف منه تعالي نتذكر بأن الله العدل سوف يحاسب عاجلا أو آجلا، وإنما أعمالك أخي المسلم تحصى عليك، وإن شعور المؤمن حين يتجه إلى الناس يستحضر رهبة الله في قلبه، فيقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه، لما ولي الخلافة على المسلمين ” أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتي أريح عليه حقه، إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع أحد منكم الجهاد في سبيل الله، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمّهم الله بالبلاء.

أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، مسؤولية خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم هي العدل لا يلقي بالا للقوي لان الحق اقوي منه، ولا يخاف الضعيف من ذهاب حقه فهو يشد أزره حتى ينتصر له، ولقد أكد القرآن الكريم على الأمر بالعدل وقرنه بالإحسان، وجعله مقابل البغي المقترن بالفحشاء والمنكر فقال “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون” وقال تعالى ” فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينهم” فاللهم عليك باليهود اللهم عليك باليهود وأعوانهم، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين،

وأرنا فيهم عجائب قدرتك يا رب العالمين، اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا اللهم عليك بهم يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، يا سميع الدعاء، يا قريب الرجاء، هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى جميع المرسلين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى