الاقتصاد

السعودية البوابة المفضلة للشركات الصينية لدخول أسواق الشرق الأوسط وأمامنا فرص استثمارية ضخمة

السعودية البوابة المفضلة للشركات الصينية لدخول أسواق الشرق الأوسط وأمامنا فرص استثمارية ضخمة

متابعة عبده الشربيني حمام

قال لـ”الاقتصادية” تشن وي تشينغ سفير الصين في الرياض، “إن السعودية أصبحت البوابة المفضلة للشركات الصينية لدخول أسواق الشرق الأوسط والخليج”.

وأكد أن التحول المتنوع للاقتصاد السعودي عبر رؤية 2030 سيوفر فرصا استثمارية ضخمة للشركات الصينية للاستثمار فيها.

وأشار في مقابلة خاصة مع “الاقتصادية”، إلى أن الشركات الصينية تعمل على زيادة الاستثمار بشكل مستمر في المجالات ذات الصلة في السعودية مثل التكنولوجيا، والصناعات الجديدة، والطاقة المتجددة.

السعودية البوابة المفضلة للشركات الصينية لدخول أسواق الشرق الأوسط وأمامنا فرص استثمارية ضخمة

 

وذكر السفير أن البلدين حققا خلال الأعوام الأخيرة، تقدما عميقا في البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، وقد أسهمت في تسريع مواكبتها لرؤية السعودية 2030، وقد تحول التعاون بين الجانبين في مجالات الاقتصاد والتجارة، والاستثمار تدريجيا من التركيز على التعاون في مجال الطاقة إلى تطوير التعاون في مجالات أخرى متعددة. مشددا على أن الاقتصادين الصيني والسعودي متكاملان إلى حد كبير ويتمتعان بإمكانات هائلة للتعاون في شتى المجالات.

وتناول السفير الصيني في هذا الحوار الحديث عن نقاط متنوعة تربط الاقتصادين وفق أرقام وإحصائيات، أبرزها في مجالات السياحة والرياضة الإلكترونية والترفيه وغيرها من المجالات.

وأكد أن الصين تعد أكبر شريك تجاري للسعودية، وكذلك هي أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا، حيث تجاوز حجم التجارة الثنائية بين الصين والسعودية 100 مليار دولار خلال عامين متتاليين، وهو ما يمثل أكثر من 35 % من إجمالي حجم التجارة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي خلال نفس الفترة.

كما تحدث السفير الصيني تشن وي تشينغ عن نقاط أخرى مثل العلاقات التجارية بين الصين والدول الغربية، وكيف ستحقق الصين المستهدف من النمو الاقتصادي خلال عام 2024. وإلى محصلة الحوار:

هل يمكنكم التحدث عن استثمارات الصين في السعودية؟ وفي أي مجالات تتركز هذه الاستثمارات بشكل رئيس؟

في الوقت الحاضر، قد أصبحت السعودية البوابة المفضلة للشركات الصينية لدخول سوق الشرق الأوسط والخليج.

وفي الأعوام الأخيرة، حققت الصين و السعودية تقدما عميقا في البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، وقد أسهمت مبادرة الحزام والطريق في تسريع مواكبتها لرؤية السعودية 2030، وقد تحول التعاون بين الجانبين في مجالات الاقتصاد والتجارة، والاستثمار تدريجيا من التركيز على التعاون في مجال الطاقة إلى تطوير التعاون في مجالات أخرى متعددة.

إن الاقتصادين الصيني والسعودي متكاملان إلى حد كبير ويتمتعان بإمكانات هائلة للتعاون في شتى المجالات. وأثق بأن حجم الاستثمار المتبادل بين البلدين سيستمر في التوسع في المستقبل.

ما أبرز الفرص الاستثمارية للصين في السعودية مستقبلا؟

مع تعمق التقدم في برنامج رؤية 2030، سيوفر التحول المتنوع لاقتصاد السعودية فرصا استثمارية ضخمة للشركات الصينية للاستثمار فيها.

 

السعودية البوابة المفضلة للشركات الصينية لدخول أسواق الشرق الأوسط وأمامنا فرص استثمارية ضخمة

وفي مجال الطاقة المتجددة، فإن صناعات الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح في الصين لا مثيل لها في العالم، وتعمل الشركات الصينية على زيادة الاستثمار بشكل مستمر في المجالات ذات الصلة في السعودية، وفي المجالات المتعلقة بالتكنولوجيا والصناعات الجديدة، أنشأت مؤسسات متخصصة في الأعوام الأخيرة لتعزيز تنمية الصناعات ذات الصلة، وتعد الصين رائدة عالميا في العلوم والتكنولوجيا في المجالات المذكورة أعلاه، وستزيد من استثماراتها في السعودية مستقبلا.

وفي مجال السياحة، قد استقبلت السعودية أكثر من 100 مليون سائح محلي وأجنبي 2023، محققة بذلك هدف رؤية 2030 قبل سبعة أعوام من الموعد المحدد. وستستضيف هذا العام أيضا كأس العالم للرياضات الإلكترونية. لذلك، نرى أن السعودية تتمتع بإمكانات استثمارية هائلة في مجالات السياحة والرياضة الإلكترونية والترفيه وغيرها من المجالات.

من وجهة نظركم، ما قدرة الصين على البحث العلمي والابتكار باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد عالمي؟

تستمر قدرات الابتكار الاقتصادي الصيني في التحسن، حيث تحتل الصين المرتبة الأولى في العالم من حيث عدد خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، ومن المتوقع أنه بحلول عام 2025 سيكون هناك أكثر من 77 ألف شخص حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

 

السعودية البوابة المفضلة للشركات الصينية لدخول أسواق الشرق الأوسط وأمامنا فرص استثمارية ضخمة

وزاد الاستثمار الصيني في مجال البحث والتطوير وفي صناعات التكنولوجيا المتقدمة بمقدار أعلى من 10 % لأعوام عديدة، واحتل عدد طلبات براءات الاختراع المرتبة الأولى في العالم، وازداد عدد شركات التكنولوجيا المتقدمة إلى نحو 400 ألف، وقفز عدد شركات يونيكورن إلى المرتبة الثانية في العالم.

كما أشار “تقرير مؤشر الابتكار العالمي 2023” الصادر عن المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية (الويبو) إلى أن الصين تحتل المرتبة الـ12 عالميا في مؤشر الابتكار، مع احتلال 24 مجموعة تكنولوجية المرتبة الأولى. ومن المرجح أن يبلغ حجم الاقتصاد الرقمي للصين 15 تريليون دولار في 2027.

إضافة إلى ذلك، تعمل الصين بقوة على تعزيز التحول الأخضر والمنخفض الكربون. وفي 2023، تجاوزت القدرة المركبة لتوليد الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية 50 % من إجمالي القدرة المركبة في البلاد لأول مرة، كما تجاوزت القدرة المركبة المزودة حديثا على مدار العام نصف القدرات العالمية، وتجاوزت قيمة صادرات الصين للمركبات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والمنتجات الكهروضوئيةتريليون يوان للمرة الأولى، بزيادة قدرها 29.9 %.

هل يمكنك شرح بعض البيانات المحددة وأبرز النقاط عن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والسعودية في 2023؟

تعد الصين أكبر شريك تجاري السعودية، وكذلك هي أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا، حيث تجاوز حجم التجارة الثنائية بين الصين و السعودية 100 مليار دولار أمريكي خلال عامين متتاليين، وهو ما يمثل أكثر من 35 % من إجمالي حجم التجارة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي خلال نفس الفترة.

في 2023، زادت صادرات السعودية من الألمنيوم والصلب والنحاس ومنتجاتها إلى الصين بشكل ملحوظ، بزيادات قدرها 299 %، و133 %، و24 % على التوالي، كما ارتفعت صادرات الفواكه والمكسرات والحبوب ومنتجات الألبان إلى الصين بشكل سريع، حيث بلغت الزيادات 515 % و129 % على التوالي، ومن بين السلع الي يتم تصديرها من الصين إلى السعودية، شكلت المنتجات الميكانيكية والكهربائية والأجهزة الدقيقة والمعدات الخاصة والسيارات والمنتجات ذات الصلة 41 % من إجمالي الصادرات.

وتظهر هذه البيانات أن هيكل التجارة بين البلدين يتحول من هيمنة الطاقة البتروكيماوية إلى تنويع السلع، كما أن جودة التجارة بينها ترتفع باستمرار.

أصدر البنك الدولي أخيرا تقريرا يتوقع أن يكون معدل نمو الاقتصاد الصيني في 2024 هو 4.5 %، وهذا الرقم أقل من الهدف الذي أعلنته حكومة الصين للنمو الاقتصادي قبل فترة قصيرة. كيف تقيمون الوضع الاقتصادي العام في الصين حاليا؟

لم يتغير اتجاه أساسيات الاقتصاد الصيني للانتعاش والتحسن طويل المدى. ففي 2023، نما اقتصاد الصين بنسبة 5.2 %، حيث تجاوز ناتجها المحلي الإجمالي للصين 126 تريليون يوان، ويعد هذا معدلا للنمو أعلى بكثير من معظم اقتصادات العالم، حيث إن حجم الزيادة يعادل الناتج المحلي الإجمالي لدولة متوسطة الحجم، وتبلغ نسبة مساهمتها في النمو الاقتصادي العالمي أكثر من 30 %، ولا تزال الصين المحرك الأكبر للنمو العالمي.

وعلى المدى الطويل، تتمتع الصين بميزة الطلب المتمثلة في سوق ضخمة وميزة العرض المتمثلة في النظام الصناعي الكامل. لقد تجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين 12 ألف دولار أمريكي، ويبلغ أصحاب الدخل المتوسط أكثر من 400 مليون نسمة وما زال عددهم في ازدياد، ويعمل السكان المزارعون المهاجرون البالغ عددهم نحو 300 مليون نسمة على تسريع عملية التحضر.

كما تحتل قيمة إنتاج الصناعات التحويلية في الصين المرتبة الأولى في العالم، حيث تمثل 28.7 % من الإجمالي العالمي. وفي 2023، أصبحت الصين، لأول مرة، أكبر دولة مصدرة للسيارات في العالم.

كم عدد الشركات الصينية الموجودة في السعودية الآن؟ ما المجالات التي تعمل فيها بشكل رئيس؟

الآن هناك مئات الشركات الصينية في السعودية، وتشمل الأعمال مجالات البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها.

السعودية البوابة المفضلة للشركات الصينية لدخول أسواق الشرق الأوسط وأمامنا فرص استثمارية ضخمة

 

ونظرا لأن عدد الشركات الصينية في السعودية لا يزال يتزايد، لا أستطيع تقديم أرقام محددة. خلال زيارة الرئيس شي جين بينغ إلى السعودية في 2022، وقعت البلدان خطة المواءمة بين رؤية 2030 السعودية ومبادرة الحزام والطريق الصينية. وفي الأعوام الأخيرة، شارك عديد من الشركات الصينية بنشاط في بناء البنية التحتية لمشاريع رؤية 2030 الكبرى، بما في ذلك مدينة المستقبل (نيوم)، وذا لاين، ومشروع البحر الأحمر.

وكان ينطلق ميناء جازان الذي شاركت شركة ميناء الصينية في إنشائه، ما سيقلل تكاليف الخدمات اللوجستية والنقل في جازان ويحفز التنمية الاقتصادية المحلية. وتقوم الشركة الصينية (مجموعة هندسة الطاقة الصينية) بإنشاء محطة الشعيبة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في جدة لتوليد الطاقة بقدرة نحو 2.6 جيجاواط، ويعد ذلك أكبر مشروع محطة طاقة كهروضوئية قيد الإنشاء في العالم، وبعد اكتماله ستنخفض انبعاثات الكربون بنحو 3.12 مليون طن سنويا، ما يعتبر مشروع تحول الطاقة النموذجي في السعودية.

في مايو من هذا العام، استثمرت الشركة الصينية (شركة باوستيل الصينية) وأرامكو السعودية وصندوق الاستثمارات العامة السعودي بشكل مشترك في إنشاء أول مصنع ضخم للصلب عملي بالكامل ومنخفض الكربون في العالم في رأس الخير، حيث سيتم إنتاج أربعة ملايين طن من حديد عالي الجودة سنويا بعد تشغيله في 2026، ما سيخدم عديدا من الصناعات الاستراتيجية مثل النفط والغاز وبناء السفن في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط. ونعتقد أن التقدم المستمر في رؤية 2030 سيوفر مزيدا من الفرص للشركات الصينية في السعودية.

هل يمكنك الحديث عن البيانات الخاصة بالسيارات السعودية المستوردة من الصين؟ وما رأيكم في آفاق التطوير المستقبلية للسيارات الصينية في السوق السعودية؟

في عام 2023، بلغت القيمة الإجمالية لواردات السعودية من السيارات والمنتجات ذات الصلة من الصين 4.12 مليار دولار أمريكي. باعت علامتا السيارات الصينيتان شانجان وجيلي 32,485 و28,589 سيارة في سوق السيارات السعودية، لتحتلا المركزين السادس والسابع.

وفي الأعوام الأخيرة، تطورت صناعة سيارات الطاقة الجديدة في الصين بشكل سريع. وفي 2023، وصل حجم صادرات الصين من السيارات إلى 4.91 مليون سيارة، لتصبح أكبر مصدر للسيارات في العالم لأول مرة، بما في ذلك 1.203 مليون سيارة طاقة جديدة، بزيادة سنوية قدرها 77.6 %.

وتقترح رؤية 2030 السعودية أن يصل عدد السيارات الكهربائية في العاصمة الرياض إلى 30 % على الأقل بحلول 2030، لكن معدل انتشار المبيعات الحالي لسيارات الطاقة الجديدة في السعودية أقل من 1 %. ولذلك، على المدى الطويل، هناك مجال كبير لماركات السيارات الصينية لزيادة حصتها في السوق في السعودية.

ما أحدث البيانات حول واردات الصين النفطية من السعودية؟

خلال عام 2023، صدرت السعودية 85.959 مليون طن من النفط الخام إلى الصين، وهذا الرقم يتماشى تقريبا مع الأرقام المسجلة في عام 2022.

ما حجم التبادل السياحي بين الصين والسعودية والإجراءات التي اتخذتها الصين لجذب السياح السعوديين؟

في 2023، قام أكثر من 30 ألف مواطن سعودي بزيارة الصين، كما أتى مئات الآلاف من المواطنين الصينيين إلى السعودية للسياحة وممارسة التجارة في الفترة نسفها.

في سبتمبر العام الماضي، وقعت الصين والسعودية مذكرة التفاهم ومن خلالها تصبح السعودية رسميا وجهة رئيسة للرحلات الجماعية الصينية. وكما شهدت الأشهر الأخيرة زيادة عدد السياح الصينيين السريعة.

أطلقت الخطوط الجوية السعودية رحلات مباشرة بين جدة والرياض وبكين في يوليو من العام الماضي، كما ستفتح شركات الطيران الصينية مثل خطوط جنوب الصين الجوية وخطوط شرق الصين الجوية رحلات جوية مباشرة جديدة بين البلدين في هذا الشهر.

وفي الآونة الأخيرة، قامت الحكومة الصينية باتخاذ سلسلة من التدابير لتسهيل وصول الأجانب إلى الصين، بما في ذلك الإجراءات المتعلقة بالقيام بالأعمال التجارية أو الدراسة أو السياحة للأجانب في الصين وغيرها من المجالات. نحن نرحب بمزيد من المواطنين السعوديين لزيارة الصين.

أعلنت بعض الدول الغربية نيتها تقييد أو تقليص الاستثمار والتعاون التجاري مع الصين في الفترة الأخيرة. كيف يتعامل الجانب الصيني مع هذا الوضع؟

إن التنمية عالية الجودة في الصين ستوفر فرصا جديدة ورائعة للاستثمار من الدول الأجنبية في الصين.

قد أصبحت الصين حاليا شريكا تجاريا أساسيا لأكثر من 140 دولة ومنطقة، وانخفض متوسط مستوى الرسوم الجمركية إلى 7.3 %. خلال الأعوام الخمسة الماضية، بلغ معدل العوائد للاستثمار الأجنبي المباشر في الصين 9.1 %، الأمر الذي يعد مستوى مرتفعا في المجتمع الدولي.

 

السعودية البوابة المفضلة للشركات الصينية لدخول أسواق الشرق الأوسط وأمامنا فرص استثمارية ضخمة

 

وشهد 2023 تأسيس ما يقرب من 54 ألف مؤسسة شركة أجنبية، بزيادة 39.7 % على أساس سنوي. منذ العام الماضي، نفذت الصين 59 إجراء سياسيا لتحسين بيئة الاستثمار الأجنبي وجذب الاستثمار الأجنبي، وقد تم التنفيذ وتحقيق تطور مرحلي لـ38 مشروعا من بينها. وستقوم الصين باتخاذ الإجراءات الداعمة لتدفق البيانات العابر للحدود وتسهيل وصول الأجانب إلى الصين، وتعزيز المعاملة المتساوية للشركات المحلية والأجنبية في المشتريات الحكومية وإعلان المناقصات ووضع المعايير، ما يضمن المعاملة الوطنية للشركات الأجنبية بشكل كامل.

لا شك على الإطلاق في أن الصين ستواصل الانفتاح على العالم على نحو أوسع فأوسع، وإن تنمية الصين ترتبط ارتباطا وثيقا بالانفتاح في المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى