اخبار عالميه

سيناريوهات إسرائيل.. وخوف من الجحيم

جريدة الاضواء

سيناريوهات إسرائيل.. وخوف من الجحيم

كتب /أيمن بحر

على الرغم من التحذيرات الأميركية لا تزال الأوساط الإسرائيلية تنتظر ردا على الهجمات التى نفذتها إيران ليل السبت الماضى فى وقت تزايدت التخوفات من تأثير ذلك على مزيد من تصاعد الصراع فى المنطقة وسط جهود إقليمية ودولية لإخماد تلك التوترات.

ومع ذلك يتوقع محللون عسكريون ومراقبون أن يكون الرد الإسرائيلى المُحتمل على إيران محدودا إذ قد يشمل أهدافا هامشية لا تُثير الغضب الإيراني مجددا تزامنا مع ضغوط أميركية على الحكومة الإسرائيلية لتفادى انزلاق المنطقة لمواجهات جديدة.

وذكر العسكريون أنه من المرجح أن تشمل الضربات الإسرائيلية المتوقعة أهدافا لوكلاء إيران فى المنطقة عوضا عن ضربات مباشرة على طهران وسط ميل داخلى فى إسرائيل لتنفيذ رد يحفظ ماء وجهها بعد الاستهداف الإيرانى.ناقشت حكومة الحرب الإسرائيلية كيفية الرد على الهجوم الجوى غير المسبوق الذى شنته إيران بشكل يضمن عدم إثارة غضب الحلفاء الدوليين أو إهدار فرصة لبناء تحالف دولي استراتيجى ضد طهران.
ذكرت واشنطن بوست أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من الجيش الإسرائيلى تقديم خيارات للأهداف التي يمكن ضربها فى إيران فى حين قال مسؤول مطلع على النقاشات إن إسرائيل تبحث خيارات من شأنها أن تبعث رسالة لكنها لا تتسبب فى وقوع إصابات.ناقشت حكومة الحرب الإسرائيلية كيفية الرد على الهجوم الجوى غير المسبوق الذي شنته إيران بشكل يضمن عدم إثارة غضب الحلفاء الدوليين أو إهدار فرصة لبناء تحالف دولي استراتيجى ضد طهران.
ذكرت واشنطن بوست أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من الجيش الإسرائيلى تقديم خيارات للأهداف التي يمكن ضربها فى إيران فى حين قال مسؤول مطلع على النقاشات إن إسرائيل تبحث خيارات من شأنها أن تبعث رسالة لكنها لا تتسبب فى وقوع إصابات.تشمل هذه الخيارات ضربة محتملة على منشأة فى طهران أو هجوما إلكترونيا وفقا للصحيفة الأميركية.
كما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلى هرتسى هاليفى خلال زيارته قاعدة نيفاتيم جنوبي البلاد، إن إسرائيل سترد على إطلاق هذا العدد الكبير جدا من الصواريخ وصواريخ كروز والمسيّرات فى الوقت الذي ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلى يستكمل استعداداته للرد على الهجوم الإيرانى الذى سيظل موعده سريا حتى يتم تنفيذه.
أوضحت القناة أن “الهدف هو توضيح أن إسرائيل لن تسمح للإيرانيين بإنشاء معادلة جديدة معتبرة أن الرد الإسرائيلى سيحدث بطريقة من المرجح ألا تؤدى إلى جر المنطقة إلى حرب ويمكن أن يقبلها الأميركيون.فى ذات السياق أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت نظيره الأميركى لويد أوستن، أن إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيرانى.
نقلت شبكة سي إن إن الأميركية عن مسؤول كبير فى الإدارة الأميركية قوله إن واشنطن تتوقع أن يكون الرد العسكري الإسرائيلى محدود النطاق خاصة مع وجود معلومات استخباراتية أميركية تشير إلى أن إسرائيل تدرس توجيه ضربة ضيقة ومحدودة داخل إيران.
فى الوقت الذى أكد الرئيس الأميركى جو بايدن دعمه الثابت لإسرائيل فإنه أكد لنتنياهو معارضته لأى رد إسرائيلى على إيران وكذلك عدم مشاركة الولايات المتحدة في أي عمليات هجومية ضد طهران.أكد المسؤولون الأميركيون بحسب شبكة إن بي سي نيوز أنه لم يتم إطلاعهم على قرار إسرائيل النهائى بشأن كيفية ردها وأن الخيارات كان من الممكن أن تتغير منذ هجوم نهاية الأسبوع كما قالوا أيضا إنه ليس من الواضح متى سيحدث رد إسرائيلى لكنه قد يحدث فى أى وقت.واستعرض المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور الموقف الإسرائيلى الداخلى من الرد على هجوم إيران مطلع هذا الأسبوع معتبرا أنه كان بمثابة إعلان مباشر للحرب.

وقال غانور إنه بالنسبة للموقف الداخلى فلا مناص من رد إسرائيلي حاسم وقاطع على الهجوم الإيرانى الذى يعتبر إعلان حرب إيرانى مباشر من أرض إيرانية بوسائل قتالية متنوعة على السيادة الإسرائيلية وأهداف استراتيجية من الدرجة الأولى وذكر أن إسرائيل سيكون عليها إثبات قدراتها وقوة الردع وتفوقها العسكرى والتكنولوجى التي ربما تزعزعت فى تقديرات طهران ومن ثم ستعمل إسرائيل على تبديد آمال وأوهام إيران من خلال رد فعل متنوع وسريع وقوي تعكف إسرائيل على بلورته.

وبشأن التحذيرات الأميركية والإقليمية من تداعيات الرد الإسرائيلى أشار غانور إلى أن إسرائيل ستراعى فى ردها نداءات المجموعة الدولية المؤيدة لها والمنتقدة للعدوان الإيرانى بألا يجر رد الفعل المنطقة إلى حرب إقليمية

بدوره رجح الخبير العسكري والاستراتيجى العميد سمير راغب أن يكون الرد الإسرائيلى بنفس الطريقة التى نفذتها إيران عبر استهداف أهداف عسكرية هامشية وأماكن مفتوحة مع البعد عن أماكن التجمعات والمناطق الاقتصادية.

وعن مخاطر أن يتضمن الرد الإسرائيلى استهداف منشآت نووية قال راغب إن الرد الإسرائيلى لن يتضمن ما يقترب من المنشآت النووية الإيرانية أو المنشآت العسكرية ذات القيمة الكبرى على الإطلاق لأنهم لا يمتلكون الإمكانيات لاستهداف تلك الأهداف الإيرانية لأنها محصنة بشكل كبير داخل البلاد كما أن الولايات المتحدة لم تمنحهم الضوء الأخضر لتنفيذ ذلك، بالعكس طلبت الإدارة الأميركية عدم الرد وأكدت أنها لن تشارك فيه معتبرا أن التهديد بتنفيذ ذلك يفتح الجحيم على المنطقة.وأوضح الخبير العسكرى أن الأمر لا يقتصر على تنفيذ الرد بل يؤخذ فى الاعتبار حسابات الضربة التالية من الجانب الآخر، وهذا ما قامت به إيران إذ لم تستهدف أهدافا ذات قيمة تحسبًا للضربة التالية من إسرائيل وبالتالى فإن الرد سيراعي تلك الحسابات.

وشدد على أنها لن تكون مُركزة بل محدودة النطاق، حتى لا تفتح نيران وكلاء إيران بالمنطقة خاصة أن أذرعها لم يشاركوا فى استهداف إسرائيل ليل السبت الماضى خارج قواعد الاشتباك.وأشار الخبير العسكرى والاستراتيجى إلى أن رد إسرائيل سيكون محدودا بضربات صاروخية محددة قد تضمن مسيرات انتحارية، لافتا إلى 3 احتمالات بعد هذه الضربة الإسرائيلية المحتملة:

أولا: يكون الرد الإسرائيلي ختاما لأزمة التوتر الراهنة بين طهران وتل أبيب.
ثانيا: يتحول الأمر لضربات صاروخية متبادلة بين الجانبين بشكل قد يكون يوميا ولكن بحدة أقل على غرار ما يحدث بين إسرائيل وحزب الله.
ثالثا: أن يشتعل الحجيم في كل مكان بالشرق الأوسط، بتصاعد الصراع وخروجه عن السيطرة.
لكن راغب يرى أن السيناريو الأقرب للحدوث هو أن تنتهى الضربة الإسرائيلية ثم يتم العودة إلى حرب الظل أو ما يطلق عليه الحرب الرمادية.ومن بيروت يرى الخبير العسكري والاستراتيجي ناجى ملاعب أن رد إسرائيل سيكون عبر أهداف عسكرية محدودة للغاية، بحيث لا يثير طهران لدفعها للرد بقسوة.

وفى نظر ملاعب فإنه من الوارد أن تستبدل إسرائيل ردها المباشر على إيران، بأن تستهدف أحد أذرعها سواءً فى لبنان أو بالعمق السورى خاصة مع الأخذ فى الاعتبار ما حدث من اجتياز قوة من لواء الجولانى للحدود اللبنانية قبل أن يستهدفهم حزب الله مما يعني أنه كانت هناك محاولة لدخول هذه الأرض، كما أن التدريبات التى حدثت بشمال إسرائيل تحاكى القتال فى منطقة شبيهة بجنوب لبنان.وقال الخبير العسكرى اللبنانى إنه قد يكون هناك تقدما إسرائيليا فى اتجاه الجولان السورى وأن تستبدل تل أبيب هجومها على إيران غير محمود العواقب وغير المدعوم أميركيا بمحور إيران فى المنطقة.

وأشار إلى أن إيران لم تستهدف أهدافا مدنية أو مصاف بترولية أو منشآت حيوية إسرائيلية، بل كان الاستهداف الأخطر فقط للصواريخ التى قررت طهران أن تتجاوز الدفاعات الجوية ووصلت إلى مكان عسكرى محدود وبالتالى فرد إسرائيل لن يتجاوز هذه الخطوط وقواعد الاشتباك فى الأزمة الراهنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى