القصة والأدب

ذكرى حزينة

جريدة الاضواء

ذكرى حزينة
د/عبير منطاش

في إحدى ليالي الشتاء جلست سناء تتناول فنجان من القهوة في غرفة مكتبها وهي تتصفح في بعض الأوراق الخاصة بعملها فهى تعمل محامية في إحدى الشركات الكبرى وزوجها صلاح صاحب الشركة.
و في أثناء ذلك أحضرت كتاب قديم للقانون لتأخذ منه بعض العبارات وهنا سقطت من الكتاب صورة أمسكت بها سناء
و تجمدت أطرافها وجلست تنظر إليها
إنه عادل خطيبها السابق، وكأن الزمن عاد للوراء بسناء خمس سنوات عندما كانت تعمل في إحدى مكاتب المحاماة كمتدربة
هي و عادل وكم كانوا متفاهمين
ويجمع الحب بينهم ولكن عادل كان دائما غير راضي بحاله ويرى نفسه أنه لابد أن يصبح غني بأي شكل وكانت دائما سناء تشجعه وتحفزه على العمل ليصبح الحال أفضل ولكن دائما كان يوجد بينهم خلاف حول هذه النقطة.
وكان صاحب مكتب المحاماة الذين يعملون عنده جاءله سفر مفاجئ لقضية طارئة فقام بتوزيع القضايا الموجودة على أفراد المكتب المتدربين وكان يوجد قضية لأرملة ثرية كانت من نصيب عادل ليتولى متابعتها وبالفعل أصبحت هذه الأرملة تتردد كثيرا على المكتب لمتابعة قضيتها
وكانت شابة جميلة مات زوجها في حادث
وهناك خلافات في الميراث مع اهل زوجها
وأصبحت سناء تلاحظ تغيير في سلوك ومشاعر خطيبها لم يعد يهتم بها ودائما شارد أو يتواجد كثيراً خارج المكتب
وبعد إنتهاء قضية الأرملة الثرية وقد حصلت على كل ممتلكاتها وبعد فترة من البرود والاهمال لسناء أتصل بها عادل وحدد ميعاد معها للخروج فرحت سناء
وذهبت في الموعد وجلست أمامه لكنه كان صامتاً لا يستطيع النظر لها هنا شعرت سناء أن هناك أمر يريد أن يخبرها به وبالفعل قام بأخبارها أنه سيهاجر الى كندا
لأن جاءته فرصة عمل هناك ولذلك سيتم تأجيل الزواج لحين إستقرار أموره صمتت سناء ولم تجيب.
وعندما ذهبت للمنزل حدثت والدها بما حدث والذي نصحها بفسخ الخطبة لأنه لا يثق في عادل ولكن سناء طلبت من والدها
مهلة للتفكير وحسم الأمر.
وكان عادل قد ترك مكتب المحامي لفترة
وبعد اسبوع من الغياب.
جاءت الأرملة الثرية لمكتب المحامي
ورأتها سناء تدخل عند صاحب المكتب
وبعد خروجها بعث صاحب المكتب لسناء
ليخبرها بالخبر الصادم أن الأرملة جاءت لتدعوه لحفل زفافها هى وعادل.
سقطت سناء على الأرض من الصدمة وقاموا زملائها بتوصيلها للمنزل ودخلت في دوامة من الحزن والاكتئاب لمدة ثلاثة أشهر، تركت سناء العمل في مكتب المحامي لأن وجودها يذكرها بما حدث لها.
وبحثت عن عمل آخر في إحدى الشركات الكبرى وهناك تعرفت على صاحب الشركة صلاح الذي كان يقدرها لجهودها وتميزها في عملها مما جعلها تنال أعجابه وتقدم للزواج بها وكان العوض من الله عن كل ما تعرضت له من خذلان وغدر وعاشت معه
السعادة التي كانت تحلم بها.
سقطت دموع سناء بعد ما مر بها شريط هذه الذكرى الحزينة لكنها مسحت دموعها سريعا فقط حضر صلاح من العمل ولا تريده أن يشعر بشيء أو يرى دموعها قطعت سناء صورة عادل وألقت بها في صندوق القمامة فهذا ما يليق به
وذهبت لاستقبال زوجها بالترحيب والإبتسامة فهذا ما يليق به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى