مقال

أكثر الصحابيات علما بالفقه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أكثر الصحابيات علما بالفقه
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظلم الشهوات، وأخلص عقولهم عن ظلم الشبهات، أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة، وبراهين عظمته القاهرة، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله، واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات، شهادة تقود قائلها إلى الجنات وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، والمبعوث إلى كافة البريات، بالآيات المعجزات، والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة، وأصحابه الفضلاء الثقات، وعلى أتباعهم بإحسان، وسلم كثيرا ثم أما بعد لقد كان أكثر الصحابيات علما بالفقه أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن وخاصة السيدة عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب بنت جحش.

وممن اشتهر عنهن الفتيا من غيرهن السيدة فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وها هي أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فقيهة أهل المدينة وأكثرهن تلقيا للعلم، قال عنها صلي الله عليه وسلم ” فضل عائشة علي النساء كفضل الثريد علي سائر الطعام ” رواه البخاري، فقد كانت رضي الله عنها من أعلم الناس بأحكام الإسلام, وقال عنها الإمام الزهري ” لو جمع علم عائشة إلي علم جميع النساء لكان علم عائشة” وهذه هي أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها وكانت ذات رأي رجيح وأخذ الرسول صلي الله عليه وسلم برأيها يوم الحديبية حين لم يرض الكثير من المسلمين ببعض شروط الصلح، فنصحته بأن لايكلم أحد حتى ينحر ويحلق ويخرج إليهم ولما رأوه قاموا وحلقوا ونحروا تأسيا به صلي الله عليه وسلم.

واشتهرت السيدة أم سلمة رضي الله عنها بعد وفاة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها بالرواية والفتيا لكونها آخر من تبقي من أمهات المؤمنين الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة إذ جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية وغيرها، وهذه هي الصحابية الشفاء بنت عبد الله كعب العدوية القرشيةن واسمها ليلي وغلب عليها الشفاء وأسلمت قبل الهجرة وهي من القلائل الذين عرفوا القراءة والكتابة وقد حباها الله عز وجل عقلا راجحا وعلما نافعا، وكانت رضي الله عنها تخرج مع النبي صلي الله عليه وسلم في غزاته تداوي الجرحى وكانت تأتيها الصحابة في بيتها للتطبب وقد اشتهرت برقية النملة وهي قروح تصيب الجنين، وكان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب يجلها ويقدرها وقد عينها أول وزيرة تجارة في الإسلام كما عينها أول قاضية في الإسلام.

وقد ولاها علي نظام الحسبة في السوق أو كما يسمي بقضاء الحسبة وقضاء السوق وجعلها تفصل في المنازعات التجارية والمالية وهي بمثابة قاضي محكمة تجارية في يومنا هذا أو كما قيل وزيرة تجارة وقد قال البعض إنها بمثابة وزيرة مالية، وكما كنت هناك أايضا من العظيمات في وقتنا الخديث هي الأميرة صفية وهي زوجة السلطان مراد الثالث التي وقفت أموالا بقصد ختم القرآن الكريم في مكة والمدينة في مختلف الأوقات، ويحمل أول دفتر للصرّة خاص بها تاريخ الخامس والعشرين من شهر جمادى الآخرة من عام ألف وسبعة وأربعون من الهجرة، وتتضمن إحساناتها مبلغ أربعة عشر ذهبا لشيخ الحرم، وثلاثمائة وثماني ذهب لستين شخص من أهل القرآن لختم القران في صـلاتي الصبح والظهر، ومائة وأربع وخمسون ذهبا لواحد وثلاثين شخص من أهل القرآن، لختم القرآن في صلاة العصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى