مقال

رجال في طريق الدعوة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن رجال في طريق الدعوة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 28 ابريل 2024
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ثم أما بعد قيل كان الإمام الشافعي رحمه الله يحب محمد بن عبد الحكم، ويقربه، ويقبل عليه، ويقول ما يقيمني بمصر غيره، فمرض محمد، فعاده الشافعي فقال مرض الحبيب فعدته، فمرضت من حذري عليه، وأتى الحبيب يعودني، فبرئت من نظري إليه، وظن الناس لصدق مودتهما أنه يفوض أمر حلقته العلمية إليه بعد وفاته.

فقيل للشافعي في علته التي مات فيها رضي الله تعالى عنه إلى مَن نجلس بعدك يا أبا عبدالله؟ فاستشرف له محمد بن عبدالحكم وهو عند رأسه ليومئ إليه، فقال الشافعي سبحان الله أيشك في هذا؟ أبو يعقوب البويطي، فانكسر لها محمد، ومال أصحابه إلى البويطي، مع أن محمدا كان قد حمل عنه مذهبه كله، لكن كان البويطي أفضل وأقرب إلى الزهد والورع، فنصح الشافعي لله وللمسلمين، وترك المداهنة، ولم يؤثر رضا الخلق على رضا الله تعالى، وأيضا يكون الوفاء بالعهد مع غير المسلمين، فقد أوصانا الإسلام برعاية حقوق غير المسلمين المقيمين في ديار الإسلام، مع حفظ حقوقهم كاملة، وفي مقدمتها الأمان لهم، وحرم الإسلام الاعتداء على أعراضهم وممتلكاتهم، وأماكن عبادتهم، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال.

“مَن قتل معاهدا، لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما” رواه البخاري، وقال ابن حجر العسقلاني فى قول النبي صلى الله عليه وسلم “مَن قتل معاهدا” المراد به مَن له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية، أو هدنة من سلطان، أو أمان من مسلم، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ألا مَن ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه أى خصمه، يوم القيامة” رواه أبى داود، وعن عمرو بن الحمق، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “من أمّن رجلا على نفسه فقتله، أعطي لواء الغدر يوم القيامة” رواه احمد، وعن عمرو بن ميمون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين خيرا أن يعرف لهم حقهم، وأن يحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرا.

الذين تبوؤوا الدار والإيمان أن يقبل من محسنهم، ويعفى عن مسيئهم، وأوصيه بذمة الله، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أي أهل الذمة من أهل الكتاب، أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم أي يدافع عنهم، وألا يكلفوا فوق طاقتهم، أي ما يستطيعون دفعه من الجزية” رواه البخاري، وإن من صور من وفاء الصحابة الكرام هو وفاء أبو بكر الصديق، فعن أبي جحيفة، قال “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض قد شاب، وكان الحسن بن علي يشبهه، وأمر لنا بثلاثة عشر قلوصا أي بعيرا، فذهبنا نقبضها فأتانا موته، فلم يعطونا شيئا، فلما قام أبو بكر قال مَن كانت له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة، فليجئ، فقمت إليه فأخبرته، فأمر لنا بها” رواه الترمذى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى