مقال

يوم حزن وعزاء وبكاء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن يوم حزن وعزاء وبكاء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 29 ابريل 2024

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد يتخذ الشيعة يوم عاشوراء يوم حزن وعزاء وبكاء، فتقام مجالس العزاء، وتقام المحاضرات لعرض حادثة مقتل الإمام الحسين بن علي إبن أبى طالب، على الناس من خلال الخطيب والذي غالبا ما يجلس على المنبر متوسطا الناس، ليبكي الناس على المقتل، ثم تبدأ شعائر أخرى كاللطم، ويجلس الرادود يردد المراثي على اللاطمين، ويُجرى فيها تمثيل مقتل الحسين ويظهرون في هذه المجالس ما فيه من مظاهر الحزن والبكاء وما يصاحبه من كثرة الأعلام ودق الطبول وغيرهما.

وكما تقام المواكب لزيارة العتبة الحسينية في كربلاء، ويقوم الشيعة بما يسمى بالشعائر الحسينية، مثل اللطمية، ولبس السواد، وتمثيل مشاهد من واقعة الطف، والتطبير، ويستخدم في التطبير سيوف وقامات أو أي أدوات حادة أخرى، فيضرب المطبرون رؤوسهم بهذه الأدوات لإحداث جرح لإسالة الدماء من الرأس أو الضرب بالسلاسل، ويكون التطبير في الغالب بصورة جماعية وعلى شكل مواكب ومسيرات تجوب الشوراع والأماكن العامة، ولا يزال التطبير رائجا في عدد من البلدان كالعراق ولبنان وباكستان والهند وأذربيجان والبحرين وتستمر هذه الشعائر حتى عشرين من شهر صفر وهو ما يسمى بزيارة الأربعين، وكان الحنفاء يدلون أهل الجاهلية على التوبة من الذنوب العظام في يوم عاشوراء فعن دلهم بن صالح الكندي قال سألت عكرمة عن صوم يوم عاشوراء ما أمره؟

قال “أذنبت قريش ذنبا في الجاهلية، فعظم في صدورهم، فسألوا ما تبرئتهم منه؟ قالوا صوم يوم عاشوراء، يوم عشر من المحرم” وعن الأسود بن يزيد قال سألت عبيد بن عمير عن صوم عاشوراء، فقال “إن قوما أذنبوا فتابوا فيه فتيب عليهم، فإن استطعت أن لا يمر بك إلا وأنت صائم فافعل” وعند السنة هو يوم صوم مستحب واختلفت الروايات في أصل صوم عاشوراء عندهم فمنهم من قال إنه كان يوم صوم عند قريش قبل الجاهلية ولما فرض صوم رمضان أصبح اختياريا وتنقل بعض كتب أهل السنة والجماعة ان النبي صلى الله عليه وسلم صامه عندما علم أن يهود المدينة يصومونه، ورفض البعض هذه الرواية لاختلاف عاشوراء اليهود عن عاشوراء المسلمين، ولقد ضل قوم في بعض ما ابتدعوا من أعمال في شهر محرم وفي يوم عاشوراء بالذات فحذاري من البدع.

فخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وهذا اليوم اختلفت نظرة بعض الفرق له، فهذا اليوم له أهمية عند الشيعة ففي هذا اليوم حصل مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب وأهل بيته ظلما، بعد حصار دام ثلاثة ايام منع هو واهل بيته من الماء، في العاشر من محرم فى سنة واحد وستين للهجرة من قبل جيش يزيد بن معاوية، وللذكرى عند الشيعة عموما، والإثني عشرية خصوصا، شعائر مبتدعة يقومون بها طيلة الأيام العشرة الأوائل من محرم، ومن بدعهم التي يقوم بها الشيعة الاثني عشرية، في جميع أنحاء العالم وخاصة في كربلاء، زيارة ضريح الحسين وإضاءة الشموع وقراءة قصة الإمام الحسين والبكاء عند سماعها واللطم تعبيرا عن حزنهم على الواقعة، والاستماع إلى قصائد عن المأساة والمواعظ عن كيفية استشهاد الحسين وأهل بيته.

وتوزيع الماء للتذكير بعطش الحسين في صحراء كربلاء واشعال النار للدلالة على حرارة الصحراء، ويقوم البعض بتمثيل الواقعة وماجرى بها من أحداث أدت إلى مقتل الحسين بن علي فيتم حمل السيوف والدروع، وكما يقومون بتمثيل حادثة مقتل الحسين جماهيريا فيما يعرف بموكب الحسين، ويقوم البعض بالتطبير أي إسالة الدم مواساة للحسين، كما يقوم البعض بضرب انفسهم بالسلاسل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى