برقيات

تحية صادقة، وتهنئة واجبة بقلم لواء احمد ضياء الدين

جريدة الاضواء

تحية صادقة، وتهنئة واجبة
بقلم لواء احمد ضياء الدين
متابعة / كامل شحاته

كعادته كل عام خلال مشاركته في الأعياد والمناسبات العامة القومية والدينية فمن إحدى كتاباته لهذا العام :
تحتفل الكنيسة، ومعها جميع الأشقاء المسيحيين فى مصرنا الخالدة، وفى العالم بأسره بعيد القيامة المجيد. ويُعرف عيد القيامة بأسماء عديدة أخرى أشهرها هو عيد القيامة. وهو أعظم الأعياد المسيحية وأكبرها، حيث يستذكر فيه قيامة السيد المسيح عليه السلام كما هو مسطور في العهد الجديد، وفيه ينتهي الصوم الكبير الذي يستمر عادة أربعين يوماً؛ كما ينتهي أسبوع الآلام، ويبدأ زمن القيامة المستمر في السنة الجديدة أربعين يوماً.
ويبدأ التحضير لعيد القيامة ببدء الصوم الكبير وهو عبارة عن (55) يوما مقسمة إلى ثمانية أسابيع كل أسبوع منها يطلق علية اسم مختلف. ومن بين تلك الأسماء أحد الشعانين، وأحد العيد، ثم الأسبوع المقدس وهو أسبوع الآلام. حيث يكون هذا الأسبوع تمهيداً ليوم القيامة الذى تتجلى فيه آلام السيد المسيح. وطيلة هذا الأسبوع تكون هناك صلوات، قبل القيامة بثلاثة أيام، وفيها يحدث الصوم كاملا، وعدم أكل أى شيء تضامنا مع آلام السيد المسيح، ليعقبه التناول في سبت النور الذي بعده بيوم يكون عيد القيامة المجيد.
يٌعتبر عيد القيامة من أهم الاحتفالات الدينية عند الشرقيين، والأرثوذكس الشرقيين بالذات. حيث أن عيد القيامة هو تحقيق لرسالة السيد المسيح على الأرض، ولهذا يتم ترنيم بعض الكلمات، ضمن ترانيم الاحتفال بهذا العيد.
ويقوم الأشقاء المسيحيين ضمن الصوم، وإعطاء الصدقات، والصلاة في زمن الصوم الكبير بالتقليل من الأشياء الترفيهية والغير مهمة. وينتهي ذلك كله يوم جمعة الالام. حيث يتم تقليدياً الاحتفال حوالي الساعة 11 مساءً من ليلة سبت النور، وحتى الساعات الأولى من صباح الأحد. ويبدأ الاحتفال حينئذ بعيد القيامة المجيد، وذلك بصلاة تسبيحة العيد عصر السبت، ثم باكر عيد القيامة مع حلول الظلام، وأخيرا قداس عيد القيامة مع انتصاف الليل، ويختم ذلك القداس مع الساعات الأولى من يوم أحد القيامة.
ويفرض عيد القيامة بذلك المفهوم المقدس المُذكر لآلام السيد المسيح عليه السلام، ضرورة مشاركة الأشقاء المسيحيين فى احتفالهم بتلك الذكرى العزيزة على قلوبهم، وكذلك على قلوب المسلمين بذات القدر. ويأتى ذلك الفرض من لزوم تحلى المسلم دوما بالأمانة الواجبة فى خلقه الإسلامى، والذى يقتضى منه المشاركة، والمباركة، والمبادلة، والمسايرة، لكل ما يفرضه ذلك العيد المقدس من معانى سامية تتطلب تلك الأمانة ضرورة الاحتفال به، ومعايشة كافة أحداثه، وتبادل التهنئة لكافة الأشقاء فيه. وترجع تلك الأمانة فى حقيقتها إلى قول الحق تعالى فى نهاية سورة البقرة، فى قوله: (أمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير) الأية (285 من سورة البقرة)
ولعل تلك الآية الكريمة تقطع بما يجب أن يتحلى به الإنسان المسلم من أمانة فى الاعتقاد، وصفاء فى الإيمان، ووضوح فى الالتزام بما فرضه المولى عليه من تكليفات شرعية تستلزم منه أن يؤمن بكل ما أنزله خالق الكون من إيمان بالله، وبالملائكة، وبالكتب السماوية، وبرسله المبعوثين للبشرية، دون أدنى تفرقة بين مكانة أي من تلك الرسل فى نفس الإنسان المسلم، حسبما فرضه عليه المولى فى كتابه العزيز. ومن ثم فإن الأشقاء المسيحيين يستحقون فى الاحتفال بعيد القيامة أن نتوجه جميعا كمسلمين إليهم بخالص التهنئة، وصادق المشاعر، وقويم السلوك، ووافر الفرح، وحقيق المباركة، لنضيف لاحتفالهم بعيد القيامة، المزيد من حرارة الاحتضان، وسمو المواطنة، وصفاء الإيمان، وقداسة العبادة للإله الواحد الأحد الذى نؤمن به جميعا، ولا نعبد سواه.
ونسطر من تلك المعانى كافة ما يدل على حسن تمسكنا جميعا بذلك الوطن الخالد الذى يحيا فى كل منا، ولا نقبل أن نعيش فى سواه سواء كنا مستمتعين بترابه، أو نحيا خارجه، فمهما بعدت المسافات، واستطالت الأزمنة، واختلفت التوقيتات فإن ذلك الوطن هو المحى بعطائه لأجسادنا، والمحرك بنبضه لأرواحنا، والمالك بانتمائه لنفوسنا، والموجه بشعليته لسلوكنا.
لتحيا مصرنا دوما وطنا خالدا شامخا، وشعبا معطاءً متلاحما، وإله معبودا وخالق واحدا. وكل عام والجميع بخير، فى كل الأعياد، وشتى المناسبات، ومختلف المباهج والاحتفالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى