اخبار مصر

تجديد الخطاب الديني في التوعية بتنظيم الأسرة في ندوة لإعلام بورسعيد ومديرية الأوقاف

 

 

كتب ـ محمــــــــــــودالحسيني

 

عقد مركزإعلام بورسعيد التابع للهيئة العامة للاستعلامات بالتعاون مع وزارة الأوقاف ( مديرية أوقاف بورسعيد ) ندوة موسعة لتدريب السادة الأئمة و الدعاة على الجوانب المختلفة لقضايا تنظيم الأسرة و المشكلة السكانية وواجبهم نحو التوعية بها و ذلك تحت عنوان ” تجديد الخطاب الديني في التوعية بتنظيم الأسرة ” في اطار الحملة الاعلامية ( فكر و اختار ) التي ينفذها قطاع الاعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات بحضور فضيلة الشيخ جمال عواد وكيل وزارة الأوقاف ببورسعيد و الأستاذ عصام صالح مدير مركز إعلام بورسعيد و فضيلة الشيخ محمد البسطويسي منسق عام التوعية السكانية بوزارة الأوقاف و فضيلة الشيخ عبد القادر سليم مدير الثقافة والارشاد الديني بالمديرية و الأستاذة نيفين بصلة مسئول الإعلام السكانى بمركز إعلام بورسعيد .

و قد شارك في الفعاليات للتوعية بالجوانب المختلفة و التداعيات السلبية للزيادة السكانية غير المرشدة مجموعة من السادة المتخصصين و هم الأستاذة ايمان جاد الكريم مدير عام فرع المجلس القومي للسكان ببورسعيد و من مديرية الشئون الصحية الدكتورة منى جلال مدير إدارة التدريب و الدكتور محمد جودة نائب مدير الطب الوقائي.

و صرح الأستاذ عصام صالح مدير مركز اعلام بورسعيد بأن هذا اللقاء يأتي ضمن مجموعة الأنشطة التي ينفذها المركز بالتعاون مع كافة الأجهزة التنفيذية المعنية بالتصدى للمشكلة السكانية و العمل على تخفيف تداعياتها السلبية على كافة قطاعات التنمية التي تعمل الدولة المصرية على الارتقاء بها و كذلك التركيز على أهمية الخطاب الديني للتوعية بقضايا تنظيم الأسرة لأن الأسرة القوية السليمة هي الأساس في بناء الوطن .

وتناول الشيخ جمال عواد بالشرح و التفصيل توعية السادة الأئمة و الدعاة بأهمية التركيز في تناول قضية تنظيم الأسرة على أن المال والولد امتحان واختبار من الله حيث يقول الحق سبحانه: “إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ” فإن كان المال حلالًا وأديت حق الله فيه فيقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “نِعمَ المالُ الصَّالحُ للرَّجلِ الصَّالحِ” وإن كان المال من حرام أو لم تؤد حق الله فيه كان وبالًا ونقمة فى الدنيا الآخرة.

وأضاف أن الولد كذلك حجة لك أو عليك ومن قصَّر فى حق ولده فهو آثم شرعًا فإن كان الولد صالحًا وعنيت بتربيته وتهذيبه وتقويمه وأخذت بالأسباب فيقول الحق سبحانه : “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ” ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ” وأما إذا كان الولد غير صالح فيقول سبحانه في قصة العبد الصالح : “وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا”.

وفي سياق متصل أكد الشيخ محمد البسطويسي أن قضية تنظيم النسل من المتغيرات وليست من الثوابت وتدخل في عمق تجديد الخطاب الديني وأن الفتوي فيها تختلف باختلاف أحوال الدول شريطة الوفاء بحق الطفل تنشئة وتربية ورعاية وحياة كريمة في كل حال فإذا كانت الدولة تمتلك أرضًا شاسعة وثروات هائلة وفي قلة عددية من السكان هنا تكون الكثرة مطلوبة لعمارة الأرض والحفاظ علي الثروات.

وأوضح أنه إذا كانت الدولة علي العكس من ذلك فإن ذلك سيؤدي إلي كثرة كغثاء السيل فالحكم في هذه القضية ليس حكمًا ثابتًا بل هو من المتغيرات وحكم تنظيم النسل في واقعنا المصري الراهن ضرورة شرعية فالنبي (صلي الله عليه وسلم) عندما قال: “يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ” لم يقصد القدرة الجسمية فقط بل القدرة المالية والنفسية أيضًا والقدرة علي الإنفاق علي الأسرة والأمر في تنظيم الإنجاب لا يقاس بقدرات الأفراد وحدهم منفصلة عن قدرة الدولة علي توفير الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومسكن ومرافق ونحو ذلك.

وقال ومن هنا بالقياس المنطقي والعقلي الأصولي والفقهي إذا كانت القدرة علي الإنفاق شرطا للزواج فهي من باب أولي شرط للإنجاب لأنه ليس من العقل ولا من الدين ولا من الحكمة أن تنجب أولادًا ثم لا تفي بحقوقهم والنبي (صلي الله عليه وسلم) يقول: “كفي بالمرء إِثما أن يُضَيِّع مَن يقوتُ” أي يكفيه من الذنب ولم يكن له ذنب آخر إلا أنه يضيع أسرته وأبناءه لكفاه ذلك الذنب ويقول (صلي الله عليه وسلم): ” إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ”، ويجب أن يُعطي الطفل حقه في الرعاية كاملا غير منقوص و أن صلاح المسلم ليس فى أمر الدين فقط بل الصلاح فى أمر الدين والدنيا معًا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ” والقوة هنا عامة تعنى المؤمن القوى بدنيًّا وصحيًّا وعلميًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا فهذه هى القوة المطلوبة أما الكثرة إذا كانت كغثاء السيل فليست العبرة بالكثرة وإنما بالصلاح وولد واحد صالح خير من كثرة كغثاء السيل و أن الشريعة الإسلامية لم تمنع تنظيمَ النسل بالوسائل اللازمة.

وفي نهاية اللقاء تم التأكيد على ضرورة مواصلة التعاون و التنسيق بين الجهات المختلفة بالدولة للتوعية بخطورة الزيادة السكانية الكبيرة و المتسارعة على حاضر و مستقبل الفرد و المجتمع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى