مقال

لم أعد أنا.. بقلم حماده صبرى…

لم أعد أنا.. بقلم حماده صبرى…

لم أعد أعرف من أنا؟ ماذا أريد من نفس؟ أكاد أعرفها .. أكاد أتعرف عليها كجنين لم يبصر الإدراك.

 

لم يعد بمقدرتي احتواء نفسي وذاتي، لم أعد أعرف كل من بجواري، أشعر أنهم أغراب عني، ليسوا مني ولا أنا منهم فكل شيئ يتبلور سريعا، كل شئ حولي يتغير إلى أسوأ ما يكون .. حتى أنا تغيرت.

 

لم أعد أشتهي نفسي، لم أعد أشتهي شيئ حتى دقات قلبي تمزقني، لم يعد بمقدرتها العمل، تكاد تتوقف، أحس بها وأشعر أن كل شيئ يتوقف بي وبمن حولي.

 

لم يعد باستطاعتي مجريات الامور وتلك الأحداث العابرة التي أخذت ولم تعطي، فاضت القلوب بما تحتوي فتوقف القلم عن سرد ما تكنه تلك القلوب من محتوى قاسٍ ومرهق.

 

لم تعد أصابعي تحتمل قلمي، ولم يعد قلمي يتحمل ما أكتب، أخبروني بأن أتوقف، أخبروني بأن الحزن يمزق كلماتي.

 

أخبروني بذلك الفتور الذي قد بدأ يتملك مني ويهوي بي إلى طريق مظلم.

 

نعم لم يعد بمقدرتي الاستمرار على حياة ليس لي مكان فيها، أضحك على نفسي وعلى من حولي بتلك الابتسامة الزائفة، التي تكاد ترتسم على وجه عابس حزين.

 

تسألت كثيرا من أنا……………؟

وكيف أصبحت هكذا دون أن أدرى…………؟

 

كل شيئ أصبح من حولي خاليا من محتواه، حتى زهور الربيع اختفى منها عطرها وعبيرها، فجفت وهي على الأغصان كجفاف قلوبنا مما تعاني.

 

قد بدأت دقاتها في التباطيء بدأت تخاف من القادم من ذلك المجهول الذي قد بدأ يطرق أبواب قلوبنا.

 

لست كارها للحياة ولا أصبحت يائسا منها؛ ولكن أين نحن ابتسامة صافية تخرج من القلوب…………..؟

 

أين نحن من أحلام رسمناها سويا على حوائط الأيام…. ؟

 

أين نحن من عائلة تجمعت وخافت على بعضها البعض وخافت من كلمة فراق؟

 

أين نحن من علاقات تقطعت وأوصال مُزقت، وقلوب تملكها الحزن.

 

أصبح الصمت رفيق الكثيرين منا، أصبح الحزن يتآكل في القلوب إلي ان تملكتها أمراض الحياة.

 

لم يعد باستطاعتي التحمل ومشاهدة كل هذا الشغف السخيف الذي تملكنا، وسيطر على كل ما بداخلنا، كڤيروس ليس منه مهرب ولا شفاء.

 

لم يعد بمقدرتي أن أقوى وتقوى معي نفسي على العيش في دنيا كل ما فيها تغير.

 

نعم لم أعد أعرف من أنا …. فلم يعد بمقدرتي استرجاع ما مضي، فلن يعود ما مضى من سنوات رحلت من أعمارنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى