محافظات

نفحات إيمانية ومع الإنسان ما بين الكراهية والبغضاء “جزء3”

نفحات إيمانية ومع الإنسان ما بين الكراهية والبغضاء “جزء3”

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإنسان ما بين الكراهية والبغضاء، وبالنسبة للشيء السنوي في موضوع الأحقاد، وهوإذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله على خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي الكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه “رواه البيهقي، وهولا مغفرة لهم، حتى يدعوا الحقد، حتى يتركوا الحقد، حتى يخرجوا البغضاء من قلوبهم، حتى يتصافوا ويكونوا عباد الله إخوانا كما أمر الله عز وجل، وفي رواية فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” رواه ابن ماجه، والمشرك ليس له مغفرة، والمشاحن ليس له مغفرة، فأصحاب الأحقاد تبا لهم على ما حرموا من هذا الخير العظيم، وهذه المغفرة العظيمة، بسبب الحقد والشحناء.

 

وإن الشفاء من الحقد نعمة من الله، وليس أهنأ في الحقيقة، ولا أطرد لهمومه، ولا أقر لعينه من أن يعيش سليم القلب بريء من وسواس الضغينة وثوران الأحقاد، ومستريحا من نزعة الحقد الأعمى، فإن فساد القلب بالضغائن داء عياء، وما أسرع أن يتسرب الإيمان من القلب المغشوش كما يتسرب الماء من الإناء المثلوم، وإن الحاقد فيه شبه من الكفار الذين قال الله فيهم فى سورة آل عمران ” وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور” وهكذا الحاقد المغتاظ يعظ أنامله على من يحقد عليه، فإن الشحناء هي العداوة إذ امتلأت منها النفس والبغض والحقد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا” رواه البخاري ومسلم.

 

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا تباغضوا، وهذا الدليل للتحريم، لا يجوز لك أن تبغض أخاك المسلم، حرام عليك أن تبغض أخاك المسلم، قال ابن رجب رحمه الله فى شرحه ” لا تباغضوا نهى المسلمين عن التباغض بينهم في غير الله تعالى بل على أهواء النفوس، فإن المسلمين جعلهم الله إخوة، والإخوة يتحابون بينهم ولا يتباغضون” وقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم” رواه مسلم، فإن سلامة الصدر مسألة عظيمة، فضلها كبير، فعن عبد الله بن عمرو قال، قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟

 

قال كل مخموم القلب” ومخموم القلب، يعني خممت الشيء إذا كنسته، خممت البيت إذا كنسته مخموم القلب يعني أنه يزيل ما علق بقلبه أولا بأول، مثلما تكنس البيت وتزيل ما فيه من النجاسات والقاذورات كل مخموم القلب، صدوق اللسان قالوا صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال “هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد” رواه ابن ماجه، وقال صلى الله عليه وسلم “خير الناس ذو القلب المحموم الذي يود ويود، واللسان الصدوق، قيل وما هو؟ قال صلى الله عليه وسلم “التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد قيل فمن على أثره؟ قال صلى الله عليه وسلم “الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة، قيل فمن على أثره؟

 

قال صلى الله عليه وسلم “مؤمن على أثر حسن” فإن أعلى الدرجات هو القلب المخموم الذي لا غل فيه ولا حسد، وقد بلغ رجل من الصحابة منزلة أن يبشر بالجنة وهو يعيش في الدنيا بين الناس بسبب سلامة صدره، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه وهو ماء الوضوء الماء ينزل من اللحية من أثر الوضوء قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك يعني يطلع عليكم رجل من أهل الجنة، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا….؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى