مقال

نفحات إيمانية ومع النصر أو الشهادة ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع النصر أو الشهادة ” جزء 4″

بقلم/ محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع النصر أو الشهادة، وشهيد المعركة هو المسلم الذي وقع قتيلا بين الأعداء في أثناء المعركة ومات فور إصابته، ولا فرق بين أن يكون قتله بقذيفة مدفع، أو صاروخ، أو رصاصة بندقية أو مسدس، أو قنبلة طائرة أو لغم في أرض أو سيف أو رمح أو سكين أو عصا أو دبابة تسير على جسده، أو بأى وسيلة أخرى مباشرة أو غير مباشرة في القتل، ولو كان المقاتل يركب سيارة أو دبابة أو طائرة، في أثناء المعركة، وهو قائم بعمل يتصل بالمعركة، وتدهورت السيارة أو الدبابة أو هوت الطائرة سواء كان ذلك بفعل العدو أو غير فعله، فقتل، فهو شهيد معركة، كذلك والأصل في ذلك شهداء غزوة أحد إذ لم يقتلوا كلهم بالسيف والسلاح بل منهم من دمغ رأسه بحجر.

 

ومنهم من قتل بالعصا، ومع ذلك فقد عمهم النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بترك الغسل، ولو قاتل العدو المقاتلين حتى ألقاهم في بحر أو نهر أو بركة فماتوا أو مات بعضهم فهم شهداء معركة، ومن قتله المسلمون في المعركة خطأ، أو قتل نفسه في المعركة بيده خطأ، كأن رمى قنبلة على الأعداء فأصابته وقتلته فهو شهيد معركة، وإذا جرح أحد المقاتلين في المعركة وحمل حيا من ساحتها، ولم يعش عيشة مستقرة بعدها، كأن يبقى فاقد الوعي ثم مات، وهو على هذه الحال، فهو شهيد معركة، وإذا أغار العدو على جماعة من المسلمين سواء أكانوا عسكريين أم مدنيين، وسواء كانوا في معركة أو في مدينة أو في قرية أو في مضارب البدو فقتل منهم أناسا.

 

فإن كل قتيل منهم شهيد، له حكم شهيد معركة، وأما عن شهيد الدنيا فكما قلنا بأنه هو من غل من الغنيمة أو مات مدبرا، أو من قاتل لتعلم شجاعته، أو طلبا للغنيمة فقط، وأما عن شهيد الآخرة، فهو كما قلنا من أثبت له الشارع الشهادة، ولم تجر عليه أحكامها في الدنيا، أي أنه كباقي الموتى يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن، وقد جعلهم الشارع في حكم الشهداء، لخصلة خير اتصفوا بها، أو لمصيبة أصابتهم فقدوا فيها حياتهم، وقد ذكر العلماء، بناء على ما ورد من أحاديث، أن شهداء الآخرة كثيرون، وقد عدها السيوطى ثلاثين، وأوصلها بعضهم إلى الخمسين فمن ذلك طالب الشهادة، والمطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، وصاحب ذات الجنب.

 

والحريق، والمرأة تموت بالنفاس، والمقتول دون ماله، والمقتول دون مظلمته، أو دون دينه أو أهله أو دمه، والميت بالغربة، والمواظب على قراءة آخر سورة الحشر العامل بما فيها، وطالب العلم، والمقتول صبرا، والمقتول بسبب قوله كلمة الحق للحاكم، وأما عن غسل الشهيد وتكفينه، فإن الشهيد الذي قتل بأيدى الكفار في المعركة لا يغسل، عند جمهور العلماء، وإن كان جنبا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغسل حنظلة الراهب، وقد استشهد جنبا، ويكفن الشهيد في ثيابه الصالحة للكفن، ويدفن في دمائه، ولا يغسل شيء منها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تغسلوهم” فإن كل جرح أو كل دم يفوح مسكا يوم القيامة ولم يصل عليهم “رواه أحمد.

 

وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدفن شهداء أحد في دمائهم، ولم يغسلوا “رواه البخاري، وقال الشافعى لعل ترك الغسل والصلاة لأنهم يلقون الله بكلومهم، وأما عن تعريف الشهيد الذي لا يغسل ولا يصلى عليه، فقد ذهب الفقهاء إلى أن من قتله المشركون في القتال، أو وجد ميتا في مكان المعركة وبه أثر جراحة أو دم، لا يغسل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهداء أحد ” زملوهم بكلومهم ودمائهم “رواه أحمد، ولم ينقل خلاف في هذا، وقد ذهب المالكية والشافعية إلى أن كل مسلم مات بسبب قتال الكفار حال قيام القتال لا يغسل، سواء قتله كافر، أو أصابه سلاح مسلم خطأ، أو عاد إليه سلاحه، أو سقط عن دابته، أو رمحته دابة فمات، أو وجد قتيلا بعد المعركة ولم يعلم سبب موته، سواء كان عليه أثر دم أم لا، ولا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة، والحر والعبد، والبالغ والصبى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى