مقال

نفحات إيمانية ومع النهج النبوى الشريف ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع النهج النبوى الشريف ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع النهج النبوى الشريف، وقد شكلت هذه الكتب تراثا فكريا إنسانيا فريدا يجدر التنويه به عندما تذكر الإنجازات الحضارية الكبرى في العالم، ولذلك فكما حفظ القرآن الكريم وتفسير آياته وإتقان علومه يحتاج إلى قدرات واستعداد خاص عند الحفّاظ والدارسين فإن حفظ متون الأحاديث وأسانيدها، ودراسة علوم الحديث يحتاج إلى جهود واستعدادات عظيمة وخاصة، غير أن حب المسلمين للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، جعل الإقبال على علوم الحديث محببا إلى نفوس المؤمنين إلى يومنا هذا، وهكذا كثرت الكتب التي تعنى بالحديث النبوي الشريف في كل عصر، ولكن الكمّ الهائل من هذه الأحاديث، واختلاف مراتبها من الصحة والضعف.

 

جعل من الضروري اختيار ما يجب معرفته ودراسته وما يمكن تجاوزه، وهنا تكمن المشكلة بالنسبة لمعلم الحديث في النظام التربوي، فأي الأحاديث وأي المتون يجب أن تحفظ وأيها يُدرّس، متنا وإسنادا، علما أن في كل جهد يبذل في هذا السبيل ثواب وفضل عظيم ؟ وإن من البديهي القول بأن مصدر كل توجيه في النظام التربوي الإسلامي هو القرآن الكريم، ثم السنة النبوية الشريفة، وإن ما يساعد المربي المسلم أن الحديث الشريف والسنة النبوية وأخبار الصحابة والتابعين ومن تبعهم من العلماء والصالحين، توفر مادة تعليمية غنية ومرنة تتكيف مع متطلبات التربية الحديثة، ففيها من القصص والأمثال الكثير الذي يستطيع المعلم أن يستفيد منه.

 

لجذب انتباه طالب العلم الصغير والكبير، وفيها من ضروب البلاغة ومواقف النبل والشهامة والتقي والورع ما ينمّي الفضائل ويقدم القدوة الصالحة من جهة، ويوثق الصلة بين طالب العلم والتراث من جهة، ويساعد على بناء مجتمع صالح في المستقبل، ولكن على واضع البرامج الدينية أن يكون واعيا لمشكلات العصر الذي يعيش فيه لكي يحدد على ضوئها ما يختار من السنن والأحاديث وما يجب تدريسه في مختلف المراحل الدراسية، وهنا قد تتباين الآراء بين المربين، فمن هؤلاء من يضع في رأس ما يجب الاهتمام به القيم والفضائل الدينية والعبادات، ومنهم من يضع القضايا المعاصرة كالبيئة، وصيانة الأسرة، وقضية المرأة، وحقوق الإنسان والتعاون.

 

ومحاربة الفساد وهكذا، وكل ذلك أساسي وهو يستوجب بالتالي وضع برامج متوازنة يقدم فيها الأهم على المهم، فعلى واضعي برامج التعليم أن يحصوا على تكثيف الاعتماد على السيرة النبوية الشريفة والحديث النبوي الشريف لأن السيرة والحديث هما مادة تعليمية دسمة وسهلة الفهم، وقريبة إلى مدارك التلامذة والطلاب، وهي خير ما يستشهد به عند الدعوة إلى الالتزام بالشرع والعمل بالمبادئ الأخلاقية التي هي أساس الدين، وقد تتنوع العلوم والمعارف الشرعية وتتسع، وهذا يدل على شمولية الإسلام، ومن هذه العلوم علم الفقه، وعلم التفسير، وعلم الحديث، ويُعد علم الحديث أحد أبرز العلوم الشرعية التي أسس لها العلماء قديما وحديثا.

 

فهو من العلوم ذات الأهمية البالغة في معرفة بعضِ تفاصيل الشريعة الإسلامية، كتفاصيل بعض مسائل العقيدة الإسلامية، وتفاصيل بعضِ العبادات، وهو أيضا طريق للوصول إلى بعضِ الأحكام الشرعية، والحديث في اللغة هو كلمة مفردة، جمعها أحاديث، وتجمع كذلك على حداث، وهي كل ما يتحدث الناس به من الكلام، أو الأخبار، أو نحو ذلك، أما علم الحديث في اللغة فهو أحد العلوم التي تُعرف من خلاله أقوال رسول الله صلَى الله عليه وسلَّم، وأحواله، وأفعاله، ويُطلق على أهل الحديث ورجاله المحدثون، وإن الحديث في الاصطلاح هو ما أضيف إلى النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو وصف خَلقي أو خُلقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى