مقال

نفحات إيمانية ومع الإهتمام بالتربية والتعليم “جزء 7” 

نفحات إيمانية ومع الإهتمام بالتربية والتعليم “جزء 7”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع الإهتمام بالتربية والتعليم، ومما يفرض على المُربي هو اختيار الأصحاب الصالحين لأبنائه، فقد شبه النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام الجليس الصالح وجليس السوء بحامل المسك ونافخ الكير، وكذلك فإن هناك الثواب والعقاب وهو من الأساليب التي تناسب طبيعة النفس البشرية بغض النظر عن جنسها، وتساعد على التحكم بسلوك الفرد وتصرفاته؛ لما فيه من بيان النتائج والمآلات للتصرف الذي يصدر عن الشخص، وقد ذكر الله تعالى العديد من الآيات المرتبطة بالثواب والعقاب، كقوله تعالى ” يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره” وكذلك التوجيه والنصح.

 

وهو من الأساليب المؤثرة في نفس الفرد لما يرى في الشخص الذي ينصحه من الحرص عليه، ويستعمل هذا الأسلوب بشكل مباشر وغير مباشر، ومن الأمثلة على ذلك القصص والغاية منها هو المعرفة النظرية حيث يعد التعليم النظري من الأساليب القديمة المستخدمة في التربية، وقد بيّن الإسلام فضل العلم والعلماء، وأنه من الطرق الموصلة إلى الله تعالى وخشيته، وأيضا الحوار وهو من أفضل الأساليب التي يمكن استخدامها في التربية لما يتيحه من مجال للأطراف المتحاورة من التعبير عن آرائها، والتقارب بين وجهات نظرها، مما يصل بهم إلى حل المشكلات، وتصحيح المفاهيم، وقد استعمل الله تعالى، هذا الأسلوب في كثير من آيات القرآن.

 

وكذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته، كما أنه يقوي الروابط بين المسلمين، ويعين على التكافل والتعاون بينهم، ويساعد على بناء الثقة والجرأة عند الفرد من خلال إبادئه لرأيه، وينمّي المهارات الفكرية لمخالطته وقربه من أصحاب الخبرات، ويساعد على التغلب على الأمراض المتعلقة بالنفس، ويقوي الروابط بين الأسر بإزالته للشحناء بينهم، وتكمن أهمية التربية الإسلامية في فرضيتها، وفي كونها مرجعا أساسيا لفهم حقيقة الإسلام ومبادئه ومنهجه، وفي أنها تبني الوعي لدى الفرد المسلم بما يهمه من أمور دينه ودنياه من عبادات ومعاملات وأخلاقيات، مما يعود بالنفع على الفرد في الدنيا والآخرة، ويمتاز النظام التربوي الذي جاء به الإسلام بشموليته .

 

لجميع مناحي الحياة، وذلك لأنه يشكل نموذجا متكاملا يرتقي بالإنسان إلى الكمال، بالإضافة إلى مراعاته للاحتياجات والغرائز البشرية التي لا يخلو منها إنسان، ويعمل على تهذيبها وصرفها بالطرق المباحة، وضبطها بضوابط الإسلام، وكذلك فإن للتربية الإسلامية مجموعة من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، وهو تحقيق العبودية لله وحده، حيث يعد تحقيق العبودية لله تعالى هو الهدف العام الأسمى الذي تسعى التربية الإسلامية إلى تحقيقه وذلك لأن عبادة الله تعالى، والقيام بواجب الاستخلاف في الأرض هو الهدف الأساسي من خلق الإنسان وإيجاده، والعبادة هي اسم عام يضم جميع الأقوال والأعمال والاعتقادات، سواء كانت ظاهرة أم باطنة فيكون منهج الإنسان في حياته وسلوكه.

 

موافقا لما أراده الله سبحانة وتعالى وأمر به، ويبتعد عما نهى الله تعالى عنه، وحذر منه، وكما يجب البناء العقدي الصحيح للفرد المسلم حيث يكون ذلك لإنشاء الفرد الصالح الذي يقوم بعبادة الله تعالى على هدى منه، وبصيرة بمراده، كذلك اتصاف الفرد المسلم بالأخلاق الحميدة حيث يقتدي الفرد المسلم بأخلاق النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي شهد له الله سبحانه وتعالى بحسن خلقه فقال الله تعالى ” وإنك لعلى خلق عظيم” ويهيئه ذلك للقيام بواجب الدعوة إلى الله عز وجل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأيضا زيادة الشعور الجماعي لأفراد المجتمع الإسلامي حيث تثبت التربية الإسلامية لدى المسلم رابطة الانتماء إلى الأمة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى