مقال

نفحات إيمانية ومع الأسرة سكن ومودة ” جزء 10″

نفحات إيمانية ومع الأسرة سكن ومودة ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع الأسرة سكن ومودة، ولقد توصلت جميع الدراسات إلى وجود ستة عوامل رئيسية تؤدي إلى سعادة الأسرة ونجاحها، وتكمن فى الالتزام، ويقصد به أن كل فرد في الأسرة يعرف جيدا حقوقه وواجباته، ولديه إحساس بالمسؤولية تجاه الأسرة وحقوقها وواجباتها، بحيث يضع الأسرة في المقام الأول، ولكن هذا بالطبع لا يلغي أن يكون للفرد حرية شخصية، والتواصل الإيجابي وهو ضرورة لتطور علاقات الأفراد، ويساعد على إحساسهم بالإشباع والرضا، حيث يلعب التواصل دورا مهما في تسيير العلاقات بين أفراد الأسرة ويجعلها مرنة وفي الوقت نفسه قوية في مواجهة الخلافات مثل مواجهة ضغوط الحياة اليومية، ومن أشكال التواصل هو المشاركة الروحية.

 

والمشاركة الوجدانية، والمشاركة الفكرية، والمشاركة الاجتماعية، مما يمكن الأفراد في الأسرة الواحدة من التعبير عن أنفسهم بكل صراحة ووضوح، وأيضا من العوامل هو التوافق الروحي، حيث أنه من المهم وجود الترابط الروحي والمعنوي إلى جانب الترابط المادي والذي يجعل الأفراد على قدر أكبر من التماسك والتقارب في الأسرة الواحدة، كما تكون لديهم القدرة على حلّ الخلافات بطريقة فعالة، ويتسم سلوكهم بالنضج، وتكون لديهم القدرة على التعلم من الخبرات السابقة، وكذلك القدرة على مواجهة الضغوط النفسية، ويقصد بذلك القدرة على مواجهة الصعاب النفسية، والقدرة على منع المشكلات قبل حدوثها، وحتى إن حدثت المشكلات يجدر بالأسرة أن تحاول التخفيف من وقعها.

 

ومن الأخطار المترتبة عنها، وتواجه الصعاب بصبر وهدوء دون توتر وقلق ودون تحميل الآخرين المسؤولية، وكذلك التقدير والمحبة، ويقصد به إظهار التقدير والمحبة بين أفراد الأسرة الواحدة الذي من شأنه أن يخفف من روتين الحياة، حيث إن كلمات الحب والتقدير التي يتبادلها أفراد الأسرة من وقت لآخر من شأنها أن تشعر كل فرد بأهميته، ويتجلى ذلك في استراتيجيات النقد في الأسرة الواحدة التي تقوم على ذكر المحاسن قبل توجيه النقد، وأيضا قضاء الوقت سويا وذلك من خلال تناول الوجبات وقضاء العطلات وأوقات الفراغ معا، وغيرها من المواقف التي تدعم أواصر المحبة بين أفراد الأسرة، فالأسرة السعيدة تسودها علاقات مباشرة ومستمرة وتتضمن شعورا قويا بالانتماء والارتباط الجماعي.

 

والأسرة هي السبيل الأساسي لتربية الأولاد تربية إسلامية متمسكة بالأخلاق الفاضلة، إذ تكون تربية أولادها هي مسؤوليتها حتى ينشأ الأفراد فيها متخلقين بالأخلاق الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة، والبُعد عن الرذائل والدنايا والسفاسف التي نهى عنها الإسلام، فالأسرة هي المسؤولة عمّا تورثه لأولادها من الأخلاق، ويظهر ذلك من خلال التزام أفرادها بتعاليم الإسلام، إذا كان أساس الأسرة، وهم الأب والأم القدوة الصالحة، ملتزمين بشريعة الله عز وجل، وإن من أهداف الأسرة المسلمة وتكوينها صيانة الشباب وقوتهم من أن يستنزفها الزنا واللواط والعادات السرية الضارة، وما يترتب عليها من انهيارات جسمانية ومعنوية، لا تخفى خطورتها، أو أن تفتك بها الأمراض الخبيثة.

 

والأمراض الجنسية التي جعلها سبحانه وتعالى عقوبة لمن تظهر فيهم الفاحشة، وتشيع فيهم المنكرات، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم” رواه ابن ماجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى