مقال

نفحات إيمانية ومع الأشتر النخعى مالك بن الحارث ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع الأشتر النخعى مالك بن الحارث ” جزء 5″

بقلم/ محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء الخامس مع الأشتر النخعى مالك بن الحارث، وقد اختلفوا في وفاة الأشتر فقال ابن يونس‏،‏ مات مسموما سنة سبع وثلاثين‏ من الهجرة، وقال هشام‏‏ سنة ثمان وثلاثين في شهر رجب وكان الأشتر شجاعا مقداما وقصته مع عبد الله بن الزبير مشهورة وقول ابن الزبير بسببه‏ اقتلاني ومالكا واقتلا مالكا معي حتى صار هذا البيت مثلا، وقال ابن قيس‏ دخلت مع عبد الله بن الزبير الحمام وإذا في رأسه ضربة لوصب فيها قارورة لاستقر فقال‏‏ أتدري من ضربني هذه الضربة قلت‏ لا، قال ابن عمك الأشتر النخعي‏،‏ وقال أبو بكر بن أبي شيبة‏‏ أعطت السيدة عائشة رضي الله عنها لمن بشرها بسلامة ابن أختها عبد الله بن الزبير لما لاقى الأشتر عشرة آلاف درهم.

 

وقيل أن الأشتر دخل بعد ذلك على السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت له‏‏ يا أشتر أنت الذي أردت قتل ابن أختي يوم الوقعة فأنشدة الطويل أعائش لولا أنني كنت طاويا ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا غداة ينادي والرماح تنوشه بأخر صوت‏ اقتلاني ومالكا فنجاه مني أكله وسنانه وخلوة جوف لم يكن متمالكا الصديق رضي الله عنه على مصر ولكن هو محمد بن أبي بكر الصديق واسم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة، واسم أبي قحافة عثمان وقد أسلم أبو قحافة يوم الفتح فأتى به ابنه أبو بكر الصديق إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقوده لكبر سنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏ ” لم لا تركت الشيخ حتى نأتيه إجلالا لأبي بكر رضي الله عنه‏”

 

وأبو قحافة المذكور ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي وكنية محمد بن أبى بكر وهو أبو القاسم وأمه السيدة أسماء بنت عميس الخثعمية ومولده سنة حجة الوداع بذي الحليفة في عقب ذي القعدة فأراد أبو بكر أن يرذ أسماء إلى المدينة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏‏ مرها أن تغتسل وتهل وكان محمد هذا في حجر علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما تزوج أمه السيدة أسماء بعد وفاة أبي بكر الصديق رضى الله عنه، فتولى تربيته ولما سار علي إلى وقعة الجمل كان محمد هذا معه على الرجالة ثم شهد معه وقعة صفين ثم ولاه مصر فتوجه إليها ودخلها في النصف من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين من الهجرة.

 

فتلقاه قيس بن سعد المعزول عن ولاية مصر وقال له‏ يا أبا القاسم إنك قد جئت من عند أمير لا رأي له وليس عزله إياي بمانعي أن أنصح لك وله وأنا من أمركم هذا على بصيرة، وإني أدلك على الذي كنت أكيد به معاوية وعمرو بن العاص وأهل خربتا فكايدهم به فإنك إن أيدتهم بغيره تهلك ووصف له المكايدة التي كان يكايدهم بها فاستغشه محمد بن أبي بكر وخالفه في كل شيء أمره به‏، ثم كتب إليه علي يشجعه ويقوي عزمه ففتك محمد في المصريين وهدم دور شيعة عثمان بن عفان ونهب دورهم وأموالهم وهتك ذراريهم فنصبوا له الحرب وحاربوه‏، ثم صالحهم على أن يسيرهم إلى معاوية فلحقوا بمعاوية في الشام.

 

وكان أهل الشام لما انصرفوا من وقعة صفين ينتظرون ما يأتي به الحكمان فلما اختلف الناس بالعراق على الإمام علي رضي الله عنه، وقد طمع معاوية في مصر وكان أهل خربتا عثمانية ومن كان من الشيعة كان أكثر منهم فكان معاوية يهاب مصر لأجل الشيعة‏، وقصد معاوية أن يستعين بأخذ مصر على حرب الإمام علي رضي الله عنه، فقال‏ فاستشار معاوية أصحابه عمرو بن العاص وحبيب بن مسلمة وبسر بن أبي أرطاة والضحاك بن قيس وعبد الرحمن بن خالد وأبا الأعور عمرو بن سفيان السلمي وغيرهم وهؤلاء المذكورين كانوا خواضه فجمع المذكورين وقال‏ هل تدرون ما أدعوكم إليه قالوا‏‏ لا يعلم الغيب إلا الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى