مقال

نفحات إيمانية ومع أبو رافع مولى الرسول ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع أبو رافع مولى الرسول ” جزء 5″

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع أبو رافع مولى الرسول، وعن ابن عباس، عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب، وكنت قد أسلمت، وأسلمت أم الفضل، وأسلم العباس، وكان يكتم إسلامه مخافة قومه، وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام، وكان له عليه دين، فقال له اكفني هذا الغزو، وأترك لك ما عليك، ففعل، فلما جاء الخبر، وكبت الله أبا لهب، وكنت رجلا ضعيفا أنحت هذه الأقداح في حجرة، ومر بي، فوالله إني لجالس في الحجرة أنحت أقداحي وعندي أم الفضل، إذ الفاسق أبو لهب يجر رجليه، أراه قال حتى جلس عند طنب الحجرة، فكان ظهره إلى ظهري.

 

فقال الناس هذا أبو سفيان بن الحارث، فقال أبو لهب، هلم إلي يا ابن أخي، فجاء أبو سفيان حتى جلس عنده ، فجاء الناس فقاموا عليهما، فقال يا ابن أخي كيف كان أمر الناس ؟ قال لا شيء، والله ما هو إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا، ويأسروننا كيف شاءوا وايم الله، لما لمت الناس، قال ولم ؟ فقال رأيت رجالا بيضا على خيل بلق لا والله ما تليق شيئا ولا يقوم لها شيء ، قال فرفعت طنب الحجرة، فقلت تلك والله الملائكة، فرفع أبو لهب يده فلطم وجهي، وثاورته فاحتملني، فضرب بي الأرض حتى نزل علي، فقامت أم الفضل فاحتجزت، فأخذت عمودا من عمد الحجرة فضربته به، ففلقت في رأسه، شجة منكرة وقالت، أي عدو الله، استضعفته أن رأيت سيده غائبا عنه، فقام ذليلا، فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى ضربه الله بالعدسة فقتلته.

 

فلقد تركه ابناه ليلتين أو ثلاثة ما يدفناه حتى أنتن، فقال رجل من قريش لابنيه ألا تستحيان، إن أباكما قد أنتن في بيته ؟ فقالا إنا نخشى هذه القرحة، وكانت قريش يتقون العدسة كما يتقى الطاعون، فقال رجل انطلقا فأنا معكما، قال فوالله ما غسلوه إلا قذفا بالماء عليه من بعيد، ثم احتملوه فقذفوه في أعلى مكة إلى جدار، وقذفوا عليه الحجارة “وعن سالم بن عبد الله، عن أبي رافع، قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتل الكلاب، فخرجت أقتل كلما لقيت حتى جئت العصية، فإذا كلب حول بيت فأرغته لأقتله، فنادتني امرأة من البيت، فقالت ما تريد ؟ قلت بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقتل الكلاب، فقالت ارجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره أني امرأة قد ذهب بصري، وإنه يؤذنني بالآتي، ويطرد عني السبع.

 

فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال صلى الله عليه وسلم ” ارجع فاقتله ” فرجعت فقتلته، وعن عطاء بن يسار، عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال استسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا فجاءته إبل الصدقة، قال أبو رافع فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أقضي الرجل بكره، فقمت، فلم أجد في الإبل إلا جمالا خيارا رباعيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أعطه إياه، فإن خيار المسلمين أحسنهم قضاء ” وعن أبي رافع، قال لما ولدت السيدة فاطمة حسنا رضي الله عنهما، قالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعق عن ابني ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” لا ، ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره ورقا” أى فضه أو قال فضة، على المساكين ” فلما ولدت حسينا فعلت به مثل ذلك.

 

وقال موسى بن داود في حديثه ” على الأوفاض والمساكين” وعن شيبة بن نصاح، مولى أم سلمة، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن أبي رافع، قال وقع إلي كتاب فيه استفتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا كبر قال ” إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا ، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك، وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك، لا شريك لك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، لبيك وسعديك والخير في يديك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، أستغفرك وأتوب إليك ” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى