مقال

نسائم الايمان ومع المدينة المنورة ” الجزء التاسع “

نسائم الايمان ومع المدينة المنورة ” الجزء التاسع ”

إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع المدينة المنورة، وقد عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها اليهود ووادعهم، وأقرهم على دينهم وأموالهم، وقام بتغيير اسمها من يثرب إلى المدينة، ونهى الناس عن استخدام اسمها القديم، يقول بعض الباحثين أن اسم المدينة قد يكون مشتقا من الكلمة الآرامية مدينتا، التي يحتمل أن يكون اليهود قد استخدموها كاسم آخر إلى جانب يثرب وقد احتوت الوثيقة على اثنين وخمسون بندا، خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، وخصوصا اليهود وعبدة الأوثان، لذلك رجح بعض المؤرخين أن تكون في الأصل وثيقتان وليست وثيقة واحدة، كتبت الأولى.

 

وهى معاهدة اليهود في السنة الأولى من الهجرة قبل غزوة بدر، والثانية بين المهاجرين والأنصار خاصة بعد بدر فى السنة الثانية من الهجرة، وقد انطلقت من المدينة جميع غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت غزوة بدر أولها ومن أهمها وكان ذلك عندما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قافلة تجارية يقودها أبو سفيان بن حرب يرافقه ما بين ثلاثين وأربعين رجل، تتجه من الشام عائدة إلى مكة، فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا قوامه حوالي ثلاثة مائة وثلاثة عشر رجلا ليقطع الطريق عليهم، وتنص الكثير من المصادر الإسلامية الأولى، أن المسلمين لم يكونوا يتوقعون حصول معركة كبيرة، ومع اقتراب القافلة من المدينة، بلغت مسامع أبو سفيان.

 

ما يخططه المسلمون، فأرسل رسولا إلى مكة ليحذر قريش ويطلب الإمدادات، فأرسل القرشيون جيشا تراوح عدد جنوده ألف رجل، والتقى الجمعان عند آبار بدر حيث دارت معركة طاحنة انتصر فيها المسلمون على قلة عددهم، وكان في عام ستمائة وخمسة وعشرون من الميلاد قد حشد القرشيون جيشا جديدا للثأر لهزيمة بدر وساروا لملاقاة المسلمين، فتواجهوا بالقرب من المدينة مقابل جبل أحد، حيث وضع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خطة حربية كانت تقضي أن يجعل المدينة المنورة في وجهه ويضع خلفه جبل أحد ويحمى ظهر الجيش بخمسين من الرماة المهرة وضعهم على هضبة عالية مشرفة على أرض المعركة، وجعل قائدهم عبد الله بن جبير.

 

وأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يبقوا في أماكنهم وأن لا يتركوها حتى يأذن لهم فيرموا جيش قريش بالسهام ولا يسمحوا لهم بالالتفاف خلف قطعات جيش المسلمين، كان النصر في بداية الأمر إلى جانب المسلمين، ولكن حصلت حادثة غيرت من مسار نهاية المعركة، عندما ترك الكثير من الرماة مكانه ظنا أن المعركة قد حسم أمرها وأنه لم يبق أثر للمشركين، ونزلوا ليأخذوا من الغنائم، وبقي أقل من عشرة رماة أبوا أن يلحقوا بهم فنظر خالد بن الوليد وكان ما زال مشركا في جيش قريش إلى من بقي من الرماة فاستثمر الحدث وتوجه بمجموعة من المشركين، وتسللوا خلف جبل الرماة ففاجأوا الرماة القليلين من الخلف وقتلوهم بما فيهم قائدهم عبد الله بن جبير.

 

وعندها وجد المسلمون أنفسهم بأنهم قد أصبحوا محاصرين، فقتل من قتل منهم واشتد الأمر عليهم، عندها عاد من هرب من المشركين وهجموا على المسلمين هجمة شرسة، ورفعوا عن الأرض رايتهم المتسخة، وقد قتل في المعركة خلق كثير من المسلمين منهم عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب، وفي وقت لاحق في شهر ربيع الأول سنة أربعة من الهجرة، حدثت غزوة بني النضير بعد أن همّ يهود بنو النضير بالغدر وقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقضوا بذلك الصحيفة، فأمهلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أيام ليغادروا المدينة، فرفضوا وتحصنوا بحصن لهم، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر يوما، وقيل ست ليالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى