مقال

نفحات إيمانية ومع الأمن الإجتماعى والفساد الأخلاقى ” جزء 9″

نفحات إيمانية ومع الأمن الإجتماعى والفساد الأخلاقى ” جزء 9″

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع الأمن الإجتماعى والفساد الأخلاقى، وهناك الأمن التربوي وتعليم الأبناء، يوضح مثل هذا وصية لقمان لابنه، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعليم الأولاد الصلاة ” مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع” وأيضا الأمن في الأوطان وحمايتها كما جاء في الأثر” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان” والبلد الآمن هو مكة التي جاء ذكرها في سورة البقرة، وسورة إبراهيم وغيرها، وهناك الأمن الأخلاقي وتهذيب النفوس، كما جاء في آيات من سورة النور في تحريم الزنا ومنع الخوض في أعراض الناس، وفي آداب الاستئذان.

 

وفي فرضية الحجاب وآياته في سورة الأحزاب، وهناك أمن العقيدة وسلامة القلوب لارتباطها بالله وحده ونبذ كل ما سواه، وكما تربط الإنسان بخالقه المتصرف سبحانه في جميع الأمور، وهناك أمن المسكن وتوفير المعيشة وتوضح ذلك آيات متعددة من كتاب الله الكريم كما في سورة النحل، وهناك الأمن الاقتصادي وحرية الحركة في الأموال بيعا وشراء، بعد أداء حق الله فيها بالزكاة والصدقة، وقد حظيت الزكاة والصدقة بتوجيهات كبيرة من القرآن الكريم والسنة المطهرة، لتهذيب النفوس وتعويدها على البذل والعطاء براحة نفس واطمئنان خاطر، وفي السر آكد لأنها أبعد عن المراءاة، وأيضا تأمين الجار ورعايته في أهله.

 

حيث كان جبريل عليه السلام يوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجار حتى ظن أنه سيورثه، وأيضا الأمن بالهجرة لمكان آخر، إذا كان المرء لا يستطيع أداء شعائر دينه، أو يجد مضايقات من أعداء دينه، وهذا هو الأمن على العبادة، ولكي يجعل الله مأمنا ومخرجا لهؤلاء المستضعفين غير القادرين على الهجرة والنجاة بأنفسهم، فإنما مما يطمئنهم أن الفئة المؤمنة مأمورة بالجهاد لتخليصهم ونصرتهم، والأمن بالتوبة، وهذا هو أمن المصير، وراحة النفس في الدنيا بالابتعاد عن أمر يؤرق النفس ويخيفها التلبس به، وآيات التوبة في كتاب الله الكريم كثيرة ومتعددة، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله.

 

“لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من صاحب راحلة ضاعت منه في أرض فلاة وعليها طعامه وشرابه، فلما أيس منها نام، فاستيقظ فإذا هي واقعة بجانبه فقال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك” وأيضا فإن من الوسائل لتحقيق الأمن المجتمعى هو المسجد وخطبة الجمعة، فإن من الأسباب التي تؤدي إلى استتباب الأمن واستقرار المجتمع هو اجتماع الناس فيما بينهم واستماعهم إلى النصائح والتعريف بمشكلاتهم وحلولها وهذا ما يقوم به المسجد من دور أساسي في تنمية الأحاسيس الاجتماعية من خلال الحضور المباشر والمستمر في المسجد ومن خلال ما يسمع في خطب الجمعة من أحاديث تهم أبناء المجتمع، وهذا الحث الذي نجده في الإسلام بهذا الشكل هو لتحقيق الغايات السامية في المجتمع.

 

ومنها بالطبع تأمين الجانب الاجتماعي والذي بدوره ينعكس في تحقق الأمن الاجتماعي، وأيضا فإن من الوسائل لتحقيق الأمن المجتمعى هو الأسرة، حيث أن الأسرة هي القاعدة التي يُبنى عليها الضوابط الاجتماعية من خلال تعهد الأبوين لأبنائهم وتربيتهم التربية الصالحة، وقد أوجب الإسلام على الاباء مسؤولية تخريج أبناء صالحين يساهمون في بناء المجتمع على أسس رصينة وذلك من خلال تربيتهم لأبنائهم التربية الإسلامية بتعويدهم على عمل الخير وتأصيلهم على حب الآخرين واحترامهم، وتقوية الفضائل في نفوسهم مثل الصدق وحفظ الأمانة ورعاية الضعفاء والمساكين، فهذه الصفات الحميدة لايمكن أن يكتسبها الفرد إلا في أسرة سليمة يقوم الأب بالدور المناط به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى