مقال

نفحات إيمانية ومع سراف بن صُبح الأَزدي ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع سراف بن صُبح الأَزدي ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع سراف بن صُبح الأَزدي، وفى وادى منساره عثر على فخار اسلامى مزجج ذى بريق يشبه الفخار الهلنتى كما اكتشف نوع آخر من الفخار له لون بني غامق مصقول وكلها من المقتنيات الأثرية التى عثر عليها المنقبون أثناء بعثات التنقيب المتتالية على المنطقة، ويذكر المؤرخون أن دبا كانت مركزا تجاريا هاما في عهد الفينيقيين، وقد دخل أهل دبا الإسلام عام ستمائة وعشرون ميلادية وقال الاصمعى، أن دبا سوق من أسواق العرب وهي مدينة قديمة مشهورة لها ذكر في أيام العرب وأخبارها وأشعارها، وكانت توصف قديما بأنها قصبة عمان ولعل هذه السوق المذكورة فتحها المسلمون في أيام أبى بكر الصديق رضي الله عنه عنوة فى السنة الحادية عشرة من الهجرة.

 

ولقد إشتهرت ببيئتها الخصبة المليئة بالأصداف البحرية الكبيرة اللازمة لصناعة الخزف والنقوش للمبانى، وصناعة أزرار الملابس وغيرها من، الأستخدامات الصناعية الأوروبية فى ذلك الوقت، ولتجارة الأصداف في دبا قديما أصول وقواعد تتبع حيث كانت تباع بالوزن وكانت السفينة تجلب في رحلة واحدة حوالي من ألف إلى ألف وخمسمائة من الأصداف، وكان المن الواحد من تلك الأصداف يساوي حوالى خمسة أصداف كبيرة، وكما كانت دبا أيضا تشتهر بصيد الأسماك وتصدير أنواع كبيرة منها مثل أسماك السردين والمالح والشعاريف إلى الخارج إضافة إلى توافر أسماك أم الروبيان قرب سواحلها حيث تعيش تلك الأنواع من الأسماك على الصخور.

 

ولم يكن الأهالي يهتمون بصيد هذا النوع من الأسماك برغم سهولة صيدها حيث يسلط عليها ضوء فتقترب من هذا الضوء ويمكن إمساكها باليد، وبرغم وجود المدينة على ساحل البحر إلا أنها تتمتع بمصادر عذبة ووفيرة للمياه بجانب تربة زراعية خصبة لذا فهي بيئة زراعية يحرص الكثير من أهلها على العمل بالزراعة واستثمارها خير استثمار وتحوي العديد من الثمار والنخيل المثمرة، الى جانب أشجار الليمون والمانجو والرمان والفرصاد التوت وغيرها من أنواع الحمضيات والفواكه المختلفة، فهى واحة الحضارة والأصالة، وإن دبا مدينة الحضارة والتاريخ واحة الإمارات الخضراء ومعقل التراث والآثار الخالدة التى تعود الى الألف الرابع قبل الميلاد، فهى بحق رمز من رموز التقدم والعطاء.

 

وتحفة فنية وحضارية، وهى مدينة عصرية حديثة تسر الناظرين عندما تشتاق الى الأصالة ويشدك الحنين الى الماضى فبين حدائقها السندسية الخضراء المطرزة بالورود والرياحين ستجد روعة الحاضر الزاهر وأصالة التاريخ يتعانقان على ارضها، حيث تمتاز مدينة دبا بموقعها الجغرافى الرائع على الساحل الشرقى لدولة الإمارات وهى منارا سياحيا لما تمتاز به من مناظر طبيعية خلابة وجبال وأودية وشلالات وينابيع طبيعية وقلاع أثرية وشواطئها الجميلة، وتطل شواطئها على خليج عمان والمحيط الهندى لتضفى روعة أخرى إلى روعة الساحل الشرقى، ودبي هي تصغير لكلمة دبا التي كانت سوقا مشهورا، ولقد سميت دبي بهذا الاسم تشبيها لها بسوق دبا.

 

وقيل تصغير دبا وهو الجراد الذى لم تثبت له الأجنحة بعد سميت بذلك لأنها كان ينتشر فيها الجراد آنذاك قبل أن تسكن ومن أسمائها الوصل، وأما عن ظالم بن سارق قد أسلم فى عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد، ونزل على حكم حذيفة، فبعثه إلى أبى بكر فأعتقه، وأخرجه الطبراني فى الأوسط، من طريق زياد بن عبد الله القرشى، وقيل دخلت على هند بنت المهلب بن أبي صفرة، وهي امرأة الحجاج وبيدها مغزل تغزل به، فقلت لها تغزلين وأنت امرأة أمير؟ فقالت إن أبي يحدث عن جدى، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” أطولكن طاقا أعظمكن أجرا” وقالوا وفد الأزد من دبا مقرين بالإسلام على النبي صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى