مقال

الدكرورى يكتب عن طلحه بن عبيد الله القرشي ” جزء 7″

الدكرورى يكتب عن طلحه بن عبيد الله القرشي ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع طلحه بن عبيد الله القرشي، وتزوج أيضا السيدة سُعدى بنت عوف بن خارجة وأبناؤه منها يحيى وعيسى بن طلحة، وكان لإسلام الصحابى طلحة قصة، فكان ذات مرة مسافرا للتجارة لأرض بصرى، وهناك التقى راهبا وأخبره أن الله سيبعث نبيا وهذا النبي سيخرج من مكة، وأن الأنبياء أنبأت عن هذا النبي، فكان طلحة في شوق لظهور هذا النبي، وبعد أن عاد من تجارته علم أن عمه تبع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقال، عمي أبوبكر ومحمد يجتمعان على شيء واحد أكيد هو ليس بضلال، فأنا أعرفهما جيدا ولم أرى منهما ولا كذبة واحدة، أفيكذبان على الله؟ فأسرع طلحة بن عبيد الله لهما وأعلن إسلامه وكان من السابقين في الإسلام.

 

وهاجر إلى المدينة المنورة مع المهاجرين المسلمين، وعُرف عنه الجود والكرم، وكان ينفق ثروته كلها على المسلمين وفي سبيل الله، ولقد كان لمّا أَسلم الصحابى طلحة بن عبيد الله فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الصحابى الزبير بن العوام بمكة قبل الهجرة إلى المدينة، ولم يهاجر طلحة إلى الحبشة لأنه كان من أكابر قريش، فلم يكن يناله من العذاب ما ينال ضعفاء المسلمين، فلم يحتج للهجرة إلى الحبشة، وكذلك أبو بكر الصديق، حيث كانا من بني تيم وهي قبيلة كبيرة لها منعة، ولقد هاجر طلحة إلى المدينة المنورة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان في تجارة في الشام، وفي طريق عودته إلى مكة لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضى الله عنه.

 

وهما في طريقهما إلى يثرب، فكساهما من ثياب الشام، ثم عاد إلى مكة وأخذ أهل بيت أبي بكر وخرجوا مهاجرين إلى المدينة، فعن سعد بن أبي وقاص قال ” لما ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الخرار فى هجرته إلى المدينة، فكان الغد لقيه طلحة بن عبيد الله جائيا من الشام فى عير، فكسا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر من ثياب الشام، وخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن من المدينة من المسلمين قد استبطئوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، السير، ومضى طلحه إلى مكة حتى فرغ من حاجته، ثم خرج بعد ذلك مع آل أبى بكر، فهو الذى قدم بهم المدينة” ولمّا هاجر طلحة بن عبيد الله إلى المدينة نزل على أسعد بن زرارة.

 

وآخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين أبي أيوب الأنصاري وهو القول الأشهر، وقيل بينه وبين كعب بن مالك، وقيل بينه وبين سعيد بن زيد، وقيل بينه وبين أبي بن كعب بن قيس، وقد رُوى أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد اختار له موضع داره، فعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال ” جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، لطلحة موضع داره” ولقد كانت العلاقة بين الصحابى طلحة بن عبيد الله والصحابى عثمان بن عفان في عهد خلافته على أحسن ما يرام، لما يجزل له عثمان من الأعطيات، وحين بدأت الثورة على الخليفة، انحاز طلحة إلى عثمان، إلا أنه لما ساءت الأمور، انحاز طلحة إلى مطالب الثوار، وكما جاء في حكاية اغتيال الزبير بن العوام.

 

فإن طلحة والزبير، بعدما بايعا الإمام علي بن أبي طالب، سرعان من انقلبا عليه، وحين استعرت موقعة الجمل، دعا الإمام علي بن أبى طالب، الصحابى طلحة وقال له ” يا طلحة، أجئت بعروس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقصد السيدة عائشة تقاتل بها، وخبأت عروسك في البيت؟ فاستحى طلحة وترك ساحة المعركة، لكن مروان بن الحكم لحقه، ثم رماه بسهم أصابه في رقبته خارجا من فمه، وفي رواية أخرى وهي الأشهر، فإن مروان تسلل وراءه فرماه بسهم وقع في ركبته، ثم التفت إلى أبان بن عثمان وقال له ” قد كفيناك بعض قتلة أبيك” وقد شهد طلحة بن عبيد الله غزوة أحد مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان فيمن ثبت معه يومئذ حين ولى الناس، وبايعه على الموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى