دين ودنيا

الإمام الأكبر خلال كلمته في مؤتمر جامعة الأزهر.

الإمام الأكبر خلال كلمته في مؤتمر جامعة الأزهر.

متابعة أزهار عبد الكريم

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف،

إنَّ الأزمة الجديدة التي تضرب عالمنا اليوم هي أزمة البيئة والمناخ، وإن أخطارها من ارتفاع درجات الحرارة،

واندلاع الحرائق في الغابات، وسقوط الثلوج في البحار والمحيطات، وانقراض كثير من أنواع الحيوان والنبات،

كل ذلك بدأت تظهر بوادره واضحة للعيان، وبصورة مزعجة حملت المسؤولين في الشرق والغرب على إطلاق صيحات الخطر،
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر، خلال كلمته في مؤتمر جامعة الأزهر «تغير المناخ؛ التحديات والمواجهة» أن إزاء هذه المفارقة المعكوسة في ضبط العلاقة بين التقدم المادي والتقهقر الخلقي في حضارة الإنسان المعاصر

، توقع الفلاسفة والمفكرون خطرا ماحقا سيحل بالإنسانية كلها، وقد يعود بها إلى عصور ما قبل التاريخ..

وقد نبَّه كثيرٌ منهم إلى أن هذا الخطر بدأت تبدو نُذُره على استحياء مع حلول القَرنِ التاسع عشر،

وهو القرن المعروفُ بقرن مذهب النشوء والتطر، والانفجار المعرفي في المذاهب العلمية، والمدارس الفلسفية على مختلف مشاربها،

بل قرن الثورةِ على المظالم الاجتماعية وعوامل التخلف البشري، لكنه -مع كل ذلك- كان قرن التوسع في استعمار الشعوب،

والتسلط على مقدراتها وسرقة ثرواتها، وتدمير قيمها وثوابتها، بل كان القرن الذي سخر فيه «العلم»

بموضوعيته وحياديته لخدمة مطامع الاستعمار ونزاعاته السياسية،

يدلنا على ذلك الدعوات العلمية الزائفة التي كانت تروج في ذلكم القرن لامتياز أجناس الشمال

وتفوقها العقلي والحضاري على سائر الأجناس البشرية،

وأن الجنس الآري هو صاحب الفضل الأوحد «في كل فتحٍ من فتوح العلم والثقافة والحضارة» قديمًا وحديثًا،

وأنَّ أمريكا نفسها -فيما يقولُ عملاق الأدب العربي الحديث: العقاد-: «لم تخل من نصيبها من هؤلاء الدعاة،

وكيف لا! وقد كانت ميدان نزاعٍ بين الأجناس البيضاء والحمراء والسوداء، بل ميدان مفاخرة بين المهاجرين الآباء أنفسهم،

سيذيقهم من جنسِ إفسادهم لعلهم ينتهون عن إفسادهم: “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” [الروم: 41].

وفي هذه الآية ما فيها من إعجازٍ وصف الواقع الذي يعيشه النَّاس اليوم وتصويره تصويرًا دقيقًا.

 

وَذَكَّرَ شيخ الأزهر بتحذير القرآن الكريم من أنَّ فتنة الفساد في الأرض إذا وقعت فإن كوارثها لا تقتصر على المتسببين وحدهم،

وإنَّما تكرثهم وتكرث معهم من سكت على جرائمهم: “وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” [الأنفال: 25].

وفي نهاية كلمته، تقدم فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف،

بخالص الشكر الجزيل للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهوريَّة على تكرمه بوضع مؤتمر جامعة الأزهر تحت رعايته الكريمة

مما كان له أكبر الأثر في إتمام هذا المؤتمر على هذا الوجه المشرف إعدادًا ودقَّةً ونظامًا.

وتعقد جلسات مؤتمر جامعة الأزهر، المؤتمر العلمي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة،

تحت عنوان: «تغير المُناخ؛ التحديات والمواجهة»، على مدار ثلاثة أيام (السبت، الأحد والاثنين)، من 18 إلى 20 ديسمبر 2021م،

بقاعة المنارة بالتجمع الخامس، انطلاقًا من سعى الأزهر الشريف لعقد عدد من المؤتمرات والندوات وورش العمل تمهيدًا وتحضيرًا

ودعمًا لمؤتمر الأمم المتحدة COP27 الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى