مقال

نفحات إيمانية ومع صفات المؤمنين فى القرآن الكريم ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع صفات المؤمنين فى القرآن الكريم ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن هناك فرق بين الاسلام والايمان فالاسلام له شكل ظاهري قانوني فمن تشهد بالشهادتين بلسانه فهو في زمرة المسلمين وتجري عليه أحكام الاسلام، أما الايمان فهو أمر واقعي وباطني ومكانه قلب الانسان لا ما يجري على اللسان أو ما يبدو ظاهرا، فالاسلام ربما كان عن دوافع متعددة ومختلفة بما فيها الدوافع المادية والمنافع الشخصية، إلا أن الايمان ينطلق من دافع معنوي ويسترفد من منبع العلم وهو الذي تظهر ثمرة التقوى اليانعة على غصن شجرته الباسقة، وإذا دققنا في آيات الله عز وجل نجد أنه يصف المؤمنين مشيرا الى جانبين إحدهما معنوي وروحاني وباطني، والآخر عملي وخارجي، مبينا بذلك خمسة صفات بعبارة موجزة غزيرة المعنى.

 

ولقد بين الله سبحانه وتعالى أنه خلق الجن والإنس ليعبدوه، فقال عز وجل فى سورة الذاريات ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” والمعنى هو إلا ليخلصوا لي العبادة ويفردوني بها ويطيعوا أمري وينتهوا عن نهيي، وهذه هي العبادة، وطاعة أوامره سبحانه وترك نواهيه عن إخلاص له سبحانه وعن إيمان به وبرسله وعن رغبة ورهبة وعن تصديق لأخباره وأخبار رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وعن وقوف عند حدوده عز وجل وقد أمرهم بذلك فقال تعالى فى سورة البقرة ” يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون” وهذا يعم الذكور والإناث، والجن والإنس، والعرب والعجم، وقال عز وجل فى سورة النساء.

 

” واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا” وعلمهم عز وجل في سورة فاتحة الكتاب وهي “الحمد” أن يسألوا الله الهداية لصراطه المستقيم، وهو دينه الذي جاء به نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، وهو الإسلام والإيمان والهدى والتقوى والصلاح، فقال عز وجل ” الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين” وهذا كله ثناء على الله سبحانه وتعالى، وتوجيه للعباد إلى أن يعترفوا بأنه المعبود بالحق، وأنه المستعان في جميع الأمور سبحانه وتعالى، ثم علمهم أن يقولوا بعد ذلك ” اهدنا الصراط المستقيم” وذلك لما حمدوه وأثنوا عليه واعترفوا بأنهم عبيده، وأنه المستعان وحده، فعلمهم عز وجل أن يقولوا” اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين”

 

والصراط المستقيم هو دينه، وهو الإسلام والإيمان والعلم النافع والعمل الصالح، وهو طريق المنعم عليهم من أهل العلم والعمل، وهم أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن تبعهم بإحسان ومن سبقهم من الرسل وأتباعهم، فهذا هو الصراط المستقيم، صراط من أنعم الله عليهم، وهم الذين عرفوا الحق وعملوا به، فهذا الصراط هو دين الله، وهو ما بعث الله به نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، من العلم والعمل، من العلم النافع والعمل الصالح، وهو الهدى ودين الحق الذي بعث الله به نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، وهو ما بينه في كتابه عز وجل، فهذا الصراط العظيم هو فعل الأوامر وترك النواهي التي بينها سبحانه في كتابه العظيم.

 

وعلى لسان رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، فالواجب على أهل الإسلام أن يتدبروا كتاب الله ويتعقلوه، وهو القرآن، ويتعلموا سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ويستقيموا عليهما، ففي كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، بيان الأوامر والنواهي التي جاء بها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وفيها بيان الأخلاق التي مدحها سبحانه وأثنى عليها من أخلاق المؤمنين وأخلاق المؤمنات وصفاتهم وأعمالهم، ومن تدبر كتاب الله وتعقله وجد ذلك، ومن تدبر السنة وهي سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأحاديثه، من تدبرها وجد ذلك وعرف ذلك، ومن ذلك ما أوضحه الله سبحانه في آخر سورة الفرقان، فكل هذا من أخلاق أهل الإيمان من الرجال والنساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى