مقال

نفحات إيمانية ومع الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإسلام هو الدين الشامل، فإنه ينتاب الإنسان شعوران وهو يُنبّأ بخبر إسلام شخصية مشهورة، فالأول هو الفرح لها لانتمائها إلى هذا الدين، والثاني الحزن على أنفسنا لأننا فقدنا تذوق كثير من معاني هذا الدين العظيم إذ إننا نرى أن إسلام كثيرين نبع عن تأثر بشيء بسيط يرتبط بتعاليم هذا الدين العظيم تلقته نفوسهم بشغف بل باندهاش، أما نفوسنا التي نخشى أن يكون قد طال عليها الأمد فنراها لا تأبه بأعظم من هذه المعاني البسيطة التي دفعت من هم فى ذروة الشهرة إلى ترك كل هذه الظلال الزائلة والدخول فى حديقة الإسلام العطرة، وهكذا فإن هذا الدين يسير بأمر الذات الإلهية، فلا يرتبط بأشخاص ولا يعتمد على قوة بشرية.

 

ويتجلى سر هذا المعنى في أنه لو كان الإسلام مرتبطا بالمسلمين فإن حالهم لا يغري أحدا بالانضمام إليهم، لكن هذا الدين دين يخاطب الإنسان يخاطب روحه وعقله وقلبه، إنه يجيب عن أهم سؤال وهو لم أنا موجود؟ بل ويتعدى هذا إلى الإجابة عن أكثر أسرار الكون غموضا فهو يكشف للإنسان مصيره بعد وفاته ومفارقته لهذه الدنيا، ويفصل له مراحله كلها من المهد إلى اللحد، وإلى ما بعد اللحد، ولقد خاض المسلمون الأوائل حربا قاسية، في سبيل إعلاء كلمة الحق من عقيدة التوحيد أمام صناديد قوى الشرك والكفر القائمة في ذلك الوقت، فاستطاع أن يغزوها ويزيلها لأن الصدام كان بين عقيدة حق وباطل، وحينما تخلى المسلمون اليوم عن عقيدتهم.

 

وغرقوا في ملذاتهم وشهواتهم، وتمسكوا بالباطل، في الوقت الذي أصبح لأعدائهم عقيدة ولو باطلة انتصرت العقيدة الباطلة، فإذا رجع المسلمون إلى عقيدتهم سينتصرون، ولقد أصبح النفاق هو الذي يسود أرجاء المجتمعات الآن، فلا تجد من يصدع بكلمة الحق، لذا فقد غرقت المجتمعات في مستنقع من الكذب والوهم، وليتك تسكت فقط عن قول الحق، بل إنك تزين الباطل في عيون من يفعله، وهكذا يصبح المرتشي مؤديا لعمله بإخلاص، ويصبح السارق بطلا، إلى غير ذلك من النماذج المشوهة التي أصبحت تملأ حياتنا، لتشكل هياكل الطموحات التي يتطلع الناس للوصول إليها، فحينما يهم المرء بقول كلمة الحق تتصاعد إليه عدة جمل تنكر عليه قول الحق وأنا مالي؟

 

أو يقول هوه أنا مصلح الكون؟ وغيرها من مثبطات قول الحق، فإذا ما شجعه شخص على التجرؤ لكي يقول الحق، يتخذه الناس عبرة، ويقولون ” أوعى تعمل زى فلان، ده حصل له كذا وكذا” فإن قول الحق والتخلص من الكذب والنفاق، هو طريق المجتمع نحو التقدم، ومن الواجب أن أول من ينطق بكلمة الحق هم الدعاة إلى الله والعلماء والمربون، فعلى الدعاة اليوم العمل على إخراج الناس من هذا المستنقع العفن الذى تردوا فيه من عدم قول كلمة الحق أو الاحتفاء بها، وكأن الأمر لا يعنيهم، ويكون ذلك بطرح النماذج المشرقة لسلف الأمة، الذين وقفوا وقفات مشرفة ضد أهل الباطل أو من بيدهم الأمر، ولقد كان اهتمام العلماء بالوقوف بالأمر بالمعروف.

 

والنهي عن المنكر، وبيان الحق والدعوة إليه، وبيان الباطل والتحذير منه من أهم سمات المسلمين الأوائل، فعلى كل منا أن يسأل نفسه هل قضى ما عليه فيما يرى من منكرات في مجتمعاتنا وفي أسواقنا؟ وهل قام كل منا بالواجب الملقى على عاتقه، ولم تأخذه في الله لومة لائم؟ أم أنه بدأ يحسب ويضرب أخماسا في أسداس وتخاذل في نهاية المطاف عن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب على كل قادر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم ” من رأى منكم منكرا فليغيرة بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى