محافظات

حكاية ميدان بالواحات…….

حكاية ميدان بالواحات

كتب / محمد مجدى سيد يماني

والنهاردة هانعيش مع اقدم ميدان في مدينة موط بمركز الداخلة الشقيق التوأم لمركز الخارجه الوادى الجديد ..

▪مدينة موط يصفها المؤرخين “بواحة الملائكة” لانها إحدى الواحات اللى احتمي بها المسيحيين من بطش الرومان في العصور الأولي للديانة المسيحية ..
تاريخ مدينة موط بيمتد عبر القرون إلى عام 1000 قبل الميلاد، وهو تاريخ لوحة المياه الشهيرة التي تزين معبد الإله آمون أحد الالهة القديمة في مصر الفرعونية وجاءت تسمية الواحة نفسها نسبة إلى “موت” وهو اسم زوجة الإله آمون.

▪المدينة القديمة كانت تقع على تلة او تبه من التباب اللى اشتهرت بيها موط بحسب موقعها الجغرافي ، وكان سكان الواحات زمان يقوموا ببناء المدن فوق التباب ويتم احاطتها بالاسوار علشان حمايتها من اللصوص والنهابه ..

▪في سنة ١٩١٧م تم توحيد الداخلة والخارجه في محافظة واحدة سميت بمحافظة الجنوب ، والانجليز اتخذوا مقر لادارة الواحات الداخلة وعاصمتها موط ، وكان قبل التاريخ ده كل واحة منفصلة عن الأخرى، ولو رجعنا لزمن بعيد هانعرف ان القصر وبلاط والقلمون كانوا مقر للحكم في الداخلة في ازمنة متلاحقة منذ الفتح الاسلامي لمصر وكان مقر الحكم دايما بيتم منة ادارة الواحات عموما ..

▪بعد انتقال نظام الادارة لموط بدأت محافظة الجنوب بالاهتمام بالمدينة بالتوازى مع الخارجه .. فتم انشاء مقار للادارة و المدارس والبساتين وحفر الآبار وتعيين موظفين تابعين للمحافظة وضم مركز الشرطة بالداخلة لمحافظة الحدود .. ومن مشاريع التعليم في موط الداخلة ان سلاح الحدود أنشأ اول مدرسة للمكفوفين سنة ١٩٢٥ م وكانت تجربة رائعة وكانوا بيدربوهم فيها على الحرف اليدوية البسيطة مثل الخوص والخزف وخلافة .. لكن المدرسة لم تستمر بسبب انتشار التعليم والتعليم الفني ..

▪ميدان الجامع الكبير بموط هو اكبر واقدم ميدان في المدينة وفيه المسجد الكبير اللى اتفق غالبية المعاصرين انه تم انشاؤة عام ١٩٣٦م اي في نفس السنة تقريبا التى تم انشاء فيها المسجد الكبير بالخارجه ..

▪ويعتبر مكتب بريد موط الرئيسي من اقدم المبانى الحكومية في الميدان واللى تم انشاؤة سنة ١٩٠٧م ولازال في مكانة غرب المدينة القديمة حتى اليوم ، وكان من قدامى الموزعين بالبريد عم بسيوني الله يرحمة ويحسن الية كان يعرف موط كلها واحد واحد وبالاسم والعيلة ..

▪من حولى ٣٠ سنة كان ميدان الجامع الكبير بموط فية حديقة كثيفة الاشجار بجوار المسجد وحاليا تم ضمها ضمن مساحة المجمع الاسلامى بعد تطويرة ، وكان فية فرع لشركة بيع المصنوعات تم غلقة حاليا ، ومقر ادارة اوقاف الداخلة ومحل عم سيد رفاعي ومطعم القلمونى وعربية الفول لعم بشندى وكنا بناكل من عندة احلى فول الصبحية .. ومش هاقدر اذكر كل المحلات في الميدان خشية السهو والنسيان ..

▪واخيرا وشرقي الميدان كانت تظهر صورة البيوت وهي تصعد في مرتفع عالى ويمر وسطها دروب كنا نمشي فيها وتوصلنا خلف القرية السياحية امام الفرن ، النهاردة ازيلت كل البيوت القديمة وبقي من المدينة اطلال ذابت وسط الكتل الخرسانية وبقيت الذكريات القديمة للمدينة الجميلة وبيوتها اللى كانت باردة في اشد ايام الصيف حرارة ودافئة في اشد ايام الشتاء برودة ..

▪ وكما قال المثل ” اهل مكة ادرى بشعابها ” وهانترك المجال لاهلنا من موط يكلمونا عن مزيد من ذكريات زمان وميدان الجامع الكبير وايام الزمن الجميل ..

اعدها : محمود عبد ربه
المصادر
كتاب الواحات المصرية جزر الرحمه وجنات الصحراء
كتاب عرائس في الرمال للجوهري
ذكرياتى في موط في ١٩٩٤م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى