مقال

نفحات إيمانية ومع قطبة بن عامر الأنصاري ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع قطبة بن عامر الأنصاري ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع قطبة بن عامر الأنصاري، وكانت معه راية بني سلمة يوم الفتح، وجُرح يوم أحد تسع جراحات، ورمى يوم بدر حجرا بين الصفين، وقال لا أفر حتى يفر هذا الحجر، وكان في شهر صفر فى السنة التاسعه من الهجرة، فقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم، قطبة أميرا على سرية من عشرين رجلا إلى أحد أحياء خثعم، وخثعم حلف قبلي من أنمارية كهلانية سبئية، وهو من قبائل جنوب الجزيرة العربية، وكانوا يشتركون بصنمهم ذو الخلصة مع قبيلة بجيلة وهى الكعبة اليمانية، وقد أمره النبى صلى الله عليه وسلم أن يشن الغارة، فغنموا وعادوا، وكانت بناحية تبالة، وعندما أمره النبى صلى الله عليه وسلم أن يشن الغارة عليهم.

 

فخرجوا على عشرة من البعير، يتعقبونها فأخذوا رجلا فسألوه فاستعجم عليهم فجعل يصيح بالحاضر ويحذرهم فضربوا عنقه، ثم أمهلوا حتى نام الحاضر فشنوا عليهم الغارة فاقتتلوا قتالا شديدا، حتى كثر الجرحى في الفريقين جميعا وقتل قطبة بن عامر من قتل وساقوا النعم والشاء والنساء إلى المدينة، وفي القصة أنه اجتمع القوم وركبوا في آثارهم فأرسل الله سبحانه عليهم سيلا عظيما حال بينهم وبين المسلمين فساقوا النعم والشاء والسبي وهم ينظرون لا يستطيعون أن يعبروا إليهم حتى غابوا عنهم، ثم كانت سُهمانهم بعد ذلك أربعة أبعرة لكل رجل والبعير يُعدل بعشرة من الغنم، وكما كان قطبة سببا في نزول الآية الكريمة من سورة البقرة.

 

” يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى، وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون ” وذلك أنه كانت قريش من الحُمس فكانوا يدخلون من أبواب البيوت، وكانت الأنصار يدخلونها من ظهورها، فبينا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في بستان ومعه أناس من أصحابه، فخرج من البستان ومعه قطبة بن عامر، فقال أناس يا رسول الله، إن قطبة رجل فاجر، قال وما ذاك؟ فأخبروه، فقال يا رسول الله، إنك خرجت، فخرجت، قال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “فإنى أحمسى” قال قطبة “ديني دينك ” فنزلت هذه الآية الكريمة على النبى صلى الله عليه وسلم.

 

وروى أبو صالح، عن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو مُحرم باب بستان، فأَبصره قطبة بن عامر الأَنصاري، أَحد بني سلمة، فاتبعه، فأبصره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له ” ما أدخلك وأنت محرم؟ ” فقال يا رسول الله، رضيت بهديك ودينك وسمتك، فأنزل الله عز وجل فى الحال على لسان النبى صلى الله عليه وسلم من سورة البقرة ” ليس البر بأنوا تأتوا البيوت من ظهورها” وهو الصحابي الجليل قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد السلمى الأنصارى، أبو زيد وقد شهد بيعتي العقبة الصغرى والكبرى، وكان من أول من أسلم من الأنصار، وقد شهد بدرا وأحدا، وكان من الرماة المذكورين يوم أحد.

 

وجُرح يومئذ تسع جراحات، كما شهد الخندق والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت معه راية بني سلمه فى يوم الفتح، وأبو زيد بن عمرو بن حديدة، اسمه قطبة، كانت أمه هى زينب بنت عمرو بن سنان بن عمرو بن مالك بن بُهثَة بن قطبة بن عوف بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى بن عمرو بن أسلم، وكان لقطبة من الولد أم جميل، وهي من المبايعات، وأمها هى أم عمرو بنت عمرو بن خليد بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة، وتوفى قطبة بن عامر في خلافة الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان، وهكذا كانت الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ولكن كيف تقتدي أخى الكريم برسول الله صلى الله عليه وسلم؟

 

وهو أن تشارك صديقك في السراء والضراء وواسه وكن وفيا له مقتديا في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأن تخلص النصح لصديقك واحرص على مصلحته ونصحه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” متفق عليه، وأن تحسنِ اختيار أصدقائك، فالمرء مرآة لصاحبه، وأن تشاور أصدقاءك فيما يجمعكم، ولا تنفرد برأيك دونهم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه، وكن هينا، لينا ولا تتعالى على أصدقائك وتتفاخر عليهم، أو تزدريهم وتسخر منهم، و تخلق بأخلاق الإسلام تكن مقتديا به صلى الله عليه وسلم وتكن خير الأصدقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى