مقال

الرسول في غزوة العشيرة “جزء 2”

الرسول في غزوة العشيرة “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع الرسول في غزوة العشيرة، ولقد هاجر أبو سلمة مع زوجته أم سلمة وهى السيدة هند بنت أبي أمية المخزومية إلى الحبشة الهجرة الأولى، وعاد منها مع عثمان بن مظعون بعدما بلغه إسلام قريش، فأجاره خاله أبو طالب بن عبد المطلب، وعاد فهاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة، ثم عاد وهاجر إلى يثرب، وكانوا من أوائل من هاجر من المسلمين إليها، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إليها، صحبه أبو سلمة، وآخى بينه وبين سعد بن خيثمة، وقد شهد أبو سلمة غزوة بدر مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكما شهد غزوة أحد وهى التي أصيب فيها بجرح غائر في عضده، أقام يداويه شهرا بعد العودة إلى المدينة المنورة.

 

ثم أرسل له النبي صلى الله عليه وسلم، وعقد له لواء جمع فيه سرية من مائة وخمسمون رجل من المهاجرين والأنصار للإغارة على بني أسد، ثم رجع إلى المدينة، فانتقض عليه جرحه، وتوفي من أثر الجرح في جمادى الآخرة فى السنة الرابعة من الهجرة، وكان لأبي سلمة من الولد سلمه وعمر وزينب ودرة من زوجته السيده أم سلمة، وقد حدثت غزوة العشيرة بعد غزوة سفوان، وهي الغزوة الثانية في التاريخ الإسلامي، وكان سبب هذه الغزوة سببا اقتصاديا بالدرجة الأولى، خصوصا أن كفار قريش استولوا على أموال المهاجرين من المسلمين بعد أن تركوها في مكة وهاجروا إلى المدينة، ولذلك كان لا بد من اعتراض قوافل قريش التي تمر ما بين مكة والشام.

 

وتمر بالقرب من المدينة لاسترداد جزء من أموال المسلمين، لذلك كان السبب المباشرة لهذه الغزوة هو لاعتراض عير لقريش كانت ذاهبة إلى الشام بغرض التجارة، وفي صحيح مسلم من حديث أبي إسحاق السبيعي قال قلت لزيد بن أرقم كم غزا النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال تسع عشرة غزوة أولها العشيرة أو العشيراء، وأما عن زيد بن أرقم، فهو زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك، بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، الأنصاري، الخزرجى، وهو أبو عمرو ويقال أبو عامر،ويقال أبو سعيد المدني، وكان زيد بن أرقم يتيما في حجر عبد الله بن رواحة، وقد نزل الكوفة وابتنى دارا بالكوفة في كندة.

 

وقد غزا مع النبى صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة, ولقد تقدم للقتال يوم أحد فرده النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لصغر سنه مع عبد الله بن عمر بن الخطاب والبراء بن عازب، وأبا سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله وزيد بن جارية وسعد بن حبته، ويقال أول مشاهده مع الرسول صلى الله عليه وسلم، هى المريسيع وقيل أول مشاهده الخندق، وقد أنزل الله تصديقه في سورة المنافقون وكان ذلك في غزوة بني المصطلق، وقيل في غزوة تبوك، وشهد زيد بن أرقم مع علي بن أبى طالب، معركة صفين، وهو معدود في خاصة أصحابه، وزيد بن أرقم، وهو الذي رفع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، عن عبد الله ابن أبيّ بن سلول.

 

قوله ” لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل” فأكذبه عبد الله بن أبيّ وحلف أن زيد بن أرقم كاذب، فأنزل الله تصديق زيد بن أرقم، فتبادر أبو بكر وعمر إلى زيد ليبشراه فسبق أبو بكر عمر فأقسم عمر ألا يبادره بعدها إلى شيء، وجاء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فأخذ بأذن زيد وقال ” وفت أذنك يا غلام ” وتوفى بالكوفة سنة سته وستين من الهجرة، وقال محمد بن سعد وآخرون توفى سنة ثمان وستين من الهجرة، وعن عمار بن ياسر قال، كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقام به شهرا فصالح بها بني مدلج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى