اخبار مصر

الشركات المصرية بين التغيير والتدريب “الجزء الأول”

الشركات المصرية بين التغيير والتدريب “الجزء الأول”

 

بقلم د/مصطفى النجار

 

تهتم الشركات المصر بالتغيير ، وذلك لتغير الكثير من عناصر البيئة الخارجية ، والتى تتمثل فى تغير الأسواق وتفضيلات العملاء وظهور منتجات جديدة و منافسين جدد وغير ذلك ، مما يفرض على الشركات المصرية وغيرها ضرورة القيام بالتغييرات المناسبة لمواكبة التغيرات فى بيئتها الخارجية ، وإلا حكمت على نفسها بالفشل والخروج من السوق، بما يخلفه ذلك من آثار اجتماعية واقتصادية وخيمة على المجتمع والاقتصاد المصرى.

 

وتتعدد مجالات التغيير داخل الشركات كالتغيير فى التكنولوجيا والهياكل التنظيمية والاستراتيجيات والسياسات ونظم الإنتاج والعنصر البشرى، وتولى الشركات المصرية اهتماما كبيرا لمعظم مجالات التطوير، فتنفق الكثير على تطوير التكنولوجيا ونظم الانتاج ، غير أنها تهمل التغيير فى العنصر البشرى، والذى يعتبر العنصر الحرج فى عملية التغيير، والذى بدون تطويره لن ينجح التغيير فى أى من المجالات، فهو الذى يتعامل مع عناصر التغيير الأخرى كالتكنولوجيا الجديدة والاستراتيجيات ونظم الانتاج ، وهو العنصر الذى يقوم بالتنفيذ فى كل مجالات التغيير، فهو المحدد الرئيس لنجاح عملية التغيير ، ولذا يفشل التغيير فى الكثير من الشركات المصرية.

 

وقد أثبتت الكثير من الدراسات العلمية وعمليات التغيير العملية أن إهمال آثار التغيير على العنصر البشرى والقصور فى تهيئتة ، وعدم الاهتمام بالتفاعلات النفسية للموظفين تجاه التغيير أحد أهم أسباب الفشل فى تطبيقه (Derya and Gökhan – 2013) بما يسببه ذلك من ردود أفعال سلبية ، ولذا يعتبر التحدى الرئيس للتغيير بلا شك ما يفعله الموظفون ، والحاجة لتشكيل سلوكياتهم (Kotter and Cohen – 2002) بما يتوافق مع التغيير ، حيث يُشير رد فعل الموظفين تجاه التغيير إلى “الاستجابة الإدراكية والعاطفية والسلوكية للموظفين تجاه التغيير والتى تتدرج من مقاومتة إلى الالتزام به أثناء عملية التغيير”Stensaker, et al-2012)) .

 

وتعتبر الثقافة التنظيمية أحد أهم العوامل التى تحدد معايير وسلوك الموظفين ، لذلك فمن الضرورى وضعها فى الاعتبارعند تخطيط وتنفيذ التغيير التنظيمى ، حيث تُشير إلى ” نموذج الافتراضات الأساسية والمعتقدات والقيم المشتركة لعناصر المنظمة التى تُحَدِد المعايير ونماذج السلوك التى تنشأ من تلك المعاييرلتحقيق التكيف الخارجى والتكامل الداخلى ” (Johns, G. & Saks, A –2014).

 

فعلى الشركات المصرية ضرورة مراعاة الجوانب الثقافية التى تؤثر سلبا على عملية التغيير ، وما ينشأ عنها من تفاعلات نفسية للموظفين، كضعف الإحساس بضرورة التغيير، والارتباط النفسى بالحالة الراهنة، وخوف الموظفين من آثار التغيير على الرواتب، والخوف من عدم القدرة على التعامل مع التكنولوجيا والاستراتيجيات والأوضاع الجديدة، مما يكون سببا فى مقاومتهم للتغيير أو على أفضل تقدير ضعف التزامهم به، ويؤثر ذلك بالطبع على مدى النجاح فى تطبيق التغيير وقد يؤدى لفشله، وتكبيد الشركات الكثير من الخسائر.

 

وإذا كانت التغيير سبيلا لتطوير الشركات، فإن التدريب أحد الآليات لتطوير العنصر البشرى وتهيئته ليكون داعما لعملية التغيير، ويمكن لإدارة الموارد البشرية كوكيل للتغيير أن تستخدم الكثير من طرق التدريب لتهيئة الموظفين لدعم التغيير.

فعلى سبيل المثال يمكن لإدارة الموارد البشرية استخدام – – –

 

ونكمل أن شاء الله فى الجزء الثانى تجنبا للإطالة

حفظ الله مصر

تحياتى وتقديرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى