مقال

سيرين بنت شمعون ” جزء 2″

سيرين بنت شمعون ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع السيدة سيرين بنت شمعون، وفي رواية أخرى تقول أنه بعث المقوقس بطبيب ولكن النبي صلى الله عليه وسلم، ردّه قائلا ” اذهب لا حاجة لنا بك، نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع ” ويقال أنه تم حفظ رسالة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلى المقوقس في دير أخميم المسيحي في مصر، وهناك ألصقها راهب على كتابه المقدس، وقد كانت الرسالة مكتوبة على ورق الرق، وقيل أنه من هناك، حصل عليها مستشرق فرنسي وباعها إلى السلطان عبد المجيد العثماني، مقابل ثلاثه مائة جنيه استرليني، وقد ثبّت السلطان الرسالة في إطار ذهبي وحفظها في خزانة القصر الملكي، إلى جانب الآثار الأخرى المقدسة، وقد أكد بعض العلماء المسلمين أن الرسالة كتبها أبو بكر الصديق.

 

ولقد كانت السيده سيرين بنت شمعون، مع أختها مارية بنت شمعون على دين المسيحية فتركاه ودخلتا في الإسلام، فتزوج النبي صلى الله عليه وسلم، من السيده مارية وأهدى أختها سيرين إلى شاعره حسان بن ثابت فأنجبت له عبد الرحمن، وحسن إسلامها، ومارية بنت شمعون القبطية هى أخت السيده سيرين وهى آخر زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، ويرى فقهاء من أهل السنة والجماعة أنها جارية أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم، وأخذت حُكم أمهات المؤمنين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون أن تعد منهن، وقد أنجبت مارية للرسول صلى الله عليه وسلم، ثالث أبنائه إبراهيم، الذي توفي وهو طفل صغير.

 

وهي الوحيدة التي أنجبت للرسول من بعد زوجته الأولى خديجة بنت خويلد، وكلمة قبط، كان يقصد بها أهل مصر، وكان أبوها عظيم من عظماء القبط، كما ورد على لسان المقوقس في حديثه لحامل رسالة الرسول إليه، ولدت مارية في مصر في قرية حفن من كورة أنصنا، وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم، أربع إماء، منهم مارية، وقال أبو عبيدة كان له أربع، مارية وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش، وكان زوج السيدة سيرين هو حسان بن ثابت الأنصاري وهو شاعر عربي وصحابي من الأنصار.

 

وينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، كما كان شاعرا معتبرا يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، ثم أسلم وصار شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، كما كان شاعرا بعد الهجرة، وقد توفي أثناء خلافة علي بن أبي طالب وحسان بن ثابت هو من قبيلة الخزرج، التي هاجرت من اليمن إلى الحجاز، وأقامت في المدينة مع الأوس، وقد ولد في المدينة قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، بنحو ثماني سنين، وقيل أنه عاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة أخرى، وشب في بيت وجاهة وشرف، منصرفا إلى اللهو والغزل.

 

وهو من بني النجار أخوال عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم، ويروى أن أباه ثابت بن المنذر الخزرجي كان من سادة قومه، ومن أشرفهم، وأما أمه فهي الفزيعة بنت خنيس بن لوزان بن عبدون وهي أيضا خزرجية، وقد أنجبت السيده سيرين ابنها عبد الرحمن بن حسان بن ثابت وهو تابعي وشاعر، وقد كان مقيما في المدينة المنورة، وتوفى فيها، واشتهر بالشعر في زمن أبيه ، وقال حسان فمن للقوافي بعد حسان وابنه ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت، وقد نقل ابن حسان الحديث النبوي عن أبويه، وعن زيد بن ثابت، وعنه ابنه سعيد بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن بهمان، وهو نزر الحديث، وقد ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل أنه عاش فوق التسعين سنة وكانت السيده سيرين، أبوها عظيم من عظماء القبط.

 

وهي من قرية حفن بمحافظة المنيا بصعيد مصر، ومحافظة المنيا هي إحدى محافظات مصر، حيث تقع بين محافظتي بني سويف شمالا وأسيوط جنوبا، وعاصمتها مدينة المنيا، وهي واحدة من أهم محافظات صعيد مصر وذلك بسبب موقعها المتوسط وما تضمه من مواقع أثرية فريدة، وقدمت سيرين إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية في سنة سبع من الهجرة، وقد روي عنها إبنها عبد الرحمن أنها قالت حضر إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، الموت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلما صحت أنا و أختي، نهانا عن الصياح، وغسله الفضل بن العباس ورسول الله صلى الله عليه وسلم، والعباس علي سرير، وكسفت الشمس يومئذ فقال الناس كسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تكسف لموت أحد ولا لحياته ” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى