مقال

الصحابي جعفر بن أبى طالب ” جزء 3″ 

الصحابي جعفر بن أبى طالب ” جزء 3″

بقلم / محمــــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الصحابي جعفر بن أبى طالب، فقال النجاشي “ما هذا الدين؟ قالوا “أيها الملك كنا قوما على الشرك، نعبد الأوثان، ونأكل الميتة، ونسيء الجوار، ونستحل المحارم والدماء، فبعث الله إلينا نبيا من أنفسنا، نعرف وفاءه وصدقه، وأمانته، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده، ونصل الرحم، ونحسن الجوار، ونصلي ونصوم” قال “فهل معكم شيء مما جاء به؟” وقد دعا أساقفته فأمرهم فنشروا المصاحف حوله، فقال لهم جعفر “نعم، فقرأ عليهم صدرا من سورة كهيعص” فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم، ثم قال “إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة التي جاء بها موسى، انطلقوا راشدين، لا والله لا أردهم عليكم ولا أنعمكم عينا” فخرجا من عنده، فقال عمرو بن العاص “لآتينه غدا بما أستأصل به خضراءهم”

 

فذكر له ما يقولون في عيسى، وقد قال شباب علي وجعفر وعقيل أمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وقال الواقدي “هاجر جعفر إلى الحبشة بزوجته أسماء بنت عميس، فولدت هناك عبد الله وعونا ومحمدا” وقال ابن إسحاق”أسلم جعفر بعد أحد وثلاثين نفسا” وقال أبو جعفر الباقر “ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر لجعفر بن أبي طالب بسهمه وأجره” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا نسمي جعفر أبا المساكين، كان يذهب بنا إلى بيته، فإذا لم يجد لنا شيئا أخرج إلينا عكة أثرها عسل فنشقها ونلعقها، وعن عكرمة سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول “ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا، ولا وطئ التراب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب” رواه الترمذي، وفي العام الثامن للهجرة.

 

بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة، وعهد إليه بالإمارة إذا أصيب زيد بن حارثة رضي الله عنهم جميعا، وقد أبلى أحسن البلاء في تلك الغزوة المباركة المشهودة، وأبرز من الشجاعة ما أبهر العدو والصديق؟ وما حدث أنه بعد استشهاد أميره زيد بن حارثة أخذ الراية، كما عهد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذها بيمينه، ولكنه أصيب وقطعت يده اليمين، فأمسك راية المسلمين بشماله، فقطعت هي الأخرى، فأمسكها بعضديه، ولا زال كذلك يجول بين الصفوف وهو ممسك راية المسلمين بعضديه يحثهم على الجهاد والقتال حتى استشهد في سبيل الله، وذكر العلماء من أهل السيرة أنه بعد أن استشهد وانتهت المعركة وجدوا في جسده من الأمام بضع وتسعون ضربة ما بين طعنة ورمية بسهم، وقد اقتحم عن فرس له شقراء في ذلك اليوم.

 

فعقرها ثم قاتل حتى قتل، وقد صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال للصحابة حينها، وقال صلي الله عليه وسلم ” استغفروا لأخيكم فإنه شهيد، وقد دخل الجنة وهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث يشاء من الجنة ” ومن حينها سمي بجعفر الطيار، ودفن جعفر الطيار رضي الله عنه في منطقة مؤتة في بلاد الشام، وله مقام يقع في بلدة المزار الجنوبي في الأردن جنوب مدينة الكرك، واستشهد بمؤتة من أرض الشام، مقبلا غير مدبر، مجاهدا للروم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سنة ثمان من الهجره وقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم عليه حزنا بليغا، فعن السيدة عائشة قالت “لما أتى وفاة جعفر عرفنا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحزن” فكان صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم أسودا في المعارك والنزال.

 

فلقد شهدت ساحات الوغى صولاتهم وجولاتهم التي صدقوا فيها ماعاهدوا الله تعالى عليه، فمنهم من قضى نحبه واستشهد في عهد النبي الكريم صلي الله عليه وسلم، ومنهم من استكمل طريق الجهاد في سبيل الله تعالى والدعوة الإسلامية بعد ذلك منتظرا إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة، ومن بين هؤلاء الرجال العظام والصحابة الكرام الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه والذى أستشهد فى حياة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى