مقال

المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 4″

المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع المرأة والرجل في الإسلام، فعندما يكون الرجل جديا في عمله وحياته، سينعكس ذلك بصورة إيجابية على حياتهما معا، وسيكون عونا وسندا لها، لمحاربة ظروف الحياة الصعبة، والمشاكل والصعاب التي تواجهما، ويكون قادرا على تحمل المسؤولية، ويخطط للمستقبل بشكل مستمر، لعيش حياة مثالية خالية من المشاكل، وأن لديه رغبة جدية وصادقة لتكوين أسرة، وإنجاب الأطفال، وتحمل مصاريفهم وأعبائهم وتربيتهم تربية صالحة والرومانسية تحب المرأة الرومانسية، وتحب أن تسمع الكلام الجميل العذب، مثل إلقاء أبيات من الشعر على مسامعها، وأن يتغزل الرجل بأناقتها وجمالها، ويفاجئها بين الحين والآخر بهدية، حتى لو كانت بسيطة مثل الزهور أو الشوكولاتة، وتحتاج المرأة لرجل لا يفكر فقط برغباته الجنسية.

 

بل يفكر فيها وباهتماماتها، وتحتاج إلى صديق يكون مستمعا جيدا لها، ويتفهمها ويتقبل مشاعرها، ويعزز ثقتها بنفسها، وأيضا من الصفات الحميدة المرغوبة في الرجل هو حس الشجاعة والمغامرة حيث تفضل المرأة الرجل المعتدل المنظم، وفي نفس الوقت لا تفضل الملل وانعدام التجديد، لذلك تبحث المرأة دائما عن رجل يتمتع بحس الشجاعة والمغامرة، لتعيش معه لحظات من الجنون والمتعة، ولتشعر بالأمان معه على الدوام، ولقد أتى على المرأة حين من الدهر، لم تقم لها قائمة، فكانت تائهة عائمة، كانت مسلوبة الإرادة، محطمة العواطف، مهضومة الحقوق، مغلوبة على أمرها، متدنية في مكانتها، مُتصرفا بشؤونها، فكانت عند الرومان تعد من سقط المتاع، وعند اليهود تعتبر نجسة قذرة، واحتار فيها النصارى أهي إنسان له روح ؟ أم إنسان بلا روح ؟

 

ثم انتهى بها الأمر إلى دفنها حية عند العرب الجاهليين، وبعد تلك الويلات وإثر تلك النقمات التي كانت تعيشها المرأة ، جاء الإسلام وأشرق نوره في جميع أصقاع المعمورة، فأعلن مكانة المرأة ورفع قدرها، وأعظم من شأنها فأخذت كامل حقوقها ومن أعظم ذلك الصداق وهو المهر، فالمهر ملك لها وحدها تقديرا لها، ورمزا لتكريمها ووسيلة لإسعادها، بأن لها في مهرها حرية التصرف بضوابطه الشرعية، فهو ملك لها، وليس لأحد من أوليائها أن يشاركها فيه ومن فعل غير ذلك، فأخذ من مهرها ولو شيئا يسيرا بغير إذنها ورضاها، فقد أتى بابا عظيما من أبواب الظلم والتعسف، وأكل الأموال بالباطل، وقد قال الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما، ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا”

 

وقال صلى الله عليه وسلم ” إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ” رواه البخاري، وقيل ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام، فاتقوا الله أيها الأولياء في بناتكم ومن ولاكم الله أمرهن، أحسنوا إليهن، وأكرموهن، وأعطوهن مهورهن، فهذا هو الشرع المطهر، والبنت على كل حال لن تنسى تربية والديها ولن تهمل تعبهما ونصبهما ولن تغفل تعليمها والإنفاق عليها، فقد أوصى الله بالوالدين أيما وصية، فقال تعالى ” وبالوالدين إحسانا” وإنه لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية الزواج لكل من الذكر والأنثى، وما تحققه هذه المؤسسة الصغيرة من استقرار نفسي وإشباع عاطفي وجسدي لدى كل من الشريكين، وكما هو معروف أيضا أهمية هذه المؤسسة الصغيرة للمجتمع، فهي اللبنة الأساسية التي تبني أي مجتمع، إذا صلحت الأسرة صلح المجتمع.

 

وإذا فسدت الأسرة فسد المجتمع، لذلك وجب اتباع أسس لاختيار الزوج وشريك الحياة، لإنشاء لبنة أساسية سليمة يقوم عليها المجتمع، وكذلك تعود على الشريكين بتحقيق الانسجام والاستقرار والراحة والسعادة والطمأنينة فكيف تختارين زوجك لضمان حياة هانئة وناجحة وسعيدة فيجب على المرأة الذكية اختيار زوجها المستقبلي بناء على أسس عقلية ومنطقية، لا على أسس ليس لها أهمية سوى تحقيق المظاهر الخادعة أمام المجتمع، وفي النهاية تعيش من تختار تلك المظاهر الخادعة في ندم إلى آخر العمر، والتالي بعض من الأسس التي تساعد المرأة على اختيار زوج المستقبل اختيارا سليما وهى الأخلاق والدين ومخافة الله من أهم الأمور التي يجب أن تبحث عنها المرأة في زوجها المستقبلي، فهو إن كان على قدر جيد من الدين والأخلاق حفظها ورعاها أفضل الرعاية وخاف الله فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى