مقال

الخليفة الأموي مروان بن الحكم “جزء 1”

الخليفة الأموي مروان بن الحكم “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن الدولة الأموية هم بنو أمية وهم أولى السلالات الإسلامية والتي تولت شؤون الخلافة، وينتسب الأمويون إلى جدهم أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة، وهم من أقرباء رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهم من البيوت الكبرى في قريش، وبيوت الرئاسة فيها، وقد تأخر إسلام معظمهم إلى ما بعد الفتح إلا أن منهم عثمان بن عفان، وهو الخليفة الراشد الثالث وهو من السابقين في الإسلام، وكان من أشهر سادات بني أمية أبو سفيان بن حرب، وهو سيد قريش المطلق بعد غزوة بدر حتى الفتح، ولقد حكم بنو أمية بلاد المسلمين فى العالم أجمع، قرابة قرن من الزمن، وكان ذلك منذ تنازل الحسن بن علي بن أبى طالب، عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان.

 

وقد تولى الخلافة في حكم هذه المدة أربعة عشر خليفة أولهم معاوية بن أبى سفيان، وكان آخرهم هو مروان بن محمد، ومن أشهر خلفاء بني أمية، هم يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، والوليد وسليمان أبناء عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، ويزيد بن الوليد، وابراهيم بن الوليد، والوليد بن يزيد، وآخرهم مروان بن محمد، ومروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، وأبو عبد الملك ويقال له أبو الحكم، ويقال له أيضا أبو القاسم، وهو صحابي عند طائفة كثيرة لأنه وُلد في حياة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أما ابن سعد فقد عده في الطبقة الأولى من التابعين.

 

وهو رابع خلفاء الأمويين، وقد ولد في السنة الثانية للهجرة، وكان قصيرا أحمر الوجه، دقيق العُنق، كبير الرأس واللحية، قال في وصفه ابن أبي الدنيا كان مروان قصيرا، أحمر الوجه، أوقص، دقيق العنق، كبير الرأس واللحية، وهو مؤسس السلالة الأموية التي حكمت الأمويين فيما بعد، فهو والد عبد الملك بن مروان، وعبد الملك والد الوليد وسليمان ويزيد وهشام الخلفاء الأربعة، ويُعد مروان بن الحكم أيضا مؤسس الدولة الأموية الثانية التي حكمت العالم الإسلامي، وقد روى عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حديثا في صلح الحديبية، والحديث في صحيح البخاري عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة، كما روى مروان عن عمر وعثمان، وكان كاتبه أي كان كاتب عثمان بن عفان، وروى عن علي وزيد بن ثابت.

 

وقد روى عن بسيرة بنت صفوان الأزدية، وكانت خالته وحماته، وقد روى عنه ابنه عبد الملك وسهل بن سعد، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومجاهد وغيرهم، وكان مروان بن الحكم من صغار الصحابة وقيل إنه من التابعين، وهو رابع خلفاء بني أمية في دمشق، وكان فقيها عالما روايا من رواة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندما استلم معاوية بن أبي سفيان خلافة المسلمين بعد الحسن بن علي، ولى معاوية مروان بن الحكم على المدينة المنورة ثم قام بِعزله، ثم استلم خلافة المسلمين عام أربعه وستين للهجرة، وعلى الرغم من أن فترة خلافته لم تتجاوز عاما واحدا إلا أنه أنشأ في هذه الفترة دار مروان بن الحكم في المدينة المنورة.

 

والتي أصبحت دارا يسكن فيها كل والى يُعين على المدينة المنورة لاحقا، وقد توفي مروان عام خمسه وستين للهجرة في دمشق، وكان مروان بن الحكم من سادات قريش وفضلائها، وقد قاتل مروان يوم الدار قتالا شديدا، وقتل بعض الخوارج، وكان على الميسرة يوم الجمل، وكان علي بن أبي طالب رضى الله عنه، يكثر السؤال عن مروان حين انهزم الناس يوم الجمل، يخشى عليه من القتل، فلما سُئل عن ذلك قال إنه يعطفني عليه رحم ماسة، وهو سيد من شباب قريش، وكان مروان قارئا لكتاب الله، فقيها في دين الله، شديدا في حدود الله، ومن أجل ذلك ولاه معاوية بن يزيد بن معاويه بن أبى سفيان، المدينة غير مرة، وأقام للناس الحج في سنين متعددة، وكما كان مروان قضاء يتتبع قضايا عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى