في مجلس الثقافة والمعرفة بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عقدت ندوة ( ابتكارات أهدتها مصر للبشرية لأول مرة في التاريخ) 

في مجلس الثقافة والمعرفة بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عقدت ندوة ( ابتكارات أهدتها مصر للبشرية لأول مرة في التاريخ)

متابعة/لطيفة محمد حسيب القاضي

في إطار سلسلة الثقافة العلمية والمعرفة لمجلس بحوث الثقافة والمعرفة لعام 2022– المجالس النوعية-أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا – وزارة التعليم العالي- عقد مجلس بحوث الثقافة والمعرفة – أكاديمية البحث العلمي – وزارة التعليم العالي الندوة التثقيفية لشهر فبراير 2022 تحت عنوان: “إبتكارات أهدتها مصر للبشرية لأول مرة في التاريخ” ألقاها العالم الجليل الاستاذ الدكتور/ احمد عيسي أستاذ الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة – وادار الجلسة أ.د/ شعبان الأمير أستاذ ترميم وصيانة الاثار والتراث ورئيس قسم ترميم الاثار كلية الاثار جامعة الفيوم – عضو المجلس ومنسق الندوات بالمجلس. وذلك مساء يوم الاثنين الموافق 28 فبراير 2022 في تمام الساعة السادسة مساء وذلك عبر المنصة الافتراضية زووم لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.

وذلك تحت رعاية أ.د./ محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وإشراف أ.د./ أحمد جبر المشرف على المجالس النوعية وإشراف أ.د./ محمد لبيب سالم مقرر مجلس بحوث الثقافة والمعرفة .

وبحضور لفيف كريم من أصحاب المعالي والرفعة معالي الوزراء واصحاب المعالي رؤساء ونواب رؤساء الجامعات المصرية واصحاب السيادة سيادة العمداء الاجلاء من كليات الآثار بكليات الجامعات المصرية المختلفة وأصحاب السعادة الوكلاء ورؤساء الأقسام ولفيف من الاساتذة في مجال علوم الآثار المختلفة. وعلي رأسهم أ.د.معتز خورشيد وزير التعليم العالي الاسبق و ا.د./ عرفة صبري نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون الدراسات العليا والبحوث وأ.د. شريف قنديل معهد الدراسات العليا والبحوث جامعة الاسكندرية أ.د. دينا فاروق ابوزيد الاكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الاعلام و أ.د. طارق قابيل كلية العلوم جامعة القاهرة وأ.د. تفيده عبد الجواد كلية الآداب جامعة طنطا و ا.د.ابراهيم غانم و ا.د. إبراهيم الشربيني ا.د.امين الرشيدي كلية الاثار جامعة الفيوم أ.د. عبدالباسط عبدالفتاح جامعة مطروح أ.د.فاطمة محجوب ا .د. محمد ابو زرقة ا.د. عصام فرج ا.د. خبير التراث وعلوم الترميم و أ.د. ماجدة نصر ا.د. صبحي عبدالقادر أستاذ الهندسة بالجامعة اليابانية ا.د.احمد عبد الجيد كلية التربية الرياضية جامعة قناة السويس ولفيف كريم من الاساتذة الاجلاء علماء الجامعات المصرية.

وحضور كريم من طلاب كليات الآثار بالجامعات المصرية ومجموعة من الباحثين و المهتمين والمحبين لعلوم الاثار من مصر ولفيف كريم من الدول العربية الشقيقة من الأردن وتونس وغيرها من الدول العربية.

وتناول أ.د./ أحمد عيسي الهدف العام من الندوة “إبتكارات أهدتها مصر للبشرية لأول مرة في التاريخ” هو جوانب غير مطروقة كثيرا عند الحديث عن العطاء الحضاري الكبير والرائد لمصر القديمة، حيث أن المشهور بشكل طاغ عن منجزاتها العظيمة يتجه أساسا، إما إلى الانبهار الشديد بعمائر المصريين القدماء، والتعجب من الضخامة الشامخة لبعضها (الأهرامات مثلا)، أو إتساع بعضها الآخر بشكل مترام (قاعة الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك مثلا)، أو اختراق بعضها الثالث لبطون الجبال عبر أعماق سحيقة (مقبرة الملك سيتي الأول في وادي الملوك مثلا).

وتناول الأستاذ الدكتور / احمد عيسي عدة محاور هامة ومنها أن المصريين قد اقتحموا منذ القدم، قبل أكثر من ٥٥٠٠ عام مجال التعبير المادي عن اللفظ المنطوق بابتكاره للكتابة عبر اختزالها للصور البيئية لتكون فيما كتابية، ثم اتبعوا ذلك باختيار رموزا مادية لتعبر عن “قيم فكرية ومعنوية” مختلفة.

ومؤكدا عيسى أن المصريين القدماء، وإن لم يكونوا أول من رسم وصور ونحت، ولكنهم كانوا أول من “منهج” و “أطر” لكل اتجاهات الفنون المرئية (Visual Arts), من رسم وتصوير ونحت، كما كانوا أول من أعطى التجسيد الحقيقي للفنون التطبيقية (Applied Arts)؛ هذا غير الكثير والكثير من الإبداعات والابتكارات في معظم مجالات العلوم الطبيعية ومختلف المجالات الحياتية والعملية، والنظم السياسية، والتنظيمات المدنية، التي أعطونا منها العشرات، بل مئات الانجازات، التي أهدوها للبشرية لأول مرة في التاريخ.

وسلط عيسى الضوء على بعض معروف جزئيا من هذه العطاءات، وبعض آخر منها مجهول إلى حد كبير، وبعض ثالث من استنتاجات و مقارنات مختلفة.

واختتمت الندوة بمجموعة من المداخلات والمناقشات والتوصيات الهامة وكان من أبرزها:

مداخلة أ.د./ معتز خورشيد وزير التعليم العالي الاسبق والذي أكد على مفهوم الابتكار تعريفه وإن الابتكار وليد الحضارة المصرية مؤكدا علي أهمية تزويد مراكز الابحاث بكتيبات منشورة تحمل في مضمونها اهم الابتكارات المصرية القديمة والتي قدمها المصري القديم للبشرية.

وتناول ايضا متسائلا حول سمات ومنظومة وخصائص الشخصية المصرية والتي أنتجت وكانت سببا في هذا النتاج من الابتكارات للبشرية.. وكان رد د احمد عيسى ان اهم ما تميز به المصري القديم والذي كان سببا في تلك الابتكارات اولا النيل والذي ربط المصريون باختلاف الأقاليم والقبائل تحت دولة واحدة قوية وثانيا الوقت وإدارة الوقت وتنظيمه لدي المصري القديم فكانت ساعات العمل والانتاج نظاما متكاملا و ملزما وثالثا الجيش المصري واشرافه على المشاريع وإطلاق لقب جندي على العمال ولقب قائد علي المهندسين ورابعا الإمداد اللوجستي المقدم من قبل الدولة المصرية القديمة مثلما يقدم في الوقت الحاضر للمشاريع القائمة من حفر آبار وجلب الاحجار وتنظيم المعيشة لدى فرق العمل في المواقع المختلفة وكذلك المقومات الاجتماعية المصرية ورفض التعصب والقبلية كلها كانت سببا وكانت من سمات الشخصية المصرية والتي كانت سببا واضحا في النتاج الفكري و العلمي والابتكاري لدى المصري القديم.

مؤكد د أحمد عيسي علي ان الملوك المصريين كانوا ملوكا افاضل اصحاب خلق ودعم وساند على مدار التاريخ وحتى العصر الراهن مما يتيح أجواء الابتكار متناولا ان مصر تعني الأرض أو البلد ذات الحدود المصونة المكنونة ومنه جاء لقب مصر الكنانة أي المحفوظة.

وأوصت الدكتورة دينا أبو زيد عضو المجلس في مداخلاتهم على أهمية تخصيص وإبراز تلك الابتكارات والقصص والنتاج الابتكاري المصري القديم الي دور السينما والأفلام المحلية بل والدولية وأن تقدم سيناريوهات سينمائية للاستفادة منها في عمل افلام جاذبة ودعائية للسياحة المصرية وكيف يؤثر الإعلام في الترويج للسياحة المصرية بشقيها السياحي والاثري.

واكد الدكتور ابراهيم غانم أستاذ نظم الجغرافيا بجامعة طنطا علي ان مصر اول دولة موحدة واول دولة نظامية في التاريخ البشري

وتناولت الدكتورة تفيدة أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة طنطا وأكدت على الموروث الابتكاري المصري القديم وامتداده حتى الحضارة والفنون الإسلامية

وتناول الدكتور إبراهيم الشربيني الأستاذ بمدينة زويل العلمية على أن المصريين أول من تناول علوم النانو في علوم الآثار وخاصة المواد الملونة والصبغات في المعابد والمقابر المصرية القديمة

وتناول الدكتور عبدالباسط عبدالفتاح أستاذ الآثار اليونانية الرومانية بكلية الآثار واللغات بجامعة مطروح علي ان الحضارة الرومانية اليونانية ما كانت الا باخذها الكثير والكثير من الحضارة المصرية القديمة ومنها علوم النحت والفنون والعمارة

وتناولت الدكتورة فاطمة محجوب دور علوم المواد والفيزياء والكيمياء في الحضارة المصرية ومجموعة الابتكارات التي قدمها المصري القديم للبشرية أجمع

واكد الدكتور محمد ابو زرقة استاذ الحاسب الالي بالاكاديمية العربية أهمية العودة للحضارة المصرية والاستفادة من علومهم المتقدمة حيث تحمل الكثير والكثير من الابتكارات التي ينبغي علينا ابرازها للاجيال الحالية مؤكدا على أهمية توثيق الابتكارات المصرية وكتابتها بايدي متخصصين وتنشر للاستفادة منها

وتناول الدكتور امين الرشيدي رئيس قسم الآثار الإسلامية بجامعة الفيوم على تعظيم الاستفادة من الحضارة المصرية والممتدة تأثيرها علي الفنون الإسلامية بمصر والعالم اجمع وتوثيق اسرار الحضارة وتأثيراتها على الحضارات المصرية اللاحقة لها.

واختتمت المناقشات بمداخلة وتوصية ا.د. عرفة صبري نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون الدراسات العليا والبحوث وأستاذ علوم المواد مؤكدا على أن علوم الاثار والترميم علوم مرتبطة بكلية العلوم بتخصصاتها المختلفة الفيزياء والكيمياء والبيولوجي والجيولوجيا وغيرها من العلوم الأساسية والتي تهتم بدراسة وفحص وتحليل تلك المواد الأثرية والتي يجب صيانتها وحفظها وابرازها للاجيال وتنمية ورفع الوعي والولاء والانتماء للنشء والأجيال الحالية وارتباطهم بالحضارة والدولة المصرية.