مقال

أهم شعائر الإسلام..

أهم شعائر الإسلام..

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن الصلاة هي أهم شعائر الإسلام لأنها أول ما افترضه الله تعالى على عباده في ليلة المعراج، فقال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ” فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به الصلوات خمسين، ثم نقَصت حتى جعلت خمسا، ثم نودي يا محمد إنه لا يبدّل القول لدي، وإن لك بهذه الخمس خمسين” رواه الترمذي، وإن الصلاة هي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة في المشهد العظيم، فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” أول ما يحاسب به العبد الصلاة، ينظر الله في صلاته, فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله” لهذا كانت آخر وصايا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لأمته قبل أن يودع دنيانا إلى جنات الخلود، حيث قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ” كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة الصلاة.

 

“اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم” والصلاة في ميزان الإسلام هي الركن الأكبر والدليل الأعظم على حسن التدين والإيمان، وهي كذلك المعنى الجامع لذكر الله تعالى، حيث قال تعالي ” وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر” وقد جعلها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في رأس الاهتمامات الضرورية التي يجب أن يحرص عليها المسلم ليومه ومعاده، جاء ذلك في حديثه صلي الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه حيث قال ” ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد” رواه الترمذى، وإن لأهمية الصلاة في الإسلام فقد جعلها الله تعالى دينا مرقوما في ذمة العبد لا يسقط بالتقادم ولا بد من سداده فقال تعالى ” إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا”

 

ومن مثوبة الصلاة العظمى أنها كفارة من الذنوب والآثام، قال عمرو بن سعيد بن العاص ” كنت عند عثمان فدعا بطهور فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما منِ امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيُحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤتي كبيرة وذلك الدهر كله” رواه مسلم، فالصلاة تغسل الذنوب وتمحق الآثام مهما بلغت، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه سمع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول “أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا ما تقول ذلك يبقي من درنه؟ قالوا لا يبقي من درنه شيئا، قال فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بها الخطايا” رواه البخاري، وإن من عجيب أمر الصلاة أن النار لا تقرب مواضع السجود من جسد ابن آدم.

 

فقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله علي النار أن تأكل اثر السجود” رواه ابن ماجه، وقد أمر الأنبياء بالصلاة وأقاموها لله رب العالمين، فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصفا لهيئة الأنبياء في صلاتهم ” إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا ونؤحر سحورنا ونضع إيماننا علي شمائلنا في الصلاة” وكان أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يدعو الله بأن يوفقه إلى إقامة الصلاة، حيث قال الله تعالى ” رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء” ويناشده تكثير الناس حول زوجه وولده عند البيت العتيق ليقيموا الصلاة فقال تعالي ” ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون”

 

ووصف الله تعالى نبيه إسماعيل عليه السلام بأنه كان من الآمرين لأهله بالصلاة فقال الله تعالى ” واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا” وعن نبي الله اسحاق ويعقوب قال الله تعالى ” ووهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا صالحين، وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين” كما وصف قوم شعيب عليه السلام نبيهم بأنه من أهل الصلاة حين قالوا “يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد” وقد نادى الله تعالى على نبيه الكليم موسى عليه السام آمرا إياه قائلا ” وأنا أخترتك فاستمع لما يوحي، إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري”

 

وقد أوحى إليه وأخاه هارون عليه السلام بإقامة الصلاة أيضا فقال تعالى ” وأوحينا إلي موسي وأخيه أن تبؤا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين” ومن كلام سيدنا عيسى عليه السلام حينما تكلم في المهد قال ” قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا، وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى