مقال

معركة ذات السلاسل “جزء 2”

معركة ذات السلاسل “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع معركة ذات السلاسل، فانطلقت خيالة قائد معركة ذات السلاسل خالد بن الوليد لدعوة الشجعان من الرجال لحمل السلاح لأجل المعركة، معظمهم ممن اشترك مع خالد بن الوليد في حروب الردة، وفي غضون أسابيع قليلة كان لدى قائد معركة ذات السلاسل خالد بن الوليد جيشا جاهزا للزحف يتألف من عشرة آلاف مقاتل كما قام الخليفة أبو بكر الصديق بالكتابة إلى أربعة من أمراء المسلمين المميزين لتحضير جيوشهم والعمل تحت قيادة قائد معركة ذات السلاسل خالد بن الوليد الذي كتب إليهم أيضا يأمرهم أن يأتوا إليه مع جيوشهم في منطقة الأبلة لينطلق قائد معركة ذات السلاسل خالد بن الوليد بجيش قوامه ثمانية عشر ألف محارب، وهو أكبر تجمع لجيش المسلمين، فكانت أول مدينة قصدها خالد بن الوليد هي مدينة الأبلة.

 

وكانت ذات أهمية استراتيجية كبيرة، حيث أنها ميناء الفرس الوحيد على الخليج العربي، ومنها تأتى كل الإمدادات للحاميات الفارسية المنتشرة بالعراق، وكانت هذه المدينة تحت قيادة أمير فارسي كبير الرتبة اسمه هرمز، وقد اشتق من اسمه اسم المضيق القائم حاليا عند الخليج العربي، وكان رجلا شريرا متكبرا، شديد البغض للإسلام والمسلمين، وللجنس العربي بأسره، وكان العرب بالعراق يكرهونه بشدة، ويضربون به الأمثال فيقولون أكفر من هرمز، اخبث من هرمز؟ وذلك لشدة بأسه، فلما وصل خالد بن الوليد بالجيوش، الإسلامية هناك، وكان تعداد هذه الجيوش قد بلغ ثمانية عشر ألفا بعد أن طلب الإمدادات من الخليفة، أرسل برسالة للقائد هرمز تبين حقيقة الجهاد الإسلامي، وفيها أصدق وصف لجند الإسلام، حيث جاء في الرسالة.

 

“أما بعد فأسلم تسلم، أو اعتقد لنفسك ولقومك الذمة، وأقرر بالجزية، وإلا فلا تلومن إلا نفسك، فلقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة” وكان الرد أن هرمز رفض الرسالة الإسلامية التي تدعوه إلى الإسلام أو الجزية، ويختار بيده مصيره المحتوم، ويرسل إلى كسرى يطلب الإمدادات، وبالفعل يرسل كسرى إمدادات كبيرة جدا، ويجتمع عند هرمز جيش جرار عظيم التسليح، ويبنى هرمز خطته على الهجوم على مدينة كاظمة ظنا منه أن المسلمين سوف يعسكرون هناك، ولكنه يصطدم أمام العقلية العسكرية الفذة للقائد خالد بن الوليد، فقام خالد بن الوليد بما يعرف في العلوم العسكرية الحديثة بحرب استنزاف، ومناورات مرهقة للجيش الفارسي، فقام خالد بن الوليد وجيشه بالتوجه إلى منطقة الحفير، وأقبل هرمز إلى كاظمة فوجدها خالية.

 

وأخبره الجواسيس أن المسلمين قد توجهوا إلى الحفير، فتوجه هرمز بسرعة كبيرة جدا إلى الحفير حتى يسبق المسلمين، وبالفعل وصل هناك قبل المسلمين، وقام بالاستعداد للقتال، وحفر خنادق، وعبأ جيشه، ولكن البطل خالد يقرر تغير مسار جيشه ويكر راجعا إلى مدينة الكاظمة، ويعسكر هناك ويستريح الجند قبل القتال، وتصل الأخبار إلى هرمز فيستشيط غضبا، وتتوتر أعصابه جدا، ويتحرك بجيوشه المرهقة المتعبة إلى مدينة الكاظمة ليستعد للصدام مع المسلمين، وكان الفرس أدرى بطبيعة الأرض وجغرافية المكان من المسلمين، فاستطاع هرمز أن يسيطر على منابع الماء بأن جعل نهر الفرات وراء ظهره، حتى يمنع المسلمين منه، وكان ذلك سببا لاشتعال حمية المسلمين وحماستهم ضد الكفار، وقال خالد بن الوليد كلمته الشهيرة تحفيزا بها الجند.

 

“ألا انزلوا وحطوا رحالكم، فلعمر الله ليصيرن الماء لأصبر الفريقين، وأكرم الجندين” وقبل أن يصطدم هرمز قائد الجيوش الفارسية مع جيوش المسلمين أرسل بصورة الوضع إلى كسرى، الذي قام بدوره بإرسال إمدادات كبيرة يقودها قارن بن قرباس يكون دورها الحفاظ على مدينة الأبلة في حالة هزيمة هرمز أمام المسلمين، لأهمية هذه المدينة عندهم، وبدأ قائد معركة ذات السلاسل خالد بن الوليد تقدمه من اليمامة بعد أن قام بتقسيم جيشة إلى ثلاث فرق وجعل بين الفرقة والأخرى مسير يوم، كي لا ينهك قواته والتي كان عليها أن تتجمع مرة أخرى قرب الحفير، وتحرك قائد الفُرس هرمز متوقعا أن يسلك قائد معركة ذات السلاسل خالد بن الوليد الطريق التي توقعها وهي من اليمامة إلى الأبُلة عبر كاظمة فرتب جيشه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى