مقال

معركة كربلاء ومقتل الحسين ” جزء 5″

معركة كربلاء ومقتل الحسين ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع معركة كربلاء ومقتل الحسين، وقيل أن موضع الرأس بالشام وهو على حسب بعض الروايات التي تذكر أن الأمويين ظلوا محتفظين بالرأس يتفاخرون به أمام الزائرين حتى أتى عمر بن عبد العزيز وقرر دفن الرأس واكرامه، ومازال المقام هناك إلى اليوم يزار، وقيل أن موضع الرأس بعسقلان، وتروي بعض الروايات ومن أهمها المقريزي أنه بعد دخول الصليبيين إلى دمشق واشتداد الحملات الصليبية قرر الفاطميين أن يبعدوا رأس الحسين ويدفوننها في مأمن من الصليبيين وخصوصا بعد تهديد بعض القادة الصليبيين بنبش القبر، فحملوها إلى عسقلان ودفنت هناك، وقيل أن موضع الرأس بالقاهرة حيث يروي المقريزي.

 

أن الفاطميين قرروا حمل الرأس من عسقلان إلى القاهرة وبنوا له مشهدا كبيرا وهو المشهد القائم الآن بحي الحسين بالقاهرة، وهناك رواية ولكن ليس لها مصدر معتمد تقول أن الرأس جاءت مع زوجة الحسين السيده شاه زنان بنت يزدجرد الملقبة في مصر بأم الغلام التي فرت من كربلاء على فرس، وقيل أن موضع الرأس بالبقيع بالمدينة المنوره وهو الرأي الثابت نظرا لرأي شيخ الإسلام ابن تيميه، حين سئل عن موضع رأس الحسين فأكد أن جميع المشاهد بالقاهرة وعسقلان والشام مكذوبة مستشهدا بروايات بعض رواة الحديث والمؤرخين مثل القرطبي والمناوي، وقيل أن موضع الرأس مجهول كما في رواية قال عنها الذهبي أنها قوية الإسناد.

 

فقيل أن أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يقال لها ريا حاضنة يزيد بن معاوية، يقال بلغت مائة سنة، قالت دخل رجل على يزيد، فقال يا أمير المؤمنين أبشر فقد مكنك الله من الحسين، فحين رآه خمر وجهه كأنه يشم منه رائحة، قال حمزة فقلت لها أقرع ثناياه بقضيب، قالت إي والله، ثم قال حمزة وقد كان حدثني بعض أهلها أنه رأى رأس الحسين مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام، وحدثتني ريا أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان الخلافة، فبعث إليه فجيء به وقد بقي عظما أبيض، فجعله في سفط وكفنه ودفنه في مقابر المسلمين، فلما دخلت المسودة سألوا عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه، فالله أعلم ما صنع به.

 

ومات الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما في معركة كربلاء، وقد تركت حادثة مقتله آلاف إشارات الاستفهام حول هذه المعركة، كما أحدثت مزيدا من الفرقة بين المسلمين ومزيدا من الطوائف التي لم تزل تتنازع فيما بينها حتى هذه اللحظة ولم تكن ثورة الحسين على خلافة يزيد هى آخر الثورات فقد تلاها ثورة في المدينة المنورة التي انتهت بوقعة الحرة ثم ثورة عبد الله بن الزبير ولم تصبح البلاد الإسلامية تابعة بصورة كاملة لحكم الأمويين إلا في عهد عبد الملك بن مروان، وذلك بواسطة الحجاج بن يوسف الثقفي الذي استطاع القضاء على ثورة عبد الله بن الزبير في سنة ثلاثه وسبعين من الهجرة، وقال الذهبى فى سير أعلام النبلاء الجزء الرابع.

 

بشأن يزيد بن معاوية وكان فظا غليظا جلفا، يتناول المسكر، ويفعل المنكر، افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين، واختتمها بواقعة الحرة، فمقته الناس، ولم يبارك فى عمرة وخرج عليه غير واحد بعد الحسين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى