مقال

الدكرورى يكتب عن المسجد الأقصي “جزء 3”

الدكرورى يكتب عن المسجد الأقصي “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع المسجد الأقصي، ومن المهم أن نوضح أن المسجد الحرام والمسجد الأقصى قد تم بناؤهما أكثر من مرة، وما يخصنا هنا هو الباني لأول الذي أوجد أساسات المسجد وحدد حدوده، فقد جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أبا ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال ” المسجد الحرام” قال قلت ثم أي؟ قال ” المسجد الأقصى” قال كم كان بينهما؟ قال “أربعون سنة ثم أينما أدركت الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه” رواه البخاري، وتكمن أهمية الحديث السابق في الإشارة إلى المدة الزمنية الفاصلة بين بناء المسجدين مما يشير إلى أن الباني في الأصل واحد كما قيل، أن التشابه الشكلي بين الكعبة المشرفة والمسجد الأقصى، مع اختلاف حجم الكعبة .

 

فهو أصغر من المسجد الأقصى بأضعاف، وكما يشير إلى اتجاه بناء المسجد فظهر لنا بأن المسجد الأقصى يتجه بناؤه نحو المسجد الحرام، أي يتجه إلى القبلة الحالية، فلعل هذه الأدلة تشير إلى أن البانى واحد، وبناء على أغلب أقوال العلماء فإن آدم عليه السلام هو الذي وضع أساسات الكعبة المشرفة، لأن نبي الله الخليل إبراهيم عليه السلام قام برفع القواعد وليس بتأسيس البناء، فيظهر لنا بأن آدم عليه السلام هو من وضع أساسات المسجد الأقصى، كما يجدر التنبيه إلى أن نبي الله سليمان عليه السلام، قد جدد بناء بيت المقدس وفقا للحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثا حكما يصادف حكمه، وملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه”

 

فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أما اثنتان فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة” رواه ابن ماجه والنسائي وأحمد، وقيل أنه بعد وفاة نبى الله سليمان عليه السلام، انقسم اليهود إلى مملكتين، حتى هاجمهم البابليون وأحرقوا هيكلهم، وسبوهم إلى بابل والمعرفو تاريخيا بالسبي البابلي، وبعد أن قضى الفرس على البابليين سمحوا لليهود بالعودة، فبدؤوا ببناء هيكلهم الثاني، وبعدها خضعت القدس للرومان وفي ذلك الوقت ولد نبي الله عيسى عليه السلام، وبعد ظهور الإسلام استطاع المسلمون فتح القدس في عهد الخليفة الراشد عمرو بن الخطاب، وأمر بتجديد بناء المسجد القبلي وهو المسجد الرئيسي للصلاة، وفي الخلافة الأموية جدده الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وبناه من الحجر، وقد شهد المسجد أكبر حركة إعمار وتوسيع في عهد عبد الملك بن مروان، وابنه الوليد، حيث تم بناء قبة الصخرة إلى جانب المسجد الأقصى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى