مقال

الدكروري يكتب عن عبد الله بن رواحة الأنصاري “جزء 3”

الدكروري يكتب عن عبد الله بن رواحة الأنصاري “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع عبد الله بن رواحة الأنصاري، وقال يا قوم، والله إن الذي تكرهون للتي خرجتم لها الشهادة، والتقى الجيشان في مؤتة في شهر جمادى الأولى فى السنه الثامنه من الهجره، وقد واجه المسلمون موقفا عصيبا بسبب التفوق العددي للروم، فتم قتل القائد الأول زيد بن حارثة، ثم القائد الثاني جعفر بن أبي طالب، فانتقلت الراية للقائد الثالث ابن رواحة الذي تردد قليلا، ثم نزل ابن رواحة للقتال فطعن، فاستقبل الدم بيده فدلك به وجهه، ثم اخترق الصفوف، وجعل يقول يا معشر المسلمين، ذبُوا عن لحم أخيكم، فهاجم المسلمون حتى يدركوه، فلم يزالوا كذلك حتى أدركوه وقد مات مكانه، وقد مات ابن رواحة دون أن يعقب من الولد، وكان من شعره في النبي صلى الله عليه وسلم ” أنت النبي ومن يحرم شفاعته يوم الحساب، فقد أزرى به القدر فثبت الله ما آتاك.

 

 

من حسن تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا ” فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ” وأنت فثبتك الله يا بن رواحة ” ومن أحسن ما مدح به النبي صلى الله عليه وسلم قول عبدالله بن رواحة ” لو لم تكن فيه آيات مبينة، كانت بديهته تنبيك بالخبر ” وفي عمرة القضاء قال بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ” خلو بني الكفار عن سبيله، اليوم نضربكم على تأويله، ضربا يزيل الهام عن مقيله، ويذهل الخليل عن خليله، فقال له عمر بن الخطاب ” يا بن رواحة أفي حرم الله وبين يدي رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” خلي عنه ياعمر، فوالذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبال ” وفي سنة ثماني للهجرة عندما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا لمواجهة الروم وأمّر عليه زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة.

 

فإن استشهدوا فليرتض المسلمون رجلا فليجعلوه عليهم، ولما أرادوا الخروج بكى عبدالله، فقالوا ” ما يبكيك يا بن رواحة؟ ” فقال ” أما والله مابي حب الدنيا ولا صبابة إليها، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ “وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا” فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود؟ فقال المسلمون ” صحبكم الله وردكم إلينا صالحين ودفع عنكم ” فأجابهم عبدالله بن رواحه مبينا تطلعه إلى الشهادة، قائلا ” لكنني أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرع يقذف الزبدا، أو طعنة بيدي حران مجهزة بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا، حتى يقولوا إذا مروا على جدثي أرشده الله من غاز وقد رشدا، ثم ساروا حتى بلغوا بادية الشام فعلموا بأن الروم مئتا ألف بينما جيش المسلمين ثلاثة آلاف، فأرادوا أن يتوقفوا.

 

ويرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليعلموه فشجعهم عبدالله بن رواحة على المضي إلى الجهاد، وسمعه زيد بن أرقم ذات ليلة يقول” إذا أدنيتني وحملت رحلي مسيرة أربع بعد الحساء فشأنك فانعمي وخلاك ذمولا، أرجع إلى أهلي ورائي وجاء المؤمنون وغادروني بأرض الشام مشهور الثواء، فبكى زيد، فضربه عبدالله بالدرة وقال ” ماعليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع أنت ” ولما دار القتال استشهد زيد وجعفر فحمل الراية عبدالله وهو يقول ” يا نفس إلا تقتلي تموتي هذا حياض الموت قد صليت وما تمنيت فقد لقيت إن تفعلى فعلها هديت، وإن تأخرت فقد شقيت ثم قال ” يا نفس إلى أي شيء تتوقين؟ إلى فلانة ويقصد امرأته، فهي طالق وإلى فلان وفلان ويقصد غلمانه، فهم أحرار وإلى بستان له فهو لله ولرسوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى