مقال

الدكرورى يكتب عن عبد الله بن سلام بن الحارث “جزء 1”

الدكرورى يكتب عن عبد الله بن سلام بن الحارث “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

لقد مدح الله عز وجل، الصحابة الكرام المهاجرين منهم والأنصار في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، ولقد كتب الله تعالى، لهم الفلاح لنصرتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابي هو مَن لقي النبي صلى الله عليه وسلم، مؤمنا به، ومات على الإسلام، وهذا التعميم في تعريف الصحابي، هو يدل على فضل الصحبة، وعلى شرف منزلة النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن لرؤية نور النبوة قوة سريان في قلب المؤمن، فتظهر آثارها على جوارح الرائى في الطاعة والاستقامة مدى الحياة، ببركته النبي صلى الله عليه وسلم، ويشهد لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم ” طوبى لمن رآنى وآمن بى، وطوبى لمن آمن بى ولم يرنى سبع مرار ” رواه احمد، فنجد أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ذكر طوبى مرة واحدة لمن رآه وآمن به.

 

وسبع مرار لمن آمن به ولم يره، لماذ؟ فقد قال المناوي رحمه الله، وذلك لأن الله مدحهم بإيمانهم بالغيب، وكان إيمان الصدر الأول غيبا وشهودا، فإنهم آمنوا بالله واليوم الآخر غيبا، وآمنوا بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم شهودا لما أنهم رأوا الآيات وشاهدوا المعجزات، وآخر هذه الأمة آمنوا غيبا بما آمن به أولها شهودا، فلذا أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنا صحابى جليل وهو من الصحابه العبادله الكثيرين وهوعبد الله بن سلام بن الحارث، وهو أبو يوسف الإسرائيلي، وهو صحابي جليل وكنيته أبو يوسف، وهو من ذرية النبي الكريم يوسف بن يعقوب، وهو من بني إسرائيل، وقد قال عنه الذهبي في السير هو الإمام الحَبر، وهو المشهود له بالجنة، وهو حليف الأنصار، وهو من خواص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وكان يهوديا من يهود بني قينقاع، وبنو قينقاع هي إحدى القبائل الثلاث اليهودية التي كانت تسكن المدينة المنورة في القرن السابع الميلادي، وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم، بطردهم من المدينة في السنة الثالثة من الهجرة، وكان ذلك بعد غدرهم لعهد الصلح بينهم و بين المسلمين، وهم ينتسبون إلى قينقاع بن عمشيل بن منشي بن يوحنان بن بنيامين بن صارون بن نفتالي بن نافس بن حي بن موسى، وهو من ذرية منشا بن النبي يوسف بن النبي يعقوب بن النبي إسحاق، عليهم جميعا الصلاة والسلام، وهم يهود عرب، وقد أقاموا في حصن كبير داخل يثرب من قبل البعثة، وكانوا يعملون في بالصياغة والحدادة وكانوا حلفاء الخزرج ولهم سوق كبير في حصنهم، وحينما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة عاهدهم على أن للمسلمين دينهم ونفقتهم.

 

ولليهود دينهم ونفقتهم وعلى النصرة على من حاربهم وعلى من يدهم يثرب، وقد قيل أنه جاءت امرأة من العرب إلى أحد صاغتهم فراودوها فأبت فقام الصائغ بربط ثوبها بالكرسي وهي غافلة فلما نهضت كشف عن عورتها، فصاحت وولولت فوثب رجل من العرب فقتل الصائغ ثم شدت اليهود على العربي المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل القتيل بالعرب المسلمين، فحاصر المسلمون حصنهم بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم، فتدخل عبد الله بن أبي بن سلول حيث أنهم من حلفائه وطالب النبي صلى الله عليه وسلم، بتركهم، فتركهم له، لكن الرعب سيطر على الكثير منهم، فخرجوا للشام وخيبر، وأما عن الذهبى فهو شمس الدين الذهبى، وهو محدث وإمام حافظ، وقد جمع بين ميزتين لم يجتمعا إلا للأفذاذ القلائل في تاريخنا، فهو يجمع إلى جانب الإحاطة الواسعة.

 

بالتاريخ الإسلامي حوادث ورجالا، والمعرفة الواسعة بقواعد الجرح والتعديل للرجال، فكان وحده مدرسة قائمة بذاتها، والإمام الذهبي هو من العلماء الذين دخلوا ميدان التاريخ من باب الحديث النبويالشريف وعلومه، وظهر ذلك في عنايته الفائقة بالتراجم التي صارت أساس كثير من كتبه ومحور تفكيره التاريخي، وقيل ان سُمي الإمام الذهبي بالذهبي لانه كان يزن الرجال كما يزن الجوهرجي الذهب، وقد سمع بدمشق، ومصر، وبعلبك، والإسكندرية، وسمع منه الجمع الكثير، وكان شديد الميل إلى رأي الحنابلة، وله تصانيف في الحديث، وأسماء الرجال، فقد قرأ القرآن، وأقرأه بالروايات، وقد بلغت مؤلفاته التاريخية وحدها نحو مائتي كتابا، بعضها مجلدات ضخمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى