مقال

الدكروري يكتب عن الإمام ابن حبان ” جزء 5″

الدكروري يكتب عن الإمام ابن حبان ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الخامس مع الإمام ابن حبان، ومن مؤلفات ابن حبان هو كتاب علل أوهام المؤرخين وهو مجلد، وعلل مناقب الزهري وهو عشرون جزءا، وعلل حديث مالك وهو عشرة أجزاء وعلل ما أسند أبو حنيفة وهو عشرة أجزاء، وما خالف فيه سفيان شعبة وهو ثلاثة أجزاء، وما خالف فيه شعبة سفيان وهو جزءان، وما انفرد به أهل المدينة من السنن وهو مجلد، وما انفرد به المكيون وهو مجيليد، وما انفرد به أهل العراق وهو مجلد، وما انفرد به أهل خراسان ومجيليد، وما انفرد به ابن عروبة عن قتادة، أو شعبة عن قتادة وهومجيليد، وغرائب الأخبار” مجلد، وغرائب الكوفيين وهو عشرة أجزاء، وغرائب أهل البصرة وهو ثمانية أجزاء، والكنى وهو مجيليد، والفصل والوصل وهو مجلد، والفصل بين حديث أشعث بن عبد الملك، وأشعث بن سوار.

 

وهو جزءان، وكتاب موقوف ما رفع وهو عشرة أجزاء، وكتاب مناقب مالك، ومناقب الشافعي، وكتاب المعجم على المدن وهو عشرة أجزاء، وكتاب الأبواب المتفرقة وهو ثلاثة مجلدات، وكتاب أنواع العلوم وأوصافها وهو ثلاثة مجلدات، وكتاب الهداية إلى علم السنن وهو مجلد، وكتاب قبول الأخبار، وقال مسعود بن ناصر وهذه التواليف إنما يوجد منها النزر اليسير، وكان قد وقف كتبه في دار، فكان السبب في ذهابها مع تطاول الزمان ضعف أمر السلطان، واستيلاء المفسدين، ومما لا شك فيه أن الحافظ ابن حبان يتبوأ مكانة مرموقة بين المحدثين، وأهل التأريخ بحيث إنه كان ممن يشد إليه الرحال لسماع كتبه وأسانيده، وقد اعترف له معاصروه ومن جاء بعده بالعلم والفضل والتقدم فقال أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد الإدريسي أن أبو حاتم البستي كان من فقهاء الناس.

 

وحفاظ الآثار، المشهورين في الأمصار والأقطار، عالما بالطب والنجوم وفنون العلوم، وقد ألف المسند الصحيح، والتاريخ، والضعفاء، والكتب المشهورة في كل فنّ، وفقه الناس بسمرقند، ثم تحوّل إلى بست، وقال عبد الله بن محمد الأستراباذي وكان ابن حبان من فقهاء الدين، وحفّاظ الآثار، عالما بالطب والنجوم، وفنون العلم، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء، الإمام العلامة الحافظ المجود شيخ خراسان صاحب الكتب المشهورة، قال ابن حبان في أثناء كتاب “الأنواع” لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ، قلت كذا فلتكن الهمم، هذا مع ما كان عليه من الفقه، والعربية، والفضائل الباهرة، وكثرة التصانيف، وقال في صحيحه شرطنا في نقله ما أودعناه في كتابنا ألا نحتج إلا بأن يكون في كل شيخ فيه خمسة أشياء العدالة في الدين بالستر الجميل.

 

والثاني هو الصدق في الحديث بالشهرة فيه، والثالث وهو العقل بما يحدث من الحديث، والرابع وهو العلم بما يحيل المعنى من معاني ما روى، والخامس وهو تعري خبره من التدليس، فمن جمع الخصال الخمس احتججنا به، وقال في ميزان الاعتدال صاحب الأنواع ومؤلف كتابي الجرح والتعديل وغير ذلك كان من أئمة زمانه، وطلب العلم على رأس الثلاثمائة، وأدرك أبا خليفة، وأبا عبد الرحمن النسائي، وكتب بالشام والحجاز ومصر والعراق والجزيرة وخراسان، وولى قضاء سمرقند مدة، وكان عارفا بالطب والنجوم، والكلام والفقه، رأسا في معرفة الحديث، وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان، كان ابن حبان مكثرا من الحديث والرّحلة والشيوخ، عالما بالمتون والأسانيد، أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره، ومن تأمّل تصانيفه تأمّل منصف.

 

علم أن الرجل كان بحرا في العلوم، وقال الحافظ شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني “كان من أئمة زمان، وطلب الحديث على رأس سنة ثلاث مائة، وقال أيضا وكان عارفا بالطب والنجوم والكلام والفقه، رأسا في معرفة الحديث، ووصفه بأنه صاحب فنون، وذكاء مفرط، وحفظ واسع إلى الغاية، وقال الحاكم، تلميذه، صاحب المستدرك، أبو حاتم البستي القاضي، كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال، صنف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه، وقال جمال الدين الإسنوي كان من أوعية العلم لغة وحديثا، وفقها ووعظا، ومن عقلاء الرجال، وقال صلاح الدين الصفدي كان من فقهاء الدين، وحفاظ الآثار، عالما بالطب والنجوم، وفنون العلم، وقال ابن العماد الحنبلي العالم الحبر، والعلامة البحر، كان حافظا ثبتا،

 

إماما حجة، أحد أوعية العلم في الحديث والفقه واللغة والوعظ وغير ذلك حتى الطب والنجوم والكلام، وقال ابن الأثير إمام عصره، له تصانيف لم يسبق إليها، وقال ابن كثير هو أحد الحفاظ الكبار المصنفين المجتهدين، وقال الخطيب البغدادي وكان ابن حبان ثقة نبيلا فاضلا، ويقول شيخ الإسلام قاضي القضاة تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ابن حبان الحافظ الجليل الإمام صاحب التصانيف الأنواع والتقاسيم، والجرح والتعديل، والثقات، وغير ذلك، وقيل سمع الحسين بن إدريس الهروي، وأبا خليفة، والنسائي، وعمران بن موسى، وأبا يعلى، والحسن بن سفيان، وابن خزيمة، والسراج، وخلائق لا يحصون كثرة بخراسان، والعراق، والحجاز، والشام، ومصر، والجزيرة، وغيرها من الأقاليم، وقال في كتابه التقاسيم والأنواع.

 

لعلنا كتبنا عن ألف شيخ، ما بين الشاش والإسكندرية، توفي ابن حبان بسجستان بمدينة بست ليلة الجمعة في شوال سنة ثلاثمائة وأربعة وخمسون من الهجرة، وهو في فوق الثمانين من عمره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى