مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن حجر العسقلاني ” جزء 9″ 

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن حجر العسقلاني ” جزء 9″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء التاسع مع الإمام إبن حجر العسقلاني، وكان ابتداء السفر من الريدانية بعد صلاة الجمعة في التاسع عشر من شهر رجب من نفس السنة، وفي أثناء سفره لم يخل وقته من فائدة على جاري عادته، فسمع وكتب بالبلاد التي مر بها وهو في الطريق إلى الشام الكثير عن رفقته من القضاة والشيوخ المرافقين للعسكر المصري، ووصل الركب إلى دمشق في النصف من شعبان فنزل ابن حجر بالمدرسة العادلية الصغرى، وعقد مجلس الإملاء بجامع بني أمية فحضره جمع وافر من الأعيان والفضلاء والطلبة، وسمع في مدة إقامته في دمشق إلى العشرين من شعبان على من تهيأ له السماع منهم، وعلق بخطه أشياء كثيرة تزيد على مجلدين، وفي أثناء توجهه إلى حلب، كتب بحمص عن محمد بن محمد بن القواس المخزومي، كما كتب بحماة عن شاعرها التقي بن حجة الحنفي أشياء من نظمه.

 

وعن الشيخ نور الدين علي بن يوسف بن مكتوم الشيباني جزءا فيه عشرة أحاديث من عشرة الحداد وغيرها، وكذا عن الشمس محمد بن أحمد بن أبي بكر الحموي بن الأشقر حديثا من البخاري، وكان دخولهم إلى حلب في الخامس من رمضان سنة ثماني مائة وست وثلاثين من الهجرة، وأقاموا بها خمسة عشر يوما، حل فيها ابن حجر ضيفا على العلاء بن خطيب الناصرية قاضي الشافعية بحلب آنذاك، وأخذ عنه أشياء من نظمه، وسمع بها على برهان الدين سبط بن العجمي الحديث المسلسل بالأولية، ومشيخة الفخر بن البخاري، تخريج ابن الظاهري وقد أحضرت له خصيصيا من دمشق لعدم توفرها بحلب يومئذ، وسمع بعض عشرة الحداد، على القاضي أبي جعفر بن الضياء والشهاب أحمد بن إبراهيم بن العديم، وفي أثناء إقامته بحلب كان يذهب إلى ما جاورها من القرى والبلدان.

 

للأخذ عمن بها من المحدثين والمسندين والأدباء فسمع بظاهر البيرة من كمال الدين محمد بن البارزي، ورجع مع البدر العيني إلى بلده عينتاب وصليا عيد الفطر بها، وسمع عليه بظاهرها ثلاثة أحاديث، وسمع بمدينتي الباب وبزاعة من الشهاب أحمد بن أبي بكر بن الرسام الحموي شيئا من أربعين القاضي المرداوي، وسمع على آخرين في بلدان أخرى، ثم عاد إلى حلب، فأقام بها حتى رجعت العسكر المصري في يوم السبت سابع ذي الحجة فرجع معهم ووصلوا القاهرة في يوم الأحد العشرين من المحرم سنة ثماني مائة وسبعة وثلاثون من الهجرة، وقد حصل في رحلته هذه فوائد ونوادر علقها في تذكرته المسماة جلب حلب، المحتوية على أبعة أجزاء حديثية، بالإضافة إلى مايزيد على المجلدين مما أنتقاه أو لخصه هناك كما حدث هناك وعقد مجالس الإملاء بدمشق وحلب.

 

وخطب بالسلطان في وداع السنة بجامع بني أمية، وصلى بالناس صلاة الكسوف بالجامع الكبير بحلب فما سلم إلا وقد انجلت الشمس وغربت، كما نبه أثناء مقامه هناك على فساد مابثه الشمس الفرياني من الأسانيد المختلفة المركبة، فرجع الكثيرون عن الرواية عنه، وكان للحافظ إبن حجر العسقلاني العديد من الشيوخ في القراءات والفقه وأصوله ورواية الحديث النبوي، فمن شيوخه في القراءات والتجويد هم إبراهيم بن أحمد التنوخي، الذي لازمه ابن حجر ثلاث سنوات، وقرأ عليه الكثير من الكتب والمسموعات، وأجازه التنوخي بالإقراء سنة سبعمائة وست وتسعون من الهجرة، وصدر الدين بن عبد الرزاق السفطي المقرئ وقد أكمل عنده حفظ القرآن، والشهاب ابن الفقيه علي الخيوطي، وقد رافقه في سماع الحديث وقرأ عليه القرآن تجويدا، وكان من شيوخه في الفقه وأصوله.

 

هو سراج الدين البلقيني وقد لازمه ابن حجر مدة، وقرأ عليه عدة أجزاء حديثية، وحضر دروسه الفقهية، وقرأ عليه كتاب الروضة، ودلائل النبوة، والمسلسل بالأولية،ابن الملقن وقرأ عليه جزءا كبيرا من شرحه على المنهاج، وأجاز ابن حجر، وقرأ عليه السادس والسابع من أمالي المخلص، والمسلسل بالأولية، والجزء الخامس من مشيخة النجيب،

والأبناسي، وكانت ملازمته له بعد سنة سبعمائة وتسعون من الهجرة، وقرأ عليه منهاج الطالبين وعمدة المفتين للنووي، وجزءا من سنن الترمذي والمسلسل بالأولية، وابن القطان المصري، وكان يحضر دروسه في الفقه وأصوله واللغة والحساب، وقرأ عليه الحاوي الصغير، وأجازه، وكان أول شيوخه في الفقه، وعز الدين بن جماعة، وقد لازمه من سنة سبعمائة وتسعون حتى وفاته، وأخذ عنه أصول الفقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى