مقال

الدكرورى يكتب عن أقبل شهر البر والإحسان ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن أقبل شهر البر والإحسان ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثاني مع أقبل شهر البر والإحسان، وإن صيام رمضان هو مظهر للمساواة، فصوم رمضان يحقق المساواة بين أفراد المجتمع سواء كانوا أغنياء أم فقراء، فهم مجبرون للانصياع لأحكام الصيام وأركانه سواء، هذه المساواة تفرح الفقير، وتزيد الرحمة عند الغنى، وأيضا يعمل الصيام على توازن الجانب الاقتصادى، وتقليل النفقات، فيدعو الإسلام للاعتدال في النفقات وعدم الإسراف في كافة الأمور، وكما حث الإسلام على عدم التبذير والتوسط في تناول وجبات الطعام، وكما أن الصيام يعمل على زيادة الإنتاج، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن الصيام يزيد قدرة الصائم على التركيز وبالتالى يزيد الإنتاج، لأن النشاط الذهنى والبدنى يرتفعان في حالة الجوع، وهذا ينعكس على زيادة الإنتاج بصورة واضحة، وكذلك تطبيق الجانب التربوي وتربية الإرادة.

حيث أن الصوم يقوى إرادة الفرد والقدرة على التحكم بها، ويقوى السيطرة على النفس، فالصوم مدرسة إجبارية ينتسب إليها المسلمون شهرا كاملا لتربية جوانب مختلفة في حياتهم، وأيضا وجود القدوة، حيث يقلد الأطفال الكبار فى شهر رمضان، وتظهر القدوة الحسنة بالنسبة للأطفال، فهم يقلدون الكبار فى أداء الشعائر، كالسحور، وصلاة التراويح، ومحاولة الصوم، وأيضا التربية الفردية والاجتماعية، حيث إن الصيام خير مدرسة للمسلم على تربيته للتكيف الاجتماعى، لما يقتضيه من أداء الواجبات الحسنة، والتخلى عن العادات السيئة، للحفاظ على صحة صيامه، ويسعى الصائم للتمسك بالقيم والمبادئ الخيرة، مثل حفظ الوقت واستغلاله في الطاعات، كما يربي الصيام المسلم على التغير والانسجام مع الظروف المختلفة المحيطة به، ويجعل الفرد قادرا على التمرد على بعض سلوكه وعاداته.

وكذلك تحسين الجانب الصحي، فإن للصوم فوائد صحية عديدة تعود بالنفع على جسم الإنسان، ومنها التخلص من سموم الجسم، حيث يساعد الصوم الجسم على التخلص من السموم العالقة فيه، فعند انقطاع الأكل لمدة معينة يقوم الجهاز الهضمى باستعادة حيويته وملازمة عمله بتنقية الجسم من الشوائب وخفض مستوى السكر المرتفع في الدم، حيث يساعد الصيام على حرق المخزون الزائد من الدهون والسكر، مما يؤدى إلى توازن في وجود القيم الغذائية المطلوبة للجسم، ويساعد الصائم على اتباع نظام غذائى صحى، كما يوصى باتباع السنة عند الإفطار، وعدم الإكثار من الطعام، فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” ما ملأ آدمى وعاء شرا من بطن حسب الآدمى لقيمات يقمن صلبه فإن غلبت الآدمى نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس”

وكما يساعد الصيام على تقوية جهاز المناعة للصائم، من خلال زيادة إنتاج كريات الدم البيضاء، وتكوين الأجسام المضادة التي تهاجم الجراثيم، وأيضا الوقاية من بعض الأمراض، حيث يساعد الصيام على تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم وترسباته على أوعية الشرايين، كما أن بعض أطباء الغرب أوصوا بالصيام كوسيلة للوقاية والعلاج من بعض الأمراض القلبية، وأمراض الجهاز الهضمى، كالقرحة، والتهاب المرارة، والقولون العصبى، وبعض الأمراض الجلدية، هذا ولنرى سويا بعضا من خطط الإعداد لشهر رمضان في أيام شهر شعبان، ولكن قبيل البدء نمى في ذهنك حساسية الوقت وأهميته فلا تدع دقيقة تفوتك في شهر شعبان إلا وقد اكتسبت بها ما يفيدك، في دورة الإعداد لشهر رمضان وبإذن الله نسير على هذا الديدن طوال العام فتصبح أيامنا كلها كثيرة الحسنات جميلة النفحات إن شاء الله.

ولكن هناك سؤال وهو أرأيت إن كنت تتوقع زائرا جليلا لبيتك، ووجدت البيت متسخا، هل تزينه قبل أن تنظفه؟ أم تعمد أولا إلى تنظيفه قبل أى شيء؟ ومن هنا نقول ابدأ بضبط فرائضك، وكن وقافا عند حدود الله تعالى، وحاسب نفسك على ما اقترفته من ذنوب خلال الشهور الماضية منذ رمضان الماضى، فلا تدخل رمضان الجديد إلا وقد تبت من ذنوب العام، وأيضا نقى قلبك ونظفه مما شابه من شهوات وشبهات، وتوب إلى الله تعالى مما نظرت له عينك بالحرام، واستمعت له أذنك، وامتدت له يدك، وسارت إليه رجلك، وتذكر أن الله تعالى يغار، وغيرته أن تنتهك محارمه، وإياك أن تسوف التوبة، وأن يغرك حلم الله وستره فإن الله تعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وأيضا لا تبدأ أى عمل إلا وقد أصلحت نيتك، فلن يقبل عملك إلا إن كان خالصا صوابا موافقا للشرع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى