مقال

الدكروري يكتب عن الإمام علي بن الفضيل بن عياض ” جزء1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام علي بن الفضيل بن عياض ” جزء1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام علي بن الفضيل بن عياض كان من كبار الأولياء ومات قبل والده، وكان علي بن الفضيل قانتا لله خاشعا وجلا ربانيا كبير الشأن، كما كان الإمام علي بن الفضيل بن عياض، رجل عابد وأبوه رجل عابد يسمى عابد الحرمين وهو الفضيل بن عياض، وكنيته أبو علي لأن ولده اسمه علي وقد صار ابنه علي أشد عبادة من أبيه، ويقول الفضيل في يوم من الأيام دخلت في البيت فوجدته يجول في الغرفة ويبكي ويبكي فقلت له يا بني لما تبكي؟ قال يا أبي تفكرت في النار وكيف الخلاص منها فبكيت، فهو بكى لأنه تذكر النار, ثم قال يا أبي سل الذي وهبك إياي في الدنيا أن يهبني إياك في الآخرة في الجنة، ادعو الله إذا دخلت الجنة أن يحلقني لك، وكان الفضيل إذا صلى الصلاة وعلم أن ابنه يصلي وراءه لا يرتل، ويقرأ قراءة عادية لماذا؟

لأنه يعرف أن ابنه لا يتحمل ترتيل القرآن، بكاؤه شديد، ينقطع قلبه ويضطرب، وفي يوم من الأيام كبر وابنه لم يكن وراءه، فدخل في الصلاة وأبوه يصلي ما علم أن ابنه دخل، والأمر الآخر أنه قرأ آية تتفطر منها القلوب، وتتكسر منها الصخور، وتتصدع منها الجبال، فأي آية تلك؟ إنها قول الله عز وجل من سورة الزمر ” وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون” فسمع صوت ابنه يبكي فخفف الصلاة وأتمها فوجدوا ابنه قد أغمي عليه من شدة البكاء، وقال ابن كثير في البداية والنهاية، ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائة، وفيها توفي من الأعيان علي بن الفضيل بن عياض في حياة أبيه، كان كثير العبادة والورع والخوف والخشية، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء، علي بن الفضيل بن عياض التميمي، من كبار الأولياء، ومات قبل والده، وقال في تاريخ الإسلام.

هو علي بن الفضيل بن عياض التميمي المكي الزاهد ابن الزاهد، وكان بعض العلماء يفضله على أبيه في العبادة والخوف، وكان إذا سمع آيات الوعيد يُغشى عليه، وقال ابن عيينة ما رأيت أحدا أخوف لله من الفضيل، وابنه علي، وقال الذهبي بلغنا أن عليا سمع قارئا يتلو بصوت شجي قوله تعالى “ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد” فشهق وسقط ميتا، رحمه الله، وله أخبار في الغشي عند التلاوة، وقال ابن المبارك يوما خير الناس الفضيل، وخير منه ابنه علي، وعن عبد الصمد بن يزيد سمعت الفضيل يقول أشرفت ليلة على علي وهو في صحن الدار وهو يقول النار ومتى الخلاص من النار ؟ وقال لي يا أبة سل الذي وهبني لك في الدنيا أن يهبني لك في الآخرة، ثم قال لم يزل منكسر القلب حزينا ثم بكى الفضيل ثم قال كان يساعدني على الحزن والبكاء.

يا ثمرة قلبي شكر الله لك ما قد علمه فيك، وعن سفيان بن عيينة قال ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وابنه، وعن شهاب بن عباد قال كانوا يعودون علي بن الفضيل وهو يمشي فقال لو ظننت أني أبقى إلى الظهر لشق علي، وعن الفضيل قال اللهم إني اجتهدت أن أؤدب عليا، فلم أقدر على تأديبه، فأدبه أنت لي، وكان علي بن الفضيل لا يستطيع أن يقرأ القارعة ولا تقرأ عليه، وكان علي بن الفضيل عند سفيان بن عيينة فحدث بحديث فيه ذكر النار فشهق علي شهقة ووقع فالتفت سفيان فقال لو علمت أنك هاهنا ما حدثت به، فما أفاق إلا بعد ما شاء الله وبه، قال الفضيل لابنه لو أعنتنا على دهرنا فأخذ قفة ومضى إلى السوق ليحمل فأتاني رجل فأعلمني فمضيت فرددته وقلت يا بني لست أريد هذا أو لم أرد هذا كله، وعن فضيل، أنهم اشتروا شعيرا بدينار.

وكان الغلاء، فقالت أم علي للفضيل قورته لكل إنسان قرصين فكان علي يأخذ واحدا ويتصدق بالآخر، حتى كاد أن يصيبه الخواء، وبه أن عليا كان يحمل على أباعر لأبيه، فنقص الطعام الذي حمله فحبس عنه الكراء فأتى الفضيل إليهم، فقال أتفعلون هذا بعلي فقد كانت لنا شاة بالكوفة أكلت شيئا يسيرا من علف أمير، فما شرب لها لبنا بعد، قالوا لم نعلم يا أبا علي أنه ابنك، وعن الفضيل قال أهدى لنا ابن المبارك شاة فكان ابني لا يشرب منها، فقلت له في ذلك فقال إنها قد رعت بالعراق، وقيل أن الآية التي مات فيها علي بن الفضيل هي في سورة الأنعام وهي قوله تعالي ” ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد” مع هذا الموضع مات، وروى عن عبد العزيز بن أبي رواد وعباد بن منصور وجماعة حدث عنه سفيان بن عيينة وأبوه وموسى بن أعين.

وقال أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي فرأيته وله حديث في سنن النسائي رواه لنا أحمد بن سلامة، وعن علي بن فضيل عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال رأى رجل من الأنصار فيما يرى النائم أنه قيل له بأي شيء يأمركم نبيكم صلي الله عليه وسلم قال أمرنا أن نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين فذلك مئة قال فسبحوا خمسا وعشرين وأحمدوا خمسا وعشرين وكبروا خمسا وعشرين وهللوا خمسا وعشرين فتلك مائة فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم فقال “افعلوا كما قال الأنصاري” وقيل هو حديث غريب من الأفراد أخرجه النسائي، عن أبي زرعة عن أحمد فوافقناه في شيخ شيخه وعلي صدوق، قد قال فيه النسائي ثقة مأمون قلت خرج هو وأبوه من الضعف الغالب على الزهاد والصوفية وعدا في الثقات إجماعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى